باشرت المصالح الأمنية بمدينة مارتيل، في وقت وجيز بعد نشر "أخبارنا المغربية" لمقال حول الأوضاع المقلقة بشارع الدار البيضاء، سلسلة من التدخلات الميدانية التي استهدفت الفضاء العام الذي يُستغل في أنشطة مشبوهة تتعلق بالدعارة وتعاطي وترويج المخدرات.

وحسب مصادر مطلعة، فإن الحملة الأمنية انطلقت في ساعات متأخرة من ليل الأحد، في إطار استراتيجية جديدة تهدف إلى تطهير هذا المحور الحيوي من مظاهر الانحراف والانفلات، خاصة مع تزايد شكايات المواطنين واستفحال الفساد ليلاً، حيث من المنتظر أن تتواصل العملية طيلة الأيام القادمة.

ويأتي هذا التحرك الأمني كاستجابة مباشرة لما نشرته "أخبارنا المغربية" في تقرير سابق، والذي كشف بالصوت والصورة عن تحول شارع الدار البيضاء إلى نقطة سوداء يؤوي أنشطة غير قانونية، في ظل غياب واضح للرقابة وسوء استغلال الفضاء العام، ما أثر سلباً على صورة المدينة، خاصة في موسمها السياحي.

ورغم أهمية التدخلات الأمنية، إلا أن معالجة المشهد لا يمكن أن تقتصر على المقاربة الزجرية وحدها، بل تتطلب انخراطاً جدياً من طرف باقي السلطات المعنية، وعلى رأسها السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، لتفعيل حلول مستدامة، خاصة في ما يتعلق بإيواء القاصرين والمشردين الذين يتخذون من الشارع المذكور مأوى لهم مع حلول الليل.

وتبقى مدينة مارتيل، كإحدى الوجهات السياحية البارزة شمال المملكة، في حاجة إلى تدخل متعدد الأبعاد يُزاوج بين الحزم الأمني والرؤية الاجتماعية، من أجل إعادة الاعتبار لفضاءاتها العمومية وحماية صورتها في أعين زوارها وساكنتها على حد سواء.