نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الباتريوت الأهم لدى إسرائيل - بلس 48, اليوم الأحد 3 أغسطس 2025 09:12 مساءً

صالح أبو مسلم
صالح أبو مسلم
الباتريوت وفقا لموسوعة الويكيبيديا هو منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض جو، تتمثل مهمته الرئيسية في كونه نظاما مضادا للصواريخ الباليستية، يستعمل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من حلفائها على رأسهم إسرائيل. ومؤخرا تمكنت صواريخ الباتريوت من حماية أجواء الكيان الإسرائيلي المحتل من عدد كبير من هجوم الصواريخ والمسيرات، إلا أن أمريكا نفسها تعد أهم من كل الصناعات العسكرية التي تقدمها لإسرائيل، لم لا وقد أثبت الواقع التاريخي أن أمريكا بقادتها وساستها لم تتوقف عن مساندة إسرائيل والدفاع عنها، مقابل ظلم أمريكا الفادح وغير المبرر نحو الشعب الفلسطيني، مع تحدي أمريكا دوما وخلال مائة عام للإرادة والقوانين الدولية التي حاولت مناصرة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، الأمر الذي عرقل إقامة الدولة الفلسطينية، ما تسبب في تعرض الشعب الفلسطيني لكل المآسي التي ارتكبت وما تزال ترتكب في حقه، وصولا الآن إلي جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني من جانب وحشية الكيان الإسرائيلي بقادته المتطرفين وعلي غرار ما يحدث الآن من مجازر وتجويع وتهجير بقطاع غزة والضفة.
أما الباتريوت الأهم الذي تملكه إسرائيل الآن، والذي لا يتوقف عن مساندتها وغض الطرف عن جرائمها تجاه الشعب الفلسطيني هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته، فمن واقع ما يقدمه ترامب لإسرائيل فإنه يعد أسرع وأخطر من منظومة "الباتريوت"، وذلك لأنه لا يتوقف ولو للحظة عن مهاجمة كل الدول التي تنتقد سياسات إسرائيل وقادتها المتطرفين، فترامب باعتباره رئيس أكبر دولة عظمى بالعالم، يستخدم سلطته ونفوذه لمد إسرائيل بكل المساعدات العسكرية والمادية والمعنوية، بل وحمايتها وبشكل غير مسبوق من كل القرارات والقوانين الدولية التي تناصر القضية الفلسطينية وتعارض جرائم الإبادة الجماعية التي تحدث الآن. إن ترامب لا يبالي بعدد القتلى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، غير عابئ بالدماء التي ارتوت بها أرض فلسطين الطاهرة، بل نجده عبر تصريحاته يرفض دور الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية، ويوافق إسرائيل علي إنشاء أماكن محدودة لمد الفلسطينيين بالغذاء، والهدف الخفي لذلك قتلهم وتجويعهم، كما أنه شارك إسرائيل بالحرب غير المشروعة على إيران، وقاطع مؤخرا المؤتمر الدولي الذي أعد بالأمم المتحدة الأسبوع الماضي من جانب المجتمع الدولي بهدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ثم قيامه بمعاقبة السلطة الفلسطينية بحرمان قادتها من دخول أمريكا، واعتبارها مسئولة عن تدويل القضية الفلسطينية بالأمم المتحدة، وبما يضر، من منظوره، إسرائيل، بالإضافة إلى توعده مؤخرا لحركة حماس، ودعوته لها بالاستسلام، وبسبب نية فرنسا وأكثر من خمس عشرة دولة الاعتراف بدولة فلسطين خلال انعقاد الدورة رقم ثمانين بالجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة، وقد قلل الرئيس ترامب من نية فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقال "بأن الرئيس ماكرون يعد في نظره رجلا طيبا، لكن ما يقوله لا يفهمه، وبالتالي فإن تصريحاته تجاه الاعتراف بفلسطين لا قيمة لها" واعتبر ترامب أن كندا التي عزمت علي الاعتراف بفلسطين خلال المؤتمر الأممي بأنه خطأ فادح، وأن قرارها قد يزيد من فرض تعريفات جمركية باهظة على صادراتها مع بلاده، واعتبار عزم اعتراف الكثير من الدول بالدولة الفلسطينية خطوات لا قيمة لها، ورأى أن تلك الخطوات من شأنها عرقلة إقامة دولة فلسطينية، واعتباره بأن الاعتراف يعد بمثابة مكافأة لحماس، وكما يردد المتطرفون في إسرائيل، كما أن ترامب وإدارته لا تحبذ مبدأ حل الدولتين، حتى لا تدخل في أزمة مع الحكومة الإسرائيلية التي يوافقها ترامب على العمل على ضم الضفة الغربية وقطاع غزة لخريطة هذا الكيان المحتل، ولا يمكن أن ننسى لترامب أنه من أعد خطة صفقة القرن من أجل إحلال السلام الظالم، ولاتفاقات إبراهام التي أدت إلى قيام بعض من الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل برعاية أمريكية، ويجب ألا ننسى بأن الرئيس ترامب قد هاجم المؤسسات الأممية والحقوقية، وبأنه الذي انشق عن اتفاقية المناخ، وعن منظمة الصحة العالمية، وخروجه من اليونسكو، بالإضافة إلى مهاجمته لمحكمتي الجنايات والعدل الدوليتين وأي منظمة تدين جرائم إسرائيل، ليصبح ترامب من خلال مواقفه المساندة لإسرائيل هو الباتريوت الأخطر والأهم في العالم، والمهيمن على القضية الفلسطينية والمتحكم في مصيرها ومصير أبنائها، ليصبح العالم بكل مواقفه النبيلة لا قيمة له أمام هذا الباتريوت الظالم الغاضض الطرف عن تلك القضية العادلة.
0 تعليق