نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إلى أين تتجه مؤشرات "وول ستريت" في أغسطس؟ - بلس 48, اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 10:20 صباحاً
هذا العام، تأتي رياح أغسطس محملة بعوامل استثنائية؛ من بينها التغييرات القوية في السياسات التجارية، وبيانات اقتصادية أقل من المتوقع، فضلاً عن توترات تحيط بموثوقية بعض الأرقام الرسمية.
وفي الوقت ذاته، يترقب المستثمرون مصير المكاسب التي قادتها أسهم التكنولوجيا خلال الشهور الماضية، وسط مخاوف من أن تفقد زخمها تحت ضغط التطورات الحالية.
يعد شهر أغسطس أسوأ شهر لمؤشر داو جونز الصناعي وفقاً للبيانات التي تعود إلى العام 1988، وثاني أسوأ شهر لمؤشري S&P500 وناسداك المركب، بحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
ويأتي شهر أغسطس هذا العام مع عددٍ من التحديات الرئيسية التي تواجه "وول ستريت". وفي هذا السياق يشير التقرير إلى أن:
- التوقعات على المدى القريب أصبحت فجأة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لـ "وول ستريت" التي تقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، حتى بعد عمليات البيع الكبيرة يوم الجمعة.
- لا تزال قصة الذكاء الاصطناعي، التي غذّت ارتفاع سوق الأسهم خلال الأشهر القليلة الماضية، قائمة، حيث أصبحت مايكروسوفت هذا الأسبوع ثاني شركة عامة في الولايات المتحدة تصل قيمتها السوقية إلى 4 تريليونات دولار بعد نتائجها القوية في الربع الأخير من يونيو.
- ومن ناحية أخرى، اتضح الآن أن سوق العمل في الولايات المتحدة ضعفت بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الماضية مع ارتفاع الرسوم الجمركية.
- وفي الأسبوع الجديد، من المرجح أن يوجه المستثمرون أنظارهم نحو التغييرات التي تطرأ على الرسوم الجمركية، من بين أحداث أخرى. وذلك بعد أن وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس أمراً تنفيذياً عدّل بموجبه الرسوم الجمركية "المتبادلة" على عدد من الدول، برسوم جديدة تتراوح بين 10 و41 بالمئة.
البيانات الاقتصادية
يقول المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أحمد معطي، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن:
- مؤشرات الأسهم الأميركية أغلقت على تراجع ملحوظ في آخر جلسات الأسبوع الماضي (أول جلسة في تعاملات أغسطس)، إذ انخفض مؤشر S&P500 بنسبة 1.6 بالمئة، وناسداك بنسبة 2.24 بالمئة، وداو جونز بنحو 1.2 بالمئة، في ظل موجة بيعية تأثرت بعدة عوامل أبرزها البيانات الاقتصادية السلبية.
- "البيانات الخاصة بسوق العمل الأميركية جاءت دون التوقعات، وشهدت تعديلات صادمة لأرقام الأشهر السابقة؛ حيث تم خفض أرقام يونيو إلى 14 ألف وظيفة فقط بعد أن كانت 174 ألفاً، ومايو إلى 19 ألفاً بدلاً من 125 ألفاً. أما في يوليو، فأضاف الاقتصاد 73 ألف وظيفة فقط، وهو رقم ضعيف جداً مقارنة بالمعدلات المعتادة".
- "هذه الأرقام تشير بوضوح إلى ضعف في قدرة الشركات الأميركية على التوظيف، ما يعكس تراجعاً في الإنتاجية، وبالتالي انخفاضاً محتملاً في الأرباح المستقبلية".
في سياق متصل، يشير معطي إلى خطوة مثيرة للجدل من جانب الرئيس دونالد ترامب، الذي قام بإقالة رئيسة جهاز إحصاءات العمل الأميركية، وهو ما أثار المخاوف بشأن حيادية ودقة البيانات مستقبلاً. ويعلّق بالقول: "هذه الخطوة تمثل إشارة سلبية جداً، وتفتح الباب أمام احتمال التلاعب بالبيانات لصالح أجندة سياسية، خصوصاً أن الرئيس المُقالة كانت معينة في عهد بايدن".
تعطي هذه التطورات المتسارعة لمحة عن ما ينتظر تداولات شهر أغسطس، والضغوط التي تشهدها وول ستريت تبعاً لهذه الأحداث.
ويلفت إلى أن "شهر أغسطس يُعد تقليدياً من أضعف الشهور أداءً في سوق الأسهم الأميركية، بسبب انخفاض السيولة نتيجة العطلات الصيفية، خاصة بين كبار المستثمرين. كما تبدأ المؤسسات في هذا الشهر أو مع بداية سبتمبر بإعادة هيكلة محافظها الاستثمارية، ما يؤدي إلى موجات من جني الأرباح".
ويختتم المدير التنفيذي لشركة VI Markets، حديثه قائلاً: "نتوقع أن تبدأ الأسواق في بناء مراكز شرائية جديدة مع نهاية أغسطس أو بداية سبتمبر، ولكن حتى ذلك الحين، من المرجح استمرار حالة التذبذب والضعف، لا سيما في ظل عدم اليقين المحيط بالبيانات الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة".
رهان أسهم التكنولوجيا
وبحسب تقرير لـ "ماركت ووتش"، فإن
- قادت أسهم التكنولوجيا العملاقة سوق الأسهم الأميركية خلال شهر يوليو القوي موسمياً، والذي شهد ارتفاعاً قياسياً متواصلاً على ما يبدو لكلٍّ من مؤشري S&P500 وناسداك المركب.
- لكن مع حلول شهر أغسطس، أصبحت الاتجاهات الموسمية والرياح الاقتصادية المعاكسة أقل ملاءمةً لشركات التكنولوجيا الكبرى.
- كان شهر أغسطس تاريخياً شهراً صعباً بالنسبة للأسهم الأميركية، وخاصة أسماء النمو.
- مع عودة المخاوف التضخمية وتراجع الآمال في خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الواجهة مرة أخرى، تبدو السوق هشة بشكل متزايد.
وينقل التقرير عن كبير مسؤولي الاستثمار في شركة أبولون لإدارة الثروات، إريك ستيرنر، قوله:
- تم إقرار "مشروع القانون الكبير الجميل" بتوقيع الرئيس دونالد ترامب عليه ليصبح قانوناً نافذاً في وقت سابق من يوليو. إلى جانب سلسلة من الصفقات التجارية التي أُبرمت قبل الموعد النهائي المحدد في الأول من أغسطس، والتي أسهمت في تبديد بعض الشكوك حول الرسوم الجمركية، مما أسهم في تعزيز الارتفاع القياسي في يوليو.
- ارتفاع السوق مبرر، لكنه أصبح مبالغاً فيه بعض الشيء، ونطاق المخاطرة مبالغ فيه.
- "لذا أعتقد بأن الأسهم غير عالية الجودة ستشهد بعض التراجع لمجرد تباطؤ سوق العمل، وبيانات الناتج المحلي الإجمالي التي أظهرت تباطؤاً طفيفاً في الاقتصاد".
- "لذا ما زلتُ أحذر المستثمرين من أن البيئة ليست مثالية للمخاطرة تماماً".
تداولات ضعيفة
يشير رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets ، جو يرق، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى أن:
- شهر أغسطس يُعد تاريخياً من أضعف الشهور بالنسبة للأسهم الأميركية.
- هذا الضعف يتزامن حالياً مع ضغوط إضافية ناتجة عن الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خلال الرسوم الجمركية، وهو ما أسهم في زيادة القلق لدى الشركات وتأثير سلبي على الاقتصاد الأميركي.
- سلسلة قرارات الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة تعكس التوتر القائم، لا سيما بعد صدور أرقام سوق العمل يوم الجمعة، وهي البيانات "المخيبة للآمال".
ويستطرد: هذه البيانات تزيد الضغط على الاقتصاد الأميركي وعلى الفيدرالي تحديداً.. وكما ذكرنا سابقاً، هناك إشارات هشاشة بدأت تظهر بوضوح في سوق العمل".
وفي المقابل، يلفت إلى أن نتائج الشركات الأميركية في مؤشرS&P500 كانت إيجابية بشكل عام، حيث تجاوزت 82 بالمئة من النتائج توقعات السوق، مما يعكس متانة بعض القطاعات.
ويضيف: "نحن أمام فصل حاسم في ما يتعلق بمسار الحرب التجارية، خصوصاً بعد تطبيق جميع الرسوم الجمركية. ما نترقبه الآن هو مدى التأثير الإضافي لهذه الحرب على الاقتصاد والأسهم الأميركية".
0 تعليق