خلال لقاء لونج كونج رئيس فيتنام، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في مقر الجامعة بالقاهرة، أكد الرئيس الفيتنامي على حرص بلاده تعزيز العلاقات مع مصر والدول العربية بما يساهم في تحقيق التنمية بين الدولة الآسيوية والدول العربية. 

رئيس فيتنام: تتطلع فيتنام فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع مصر والدول العربية

وقال الرئيس لونج كونج خلال كلمة له أمام مجلس الجامعة العربية:" زيارتي إلى مصر تمثل رسالة واضحة عن تطلع واهتمام فيتنام في فتح صفحة جديدة في علاقاتنا مع مصر والدول العربية، وإننا في فيتنام نُقدّر عالياً الدور الرائد الذي تضطلع به الجامعة في تعزيز الاستقرار، ونشر ثقافة السلام، ودعم الحضور الفاعل للدول العربية على الساحة الدولية". 

وأضاف إن:" جمهورية فيتنام الاشتراكية تؤمن بأن مسؤولية الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التعددية تقع على عاتق جميع الدول، دون استثناء. وبهذا، فإننا نؤكد على أهمية احترام ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، والمبادئ المشتركة التي اعتمدها المجتمع الدولي، وكذلك احترام المصالح المشروعة للدول المتوسطة والصغيرة". 

رئيس فيتنام: ندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية

وتابع قائلاً:"إن فيتنام تتابع بقلق عميق استمرار استخدام القوة في مناطق متعددة من الشرق الأوسط، وما يترتب عليه من صراعات طويلة الأمد وأزمات إنسانية متفاقمة. وإننا في فيتنام، ندعو جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بنهج الحوار، والعمل على إيجاد حلول سلمية ومستدامة للنزاعات في هذه المنطقة الحيوية، وذلك استنادًا إلى القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، والاحترام المتبادل.. وفي هذا الإطار، نؤكد مجددًا موقف فيتنام الثابت والداعم لعملية السلام في الشرق الأوسط. فنحن نؤمن إيمانًا راسخًا بحل الدولتين، وندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة كاملة، على حدود ما قبل عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادئ القانون الدولي". 

رئيس فيتنام: نحن نعد ضمن أكبر 32 اقتصادًا عالميًا

وأشار رئيس فيتنام إلى أنه:" في عام 2025، تحتفل فيتنام بعدة مناسبات وطنية مهمة، من بينها مرور 135 عامًا على ميلاد الزعيم هو تشي منه، و50 عامًا على إعادة توحيد البلاد. ومنذ إطلاق سياسة “دو موي” للتحديث الاقتصادي عام 1986، تحوّلت فيتنام من بلد يعاني الفقر الغذائي، إلى أحد أبرز مصدّري الأرز في العالم، وضمن أكبر 32 اقتصادًا عالميًا، وعضو نشط في التجارة الدولية، بعد توقيع 17 اتفاقية تجارة حرة مع أكثر من 60 اقتصادًا حول العالم". 

رئيس فيتنام: وفقًا لمؤشر السعادة لعام 2025، تحتل فيتنام المرتبة 46 عالميًا

واردف:" قد نجحت فيتنام في حفاظ على الاستقرار السياسي وامني وسيادة الوطن، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتقوية وحدة وطنية تشمل 54 مجموعة عرقية تتعايش بسلام وتناغم داخل اطار الوحدة الوطنية الكبرى. ووفقًا لمؤشر السعادة لعام 2025، تحتل فيتنام المرتبة 46 عالميًا".. وتربطنا علاقات دبلوماسية مع 194 دولة، ولدينا شراكة استراتيجية شاملة، واستراتيجية، وشاملة مع 37 منها، كما نشارك بفاعلية في أكثر من 70 منظمة دولية، ونحافظ على علاقات وثيقة مع 259 حزبًا سياسيًا في 119 دولة". 

وأكد الرئيس الفيتنامي:" أما على مستوى السياسة الخارجية، فتتبع فيتنام نهجًا مستقلًا، سلميًا، وذي سيادة، يقوم على التعددية، والانفتاح، والتنوع في الشراكات. وتسعى إلى أن تكون عضوًا مسؤولًا وفعّالًا في المجتمع الدولي، يسهم في معالجة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". 

وأوضح إن:" العلاقات بين فيتنام والدول العربية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وهي ليست مجرد علاقات سياسية أو اقتصادية، بل هي روابط إنسانية وأخوية. ففي رحلته التاريخية من أجل تحرير الوطن، زار الزعيم "هو تشي مينه" عددًا من الدول العربية، منها مصر، الجزائر، وتونس. لقد ساهم الزعيم "هو تشي مينه"، إلى جانب عدد من القادة العرب، في تأسيس دعائم صلبة لعلاقات الصداقة بين شعوبنا، وهي علاقات لا تزال قائمة على أسس من التفاهم، والاحترام المتبادل، والتضامن. إننا نشعر بعميق التأثر عندما نعلم أن ذكرى هو تشي مينه لا تزال حية في قلوب شعب مصر والعديد من البلدان العربية". 

كما أكد الرئيس لونج كونج إن:" علاقتنا مع الدول العربية – وعددها اثنان وعشرون دولة – تشهد نموًا مطّردًا في مختلف المجالات، لا سيما علاقتنا مع جمهورية مصر العربية، التي نعتبرها نموذجًا متقدمًا في الأخوّة والتعاون البنّاء". 

وتابع قائلاً:" في شهر يوليو من عام 2023، أنشأت فيتنام وجامعة الدول العربية آلية للتعاون بين وزارة الخارجية الفيتنامية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وإننا نتطلع إلى تفعيل هذه الآلية، بهدف الارتقاء بالعلاقات بين فيتنام وجامعة الدول العربية ودول الأعضاء.. وتُعدّ فيتنام سوقًا واعدا يضم أكثر من 100 مليون نسمة، مع طبقة متوسطة تشهد نموًا متسارعًا، بينما تضم الدول العربية سوقًا يزيد عدد سكانه عن 400 مليون نسمة، بإجمالي ناتج محلي يفوق 6 تريليونات دولار أمريكي. وتتميز اقتصادياتنا بتشابه كبير، مما يُشكّل أرضية صلبة لتعزيز التعاون العملي والمتعدد الأوجه بين الجانبين. وتتطلع فيتنام بشكل خاص إلى زيادة تبادل الخبرات مع الدول العربية، ودعمها في تطوير قطاع الصناعات "الحلال"، وتعزيز صادراتها وتقديم خدماتها الحلال إلى الدول الإسلامية والعربية". 

وأشار إلى أن:" فيتنام وقعت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أن فيتنام أصبحت وجهة واعدة للمستثمرين العرب، لا سيما من دول الخليج، حيث تستضيف أكثر من 70 مشروعًا استثماريًا. ونحن نأمل أن نشهد في المستقبل القريب المزيد من المشاريع الاستثمارية الجديدة من جانبكم في فيتنام.. وتسعى العديد من الدول العربية، مثل فيتنام، إلى التحول من الاقتصاد البني إلى الاقتصاد الأخضر، وتوسيع استخدام التكنولوجيا الحديثة لدعم الاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الدائري، والتنمية المستدامة.. وإننا نتطلع إلى تبادل الخبرات معكم بصفتكم روادًا في هذا المجال، بما يُسهم في تعزيز التنمية المستدامة، وتحقيق التزاماتنا بخفض الانبعاثات الكربونية إلى الصفر بحلول عام 2050". 

كما أعرب عن تطلعه لتعزيز الدعم والتسهيلات لأكثر من 30,000 عامل فيتنامي يعملون حاليًا في كل من المملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وغيرها، بما يضمن الاستقرارهم ويعزز مساهمتهم في التنمية المشتركة.