نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هؤلاء مُضللون.. كيف سخرت أبواق الإخوان قضية غزة للتحريض ضد مصر؟ - بلس 48, اليوم الخميس 31 يوليو 2025 07:08 مساءً
في الوقت الذي كانت فيه مصر تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لوقف نزيف الدم في غزة، وتفتح معبر رفح لإدخال المساعدات واستقبال الجرحى، وتنسّق مع الأطراف الدولية لإنقاذ المدنيين، انطلقت حملة تضليل شعواء استهدفت الدولة المصرية بشكل مباشر.
قاد هذه الحملة تحالف من رموز جماعة الإخوان، وأبواقها الإعلامية، وبعض قيادات حركة «حماس»، في مقدمتهم خليل الحية، القيادي البارز بالحركة، الذين حاولوا جميعًا استغلال المأساة الفلسطينية لإطلاق حملة تحريض ممنهجة ضد مصر، هدفها شيطنة الدور المصري، والتشكيك في نواياه، ومحاولة تصوير القاهرة على أنها تقف ضد الشعب الفلسطيني.
منصات إعلامية، وقنوات خارجية، ومواقع مشبوهة، امتلأت باتهامات باطلة وتحليلات خادعة، تبناها عدد من الشخصيات الإخوانية المعروفة، ممن حولوا الحرب في غزة إلى مادة جديدة للتحريض على الدولة المصرية، غير عابئين بالأثر الكارثي لتلك الأكاذيب على الرأي العام، أو على العلاقات التاريخية بين الشعوب.
من هم أبرز هؤلاء المضللين؟
خليل الحية.. افتراءات رسمية باسم المقاومة
تصريحات خليل الحية، رئيس المكتب السياسي بحركة «حماس»، التي اتهم فيها مصر صراحةً بأنها «تغلق معبر رفح وتمنع دخول المساعدات»، تكشف حجم الافتراء الذي تمارسه الحركة، وتؤكد وجود نية مبيتة لتحميل مصر مسؤوليات لا تتحملها، وتزييف المشهد أمام الرأي العام العربي.
الحية تجاهل عمدًا:
القصف الإسرائيلي المتواصل قرب معبر رفح.
رفض إسرائيل إدخال الوقود والإمدادات الطبية.
التنسيق المصري الحثيث مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لتأمين الممرات الإنسانية.
بل الأدهى من ذلك، أنه ألقى اللوم على مصر في الوقت الذي كانت فيه القاهرة تتحرك على مدار الساعة دبلوماسيًا لإنجاح التهدئة، وتفتح مستشفياتها لاستقبال الجرحى، وترسل قوافلها الإنسانية بلا انقطاع.
تصريحات الحية لم تكن زلة لسان، بل جزء من محاولة مدروسة لتصدير الغضب الشعبي في غزة نحو مصر بدلًا من إسرائيل، وابتزاز سياسي للقاهرة من أجل تحقيق مكاسب داخلية لحركة “حماس”، في انسجام كامل مع خطاب الإخوان في الإعلام الخارجي، وكأن هناك توزيعًا للأدوار بين الطرفين.
هيثم أبو خليل
أحد الوجوه الإعلامية المضللة في حملة التحريض، يعمل من خارج مصر، ويستخدم قناته ومنصاته الإلكترونية لبث الأكاذيب حول موقف القاهرة من معبر رفح، زاعمًا أن مصر تغلق المعبر وتمنع دخول المساعدات «تواطؤا» مع إسرائيل، رغم أن الوقائع على الأرض تكذب هذا الادعاء بشكل قاطع.
عزام التميمي
رغم إقامته في لندن وحمله للجنسية البريطانية، لم يتوقف عن مهاجمة مصر في كل مناسبة تتعلق بفلسطين. تبنى روايات كاذبة عن «التنسيق الأمني» المزعوم بين مصر وإسرائيل، متجاهلًا:
شهداء مصر الذين سقطوا أثناء تأمين الحدود.
استقبال مصر لعشرات الجرحى والنازحين.
الجهود المصرية المستمرة لوقف التصعيد.
يحيى حامد
وزير الاستثمار الأسبق في عهد محمد مرسي، وأحد أبرز النشطاء السياسيين من الخارج، استغل حرب غزة لإعادة ترويج مزاعم «تواطؤ القاهرة»، وسعى لتدويل خطاب التحريض، في محاولة لخلط الأوراق وتحقيق مكاسب سياسية على حساب دماء الأبرياء.
بهجت صابر
من أكثر المحرضين تطرفًا، يعتمد أسلوبًا سوقيًا فجًا في التحريض، ويظهر في بث مباشر يروج فيه للشائعات عن الوضع في معبر رفح، مدعيًا امتلاكه “معلومات خاصة”، بينما لا ينقل إلا الروايات المغلوطة الصادرة عن أبواق الجماعة.
عبد الله الشريف
يقدم نفسه كـ« يوتيوبر ساخر»، لكن مقاطعه لا تخلو من تحريض مباشر، ويحرص دائمًا على التقليل من دور مصر الإنساني في غزة، وتصويره كـ«خداع ممنهج»، مستخدمًا أسلوبًا يمزج بين الكوميديا والتضليل بهدف زرع الشك والريبة في وعي المتابعين.
لماذا يستهدفون مصر الآن؟
لأن مصر تمثل شوكة في حلق مشاريع الفوضى الإقليمية، وموقفها المتوازن من «حماس» يثير غضب التنظيمات التي لا تتحمل فكرة وجود دولة عربية قوية تمارس دورًا وطنيًا بعيدًا عن المحاور الدولية.
لأن القاهرة كشفت تحالفات مشبوهة بين الإخوان وتنظيمات مسلحة تدّعي المقاومة، وتستخدم دماء الأبرياء غطاءً لمخططاتها.
لأن الدولة المصرية تمارس دورًا حقيقيًا ومؤثرًا في وقف إطلاق النار، وهو دور لا يرضي أصحاب الأجندات الممتدة من أنقرة إلى الدوحة.
الحقيقة بالأرقام والصور:
إدخال مئات الشاحنات من المساعدات من مصر إلى غزة عبر معبر رفح، موثقة من الهلال الأحمر المصري.
استقبال آلاف الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية.
استضافة مصر لقاءات الفصائل الفلسطينية لإنجاح جهود التهدئة.
مبادرات مصرية منذ اليوم الأول للحرب تطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
كل هذه الحقائق موثقة، وتناقض تمامًا روايات التضليل التي يتبناها المحرضون.
ختامًا: بين المقاومة الحقيقية والتزييف الإعلامي
إن من يهاجم مصر في هذه اللحظة العصيبة لا ينتمي إلى صفوف المقاومة، بل يقف في معسكر الفوضى، والتمويل المشبوه، والتضليل الإعلامي.
مصر لن تتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، لكنها أيضًا لن تسمح بأن يُستخدم اسم غزة غطاءً لإعادة تدوير أكاذيب الإخوان، أو لتزييف وعي الشعوب العربية.
في معارك الوعي، لا يكفي أن نرصد الأكاذيب، بل يجب أن نُعري أصحابها، ونكشف نواياهم، ونُسقِط الأقنعة عن تلك الوجوه التي تدعي نصرة فلسطين، وهي في الحقيقة لا ترى في غزة سوى فرصة جديدة للنيل من الدولة المصرية.
0 تعليق