اعتبر الدكتور مصطفى العباسي، الخبير السياسي، أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش لهذه السنة جاء محمّلاً برسائل قوية وتوجيهات استراتيجية ترسم معالم المرحلة المقبلة، وتؤكد مرة أخرى على التزام جلالة الملك محمد السادس بمواصلة مسار الإصلاح والتحديث.

وأكد العباسي في تصريح خص به "أخبارنا"، أن الطابع الاقتصادي هيمن على الخطاب، مع إبراز جملة من المكاسب التي حققتها المملكة في السنوات الأخيرة، غير أن الأهم برأيه هو التوجه نحو تكريس العدالة المجالية والتنمية الشاملة، من خلال إطلاق برامج اجتماعية تستهدف العنصر البشري، وعلى رأسها التشغيل وتحسين جودة الحياة.

وقال المتحدث في معرض تصريحه أن الخطاب يقر بأن المغرب لا يمكن أن يسير بسرعتين، واحدة تخص الدولة ومؤسساتها، وأخرى تخص المواطن العادي، بل يجب أن يكون هناك انسجام وتوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يضمن شمولية النموذج التنموي.

وفيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، شدد الدكتور العباسي على أن جلالة الملك جدد، كعادته، التمسك بالثوابت الوطنية، مع توجيه رسائل تقدير وامتنان للحلفاء والدول الصديقة التي تساند الموقف المغربي، إلا أن ما ميز خطاب هذه السنة – يضيف العباسي – هو الدعوة الصريحة لحل النزاع خارج منطق "الرابح والخاسر"، في موقف يعكس رصانة المغرب ورغبته في تسوية النزاع بروح مسؤولة وإنسانية.

ولم يغفل الخبير السياسي الإشارة الملكية المباشرة إلى الشعب الجزائري الشقيق، حيث اعتبر أن جلالة الملك حرص مرة أخرى على تجديد الدعوة لفتح صفحة جديدة، قوامها الحوار والاحترام المتبادل، بعيدا عن خطابات العداء والتفرقة، قائلا: هذه رسالة راقية بكل المقاييس، موجهة للضمير الجمعي للجزائريين، من أجل تجاوز خطاب التشنج المفتعل.

وختم الدكتور مصطفى العباسي تصريحه  بالتأكيد على أن الخطاب الملكي شكل خريطة طريق متكاملة لمستقبل البلاد، تقوم على تنمية الإنسان، وترسيخ الوحدة الوطنية، ومدّ جسور الثقة مع الأشقاء، في إطار من الواقعية والطموح.