نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إخوان بني صهيون - بلس 48, اليوم السبت 2 أغسطس 2025 11:00 مساءً
الجماعة الإرهابية في خدمة إسرائيل
اللجان الإخوانية تنشط لتبرير السردية الإسرائيلية في حصار الفلسطينيين.. وتحقق لتل أبيب 3 خدمات جليلة:
تشتيت الضغط الدولي عن الاحتلال
ضرب وحدة الموقف العربي
تشويه صورة القاهرة دوليًا
في زوايا الظلام التي تخفيها الجماعات، تبرز حقيقة واحدة لا يمكن تجاهلها: "ليسوا إخوانًا، وليسوا مسلمين".. هذه الكلمات التي قالها حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين نفسه، لكنها تجسد الحقيقة، كونها تشف الوجه الصهيوني الخفي للإخوان، وجه جمع بين الخيانة والتدليس، بين الشعارات والصراعات.
فكلما احتدمت المعارك مع الكيان الصهيوني، تصدر الجماعة الإرهابية شعارات قوية، لكن الحقيقة التي تقبع خلف الأبواب المغلقة، هي أن معركتهم الحقيقية لم تكن هناك، بل في الداخل لصالح الصهاينة، حيث يزرعون الفتنة ويفسدون أسس الوحدة الوطنية. فخلف أقنعة الدين والثورة وحقوق الإنسان، تكمن لعبة أكبر: لعبة السلطة المطلقة التي لا تعرف حدودًا، بل تستند إلى الكذب والفوضى، حتى لو وضعوا أيديهم في يد بني صهيون.
وفي أعماق المشهد السياسي العربي، تتكشف صورة لا تراها إلا الأعين الحذرة والمطلعة، حيث يقف الإخوان الإرهابين ليس كمجموعة سياسية فحسب، بل ككينونة متحركة تشكل تهديدًا مستمرًا للاستقرار الوطني، متخفية خلف الشعارات الجوفاء وأقنعة الخطاب الديني والحقوقي. تخبئ لعبة الخداع والتلاعب التي تمتد جذورها إلى خدمة برنامج أعمق، يتجاوز بُعد الصراع مع العدو الخارجي، إلى دعم مخططاته.
كلما واجه العرب تحديات مشتركة، تصدح أصوات الإرهابية بالمقاومة، إلا أن ممارساتهم توضح أن المعركة الحقيقية تدور في الخفاء، بين أدوات الفوضى ونسج الشكوك التي تهدم كل مشاريع الوحدة والقوة وتزعزع المجتمعات، وفي هذا الواقع الملتبس، يصبح السؤال ليس فقط من يقف ضد الأمة؟.. بل عنهم!.. أولئك الذين يتخفون بالوطنية، بينما يزرعون بذور الانقسام والتفكيك.
الإخوان وغزة.. حين تتحول القضية إلى منصة للثأر من مصر
مع تتالي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا تكتفي جماعة الإخوان الإرهابية بالادعاءات الكاذبة والتصريحات المنافقة، بل استغلت المعاناة الحقيقية لتصفية حساباتها السياسية مع الدولة المصرية التي تقف بإصرار إلى جانب أمن المنطقة وسلامتها، فالعدو الحقيقي في خطاب "الإرهابية" ليس الاحتلال الإسرائيلي الذي يقصف ويتسبب بالمآسي ويبيد الأطفال، بل مصر التي تفتح المعابر وتحتضن الجرحى، في خيانة واضحة لكل المبادئ الوطنية.
ولا تختلف لغة الإخوان كثيراً، فهي ثابتة ومكررة: اتهامات بالتواطؤ، واستدعاء وهمي لـ"التخاذل العربي"، استهداف صريح للدولة المصرية فقط، متجاهلين الأطراف الأخرى المتحالفة أو المتواطئة مع الاحتلال، مما يكشف أن همهم الحقيقي بعيد تمامًا عن القضية الفلسطينية، بل هو السعي المستمر لتدمير الدولة الوطنية، حيث تستثمر الجماعة الإرهابية معاناة غزة لتمرير خطابها المشوه، وتحويلها إلى أداة لتصعيد ما يرونه بصراعات داخلية، دون أي تقدير لمعاناة الناس أو جهود الوساطة والتحركات المصرية الدبلوماسية التي تهدف إلى تقليل التصعيد، في انتهازية لا تعدو كونها ذريعة شيطنة تتجاهل الحقائق وتضر بمصالح الأمة.
لقد حولت المنصات الإعلامية المحسوبة على جماعات الإخوان الإرهابية ولجانها الإلكترونية، القضية الإنسانية إلى مشهد هدام، يدعو لمحاصرة السفارات المصرية وإدانة الدولة التي تتخذ خطوات حقيقية لحماية أمن شعبها والمنطقة، في انحدار سياسي وأخلاقي يشكل خيانة مزدوجة: للخارجين عن القانون في غزة وللدولة الوطنية التي تحرص على استقرار المنطقة وأمنها.
تضليل ممنهج يخدم أوهام الاحتلال ويكذّب الواقع
ما يسمى بالآلة الإعلامية الإخوانية في الخارج ليس إلا شبكة "ذباب" كاذبة منظّمة تمارس التضليل والتشويه بشكل ممنهج ضد مصر، متخطية كل حدود المهنية والمسؤولية، لتشكيل رأي عام مضلل يصب همه في تشويه صورة الدولة الوطنية وانتهاك مصالحها العليا، فمن خلال مجموعة من المنصات الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي والقنوات الموجهة، تروج الإرهابية لمزاعم باطلة مثل "مصر تغلق معبر رفح" و"مصر شريك في الحصار"، في تجاهل تام لدور الاحتلال الإسرائيلي الحقيقي في الحصار والعدوان، وكأن الأمر مجرد حملة إعلامية مفبركة لا أكثر.
وليس أدل على التوافق الإخوانى الإسرائيلي، من الاحتفاء الذى نلقاه على مدار اللحظة من الإعلام العبرى، والسياسيين والإعلاميين الإسرائيليين بكل ما يصدر عن الجماعة الإرهابية من تصرفات ضد الدولة المصرية، وأخر هؤلاء، "إيدى كوهين" الذى قال عن دعوات الإرهابية لمحاصرات السفارات المصرية بالخارج: "واخيرا العالم العربي والإسلامي فهموا بأنه مصر هي التي تخنق غزة ولا تفتح معبر رفح . الحمدلله".
وفي ذروة تصعيد يوليو 2025 الذي نعيشه الآن، تصاعدت هذه الحملات بدعوات تحريضية مسعورة على مواقع التواصل، وازدادت وتيرة التضليل بتوظيف مشاهد درامية مسرحية ومصورة بعناية، بهدف تحويل مصر إلى كبش فداء إعلامي يُحمّل مسؤولية المأساة بشكل كاذب، في لعبة مكشوفة لإثارة الفتن الداخلية وتشويه صورة الدولة.
وكشفت تقارير أمنية أن وراء هذه الشبكة دعمًا تكنولوجيًا وتمويليًا مستترًا من عواصم غربية، يستغل هامش الحريات لتقديم خطاب عدائي مخصص لتقويض الاستقرار وتشويه الدور المصري الإنساني والسياسي الفاعل في القضية الفلسطينية، مستخدمين شعارات إنسانية مفبركة لتبرير أجندة سياسية مدانة، بالتزامن مع تحريك الخلايا الإخوانية في الشتات وأوروبا لشن حملات ضغط سياسية، تشمل تنظيم مظاهرات وتصعيد أزمات دبلوماسية، تستهدف النيل من مجلس الأمن الأوروبي والمؤسسات الدولية، عبر رفع لواء اتهامات ملفقة تُلصق بمصر دور "المتواطئ في الحصار"، في محاولة ممنهجة لتقويض مكانتها الإقليمية.
ولا تقدم هذه الآلة إلا خطاب تضليل ممنهج، يحول معاناة أبناء غزة إلى أداة رخيصة في يد جماعة لا تريد إلا إبقاء نفسها على قيد الحياة وسط الفوضى والصراعات، متجاهلة كل المبادئ الإنسانية والقيم الوطنية، في نتيجة واضحة: خطاب الإرهابية لا يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية، بل يسعى إلى إشعال الجبهات الداخلية، وتعميق الشرخ في اللحمة الوطنية، مستغلاً مأساة غزة كورقة سياسية رخيصة، ترمي إلى زعزعة استقرار الدولة وإضعاف دورها الإقليمي، لتعزيز نفوذ الجماعة الفاشل.
الإخوان تنقل الاشتباك من غزة إلى السفارات المصرية
في الأيام الأخيرة من يوليو، شهدت عدة عواصم دولية أحداث مدبرة وموجهة أمام السفارات المصرية، تقف خلفها منصات محسوبة على جماعة الإخوان الإرهابية، التي عمدت إلى تحويل الأزمة في غزة إلى ساحة جديدة من المعارك السياسية ضد الدولة المصرية.
ففي لاهاي، نفذ الناشط الإخواني أنس حبيب خطوة بإغلاق بوابة السفارة المصرية بقفل معدني في 21 يوليو، وهو عمل فردي محدود، لكنه استُغل إعلاميًا بشكل مفرط داخل دوائر الجماعة لتقديمه على أنه "صرخة شعبية" تمثل رفضًا ملازماً لموقف مصر، ووُظفت صورته كرمز لحملة ممنهجة تهدف إلى تشويه القاهرة.
بينما في بيروت، تصاعدت الاحتجاجات لتصل إلى مستوى اشتباكات في 23 يوليو، حيث حاول متظاهرون إخوانيون اقتحام مقر السفارة المصرية في منطقة بير حسن، ورغم تواجد السفارة الإسرائيلية في العاصمة بيروت، لم تُوجَّه أي احتجاجات ضدها، ما يعكس بوضوح انحراف بوصلة الغضب والإصرار على تحميل مصر وحدها المسؤولية، متجاهلين الاحتلال الإسرائيلي الذي يُعد الجهة الفاعلة الحقيقية في المأساة.
أما في طرابلس الليبية، فقد شهدت السفارة المصرية مظاهرات كبيرة شارك فيها نحو 500 شخص، رفعوا شعارات تُحمّل القاهرة مسؤولية الحصار والعقوبات على غزة، وهي تجمعات ليست عفوية، بل "مُنسقة ومدفوعة" من قبل الإرهابية، مع تغطية إعلامية مكثفة عبر صفحات إخوانية تُوظّف الحدث أداة دعائية تهدف إلى الإساءة للدور المصري.
الأمر الأكثر خطورة كان ما جرى داخل الأراضي المحتلة نفسها، حيث كشفت مصادر ميدانية عن دعوات أطلقها نشطاء في تل أبيب عبر وسائط مغلقة لتسيير احتجاجات رمزية أمام مقر البعثة المصرية هناك، وُصفت بأنها "رسالة من الداخل" تعكس استعداد الجماعة لاستخدام أدنى المنافذ لإدانة مصر رغم تواجدهم في دولة الاحتلال، ما ينبئ بالتباس ولاءات خطير، واستعداد لممارسة لعبة خطيرة تبرئ المحتل وتُجعل من القاهرة كبش فداء.
اللافت في جميع هذه التحركات، أنها لم تُطالب مرة واحدة بوقف العدوان الإسرائيلي أو التعاطي مع مسؤولية الاحتلال المباشرة في تدمير غزة، بل اقتصرت الهتافات واللوحات على مهاجمة الدولة المصرية فقط، وهو ما يكشف بوضوحٍ شديد أن هذه الاحتجاجات ليست تعبيرًا عن تضامن إنساني أو شعبي، بل حملة مدروسة تستهدف تفكيك الموقف المصري سياسياً ودبلوماسياً، وضرب الجبهة الوطنية التي تمثلها الدولة المصرية في مواجهة الأزمة.
وتكشف الإرهابية بهذا الأسلوب تكشف مرة جديدة عن نهجها المتصاعد في تحويل الأزمات الوطنية والقومية إلى ساحات لصراعات داخلية مضللة، تستخدم فيها دماء غزة وقضيتها كدرع لشن حملات ممنهجة تهدف إلى الاستقواء بضعف الدولة والنيل من مكانتها الإقليمية، في مسعى يفضح زيف شعاراتهم وانحراف ولائهم الحقيقي.
القضية الفلسطينية أداة دعائية في عقل الإرهابية
تكشف مراجعة دقيقة لتصريحات قيادات جماعة الإخوان الإرهابية وتغطيات وسائلهم الإعلامية عن حقيقة واحدة لا تقبل الجدل: القضية الفلسطينية بالنسبة لهم ليست أكثر من ورقة دعائية يُستثمر فيها سياسياً، بلا رؤية استراتيجية أو التزام عملي حقيقي، فرغم تصاعد الأحداث الدامية في غزة، لم تسجل الجماعة أي مساهمة ملموسة على الأرض في دعم العمل الإغاثي أو الطبي أو اللوجستي، حتى في بيئات أوروبية تسمح بحرية الحركة والعمل المدني.
واقتصرت فروع الجماعة في أوروبا على فعاليات شكليّة رمزية لا تتجاوز رفع الأعلام وتنظيم وقفات قصيرة، دون أي جهود تطوعية حقيقية أو حملات تبرع منظمة وشفافة، فقد رصدت تقارير صادرة من دول مثل ألمانيا وهولندا خيبة أمل كبيرة بين مناصري القضية الفلسطينية، الذين يرون أن هذه المظاهر لا ترقى لمستوى مأساة غزة ولا تعبر عن أي التزام فعلي أو نابع من قناعة.
وعلى صعيد جمع التبرعات، تشير الوقائع إلى أن الأموال التي تُجمع غالباً تظل محصورة ضمن أطر تمويل أنشطة الجماعة الخاصة، دون وجود أي قنوات شفافة تضمن وصول الدعم فعليًا إلى القطاع المنكوب، علاوة على ذلك، تغيب شراكات قابلة للثقة مع منظمات إنسانية موثوقة، ما يزيد من الشكوك حول نوايا الجماعة ودوافع حملاتها، ويكشف حجم الممانعة الداخلية للتعامل مع الواقع الإنساني الفوري.
في الوقت ذاته، تستمر الجماعة في توظيف خطاب شعاراتي متضخم، حيث تستخدم مصطلحات مثل "الخيانة"، "التحالف مع الاحتلال"، و"السكوت الدولي"، وهي ألفاظ تسودها دعوات سياسية خالية من أي فعل مقاوم أو دعم ميداني، وهو خطاب مُرتكز على ممارسة الضغوط على مصر وتحميلها المسؤولية كاملة يعكس تجاهلًا مطلقًا لدور الاحتلال الإسرائيلي كفاعل مباشر وأساسي في الأزمة.
ما يعكس حجم الانفصال عن الواقع أن الدعوات للتظاهر لم تقتصر على العواصم العربية أو الأوروبية، بل امتدت لتشمل حتى مدينة تل أبيب نفسها، حيث أطلق نشطاء مرتبطون بالجماعة دعوات لتظاهرات أمام السفارة المصرية هناك، وهو مشهد يعكس مدى التشوه في الولاءات السياسية وانحراف بوصلة الغضب، مع حرص تام على توجيه الصراع إلى الداخل المصري بدل مواجهة الاحتلال.
في الوقت ذاته تُظهر القنوات الإعلامية التابعة للجماعة تركيزاً مريباً على شيطنة مصر فقط، والتأكيد على تواطؤها، مع غياب أي توثيق حقيقي للانتهاكات الإسرائيلية أو أي تحليل جيوسياسي موضوعي للمشهد العسكري والإنساني في غزة، وهو ما يؤكد بشكل جلي أن فلسطين ليست لدى الجماعة قضية نضالية حقيقية بقدر ما هي وسيلة سياسية رخيصة للاستثمار في الصراعات الداخلية وتصفية الحسابات مع خصومها داخل مصر.
خطاب لصالح الاحتلال
يمارس الخطاب الإخواني نمطًا متكررًا يُعيد إنتاج منطق الاحتلال الإسرائيلي، عبر قلب الأدوار وتشويه الوقائع، لا سيما في الملف الفلسطيني، فعلى طريقة منظومة الاحتلال التي تتهم الضحية بمسؤولية القتل، وتتحدث عن "الدفاع عن النفس" فيما تمارس العدوان، يروّج الإخوان لخطاب يُحمّل الدولة المصرية عبء المجازر في غزة، ويُجرّد الاحتلال من مسؤوليته المباشرة.
في هذا الخطاب، تظهر الدولة المصرية كمصدر الكارثة، بكونها الجاني الذي يُغلق المعابر ويتسبب بالمجاعة ويمنع دخول الدواء، بينما يتم تجاهل أو تهميش العدوان الإسرائيلي الجوي والبري، وممارسات الحصار والتجويع والتدمير الممنهج للمدن والبنى التحتية، وبذلك، تتطابق لغة الإخوان مع "بروباغندا" الاحتلال، التي تسعى لتبرئة نفسها عبر تحميل أطراف أخرى مسؤولية ما يجري، في عملية ممنهجة لتحوير الغضب الشعبي نحو خصم بديل، عبر نزع صفة العدو الحقيقية عن الاحتلال ونقلها إلى الدولة المصرية.
ويخدم هذا الخطاب العدائي عمليًا ثلاث غايات رئيسية تصبّ جميعًا في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي:
أولًا: تشتيت الضغط الدولي والعربي عن الاحتلال، عبر تحويل النقاش العام من إسرائيل كطرف معتد مباشرة إلى اتهام مصر بانتهاك الإنسانية، وبذلك يُخلق عدو جديد في وعي الجماهير، يُبعد الأنظار عن المسؤول الحقيقي ويعمل على تضليل الرأي العام.
ثانيًا: ضرب وحدة الموقف العربي والإقليمي تجاه القضية الفلسطينية، من خلال تصوير مصر كمذنب وحيد ومصدر المشاكل، ما يعمق الانقسامات ويُضعف الجبهة العربية الداعمة للقضية، وينشر الشكوك والريبة بين الشعوب والدول، وبهذا يعيق التحرك الجماعي ضد الاحتلال.
ثالثًا: تقديم دعم غير مباشر للاحتلال عبر تشويه صورة مصر دوليًا. حين تُتهم القاهرة بالتواطؤ أو الانتهاكات، يضعف ذلك تأثير وضغط المجتمع الدولي على إسرائيل، لأن الجهود والتحركات الدبلوماسية تتوجه للدفاع والرد على الاتهامات الموجهة لمصر، مسببة تراجعًا في فعالية أي حملات دولية حقيقية لمواجهة العدوان.
وبهذا الشكل، يحول خطاب جماعة الإخوان "الوفاء" الوهمي لقضية فلسطين إلى أداة دعائية تُخدم أجندة الاحتلال، دون تنسيق مباشر أو لقاءات معلنة، بل عن طريق تبني نفس منطق العدو نفسه، وإعادة إنتاج روايته عبر خطاب مضلل ومدمر يبعثر الجهود الوطنية والعربية، ويُبعد الأنظار عن المأساة الحقيقية التي يعانيها الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال.
الحقيقة التي لا ينكرها أحد، أن تتبع خطاب جماعة الإخوان وسلوكها الإعلامي خلال العدوان الإسرائيلي على غزة لا يترك مجالًا للشك في أن ما تطرحه الجماعة لا ينتمي إلى مشروع مقاومة حقيقي، بل هو جزء من عملية تزييف واعٍ للأولويات وتحريف مقصود للبوصلة السياسية، إذ لا تتبنّى الإرهابية خطابًا حقيقيًا داعمًا لغزة بقدر ما توظّف المأساة الفلسطينية كأداة دعائية لتصفية حساباتها مع الأنظمة الوطنية، وعلى رأسها الدولة المصرية.
ولا تكمن خطورة هذا السلوك في كونه مجرد انحراف أخلاقي أو سياسي فحسب، بل في كونه يُعيد إنتاج سرديات الاحتلال نفسه، لكن بصوت عربي مكرّر، ففي وقت يعمق فيه العدو الإسرائيلي عدوانه على المدنيين ويهدد البنية التحتية للقطاع، تتفرغ أبواق الجماعة لضرب الجهود المصرية، والتشكيك في أدوار الوساطة والدعم الإنساني، وكأن وظيفتهم الحقيقية هي تشويش الوعي العام وتفكيك الإجماع الشعبي حول أولويات الصراع.
والأسوأ من ذلك، أن هذا الخطاب لا ينطلق من جهل أو غفلة، بل من إرادة وتصميم واضحين على إرباك المشهد الإقليمي، وإعادة تصدير العداء في اتجاه خاطئ، فالعدو، في سردية الجماعة، لم يعد من يحتل الأرض ويقصف السكان، بل أصبح من يحاول وقف إطلاق النار وتأمين الإغاثة.
ويفتح هذا الانبطاح الخطابي يفتح باب التساؤل الحاد حول طبيعة الدور الذي باتت الجماعة تلعبه اليوم: هل ما تزال فعلاً فاعلًا سياسيًا يحمل مشروعًا بديلًا وحقيقيًا للأمة؟ أم تحولت إلى مجرد أداة هجومية تخدم مشاريع أكبر تبتلع قضايا الأمة وتعيد إنتاج منطق الاحتلال بصيغ محلية؟ الخلاصة المُرّة أن لا مقاومة حقيقية هنا، بل محاكاة خطابية لوظيفة العدو نفسه.
0 تعليق