تسونامي المحيط الهادئ.. تحذيرات عابرة للقارات من روسيا إلى هاواي وألاسكا - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تسونامي المحيط الهادئ.. تحذيرات عابرة للقارات من روسيا إلى هاواي وألاسكا - بلس 48, اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025 07:40 مساءً

في لحظة مفاجئة ارتجّت شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية عند الفجر تحت ضربة زلزال هائل بلغت قوته 8.8 درجات، ليرسم مشهداً مرعباً بدأ في أقصى الشرق الروسي وانتهى باختناقات مرورية في شوارع هاواي البعيدة، وهو  الزلزال السادس في التاريخ من حيث القوة.

في مدينة سيفيرو كوريلسك الساحلية، تحوّل الميناء إلى ساحة دمار خلال دقائق. موجات التسونامي التي تجاوز ارتفاعها 4 أمتار جرفت السفن كأوراق الشجر، بينما التقطت كاميرات المراقبة في مستشفى المدينة  فريق جراحي مكون من 5 أفراد يتابع عملية استئصال ورم دماغي حساسة بينما تهتز الجدران وتتطاير الأدوات من حولهم. 
"لم نكن نعلم إن كانت الموجات ستصلنا، لكن ترك المريض يعني موته"، هكذا علّق رئيس الفريق الجراحي د. أليكسي بتروف لاحقا، ما دفع حاكم المنطقة للإعلان عن ترشيحهم لأعلى وسام مدني.

أشباح فوكوشيما تعود إلى اليابان  

في الجانب الآخر من المحيط، استيقظ سكان طوكيو على صافرات الإنذار تذكرهم بكارثة 2011. البروفيسور كينجي ساتو - عالم الزلازل الياباني الشهير - أوضح لـ"أساهي شيمبون" أن: "الفرق بين الكارثتين هو الاستعداد.
وأضاف:  "أنظمتنا اليوم قادرة على رصد الموجات قبل 40 دقيقة"، و رغم ذلك، تم إخلاء مليوني شخص بسرعة قياسية، بما في ذلك محطة فوكوشيما النووية التي شهدت إجراءات وقائية صارمة. "الذاكرة الجمعية تنقذ الأرواح" هكذا علقت الناجية من تسونامي 2011، يوكو تاكاهاشي، وهي تصف مشاهد الهروب المنظم.

فوضى وتحذيرات العلمية


في شوارع هونولولو، تحولت سيارات الإخلاء إلى مصائد حديدية في اختناقات لم تشهدها الجزيرة منذ عقود، فيما أوضحت  الدكتورة لوسي جونز - عالمة الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية عبر مداخلة مع قناة "هاواي نيوز ناو": "الفرق بين الخوف والكارثة هو الفهم العلمي. موجاتنا المتوقعة (1-3 أمتار) لا تقارن بموجات اليابان (13 متراً)"،  لكن تحذيراتها لم تمنع المشاهد المأساوية لعجوزين توفيا جراء الإجهاد أثناء الصعود للتلال.

هزة إنذار تكشف المستور في إسطنبول

قبل أشهر من هذه الأحداث، وفي يوم 23 أبريل 2025، تعرضت إسطنبول لهزة بقوة 6.2 درجات كشفت حقائق مرعبة. البروفيسور ناجي جورير - رئيس قسم الجيولوجيا في جامعة إسطنبول - كشف في مؤتمر صحفي صادم أن: "90% من مباني المدينة غير مؤهلة لزلزال يتجاوز 7 درجات". وتظهر البيانات أن الهزة الأخيرة حررت 12% فقط من طاقة صدع شمال الأناضول المتراكمة منذ 257 عاماً. "المشكلة ليست في إنذارنا العلمي، بل في التهميش السياسي" هكذا علق رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو على خلفية اتهامات متبادلة مع الحكومة المركزية.

الكارثة المنسية


لم تكن ميانمار بمنأى عن هذا الرعب الزلزالي. الزلزال الذي ضربها في 28 مارس 2025 (7.7 درجة) خلف 5360 قتيلاً في ظل ظروف مأساوية. د. آمارا سينج - خبيرة الكوارث في منظمة "أطباء بلا حدود" - وصفت الوضع عبر الهاتف من يانجون: "الحرب الأهلية حولت عمليات الإنقاذ إلى رحلة موت. وصلنا إلى قرى اختفت تحت الانهيارات الطينية بعد أسبوع من الزلزال"، وأضاف الجيولوجي التايلاندي سومشاي وانجبو : "هذه المنطقة كانت قنبلة زلزالية موقوتة بسبب فجوة زلزالية عمرها قرن".

ثغرات قاتلة 


حذرت الدكتورة جوديث هوبارد - خبيرة الإنذار المبكر في جامعة كورنيل - حذرت في حديث خاص: "الخوارزميات لا تستطيع قراءة الأرض كالخبراء"، وهو  الرأي الذيىيؤكده هارولد توبين مدير شبكة المحيط الهادئ الزلزالية: "بعض الدول تعتمد على أنظمة لم تُختبر في زلازل فوق 8 درجات".
و يلخص البروفيسور بوريس ليفين المشهد بقوله: "الزلزال الكبير ليس سؤالاً عن (إذا) بل عن (متى)"، فيما يحذر يوشينوري موريواكي - الخبير اليابني المقيم منذ 1999 - بإسطنبول السكان أثناء جولة تفقدية: "المباني القديمة ستتحول إلى قبور جماعية".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق