الأكاديمية الوطنية للبيئة

أطلقت الأكاديمية الوطنية للبيئة اليوم أولى دوراتها التدريبية بعنوان 'الاقتصاد الدائري: المفاهيم، المناهج، وممكنات التطبيق'، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، وبمشاركة جهات من منظومة البيئة وعدد من الخبراء والمختصين الدوليين، وذلك ضمن برنامج تدريبي يستمر أربعة أيام في العاصمة الرياض.

وتُعد هذه الدورة انطلاقة عملية حقيقية لبرامج الأكاديمية التي تأسست لتكون الذراع الممكن لقطاع البيئة في المملكة، والمرجع الوطني لتأهيل الكفاءات وتطوير القدرات البيئية، من خلال تقديم برامج تدريبية متخصصة تُسهم في تمكين الكوادر الوطنية، وتعزيز جاهزيتها لمواجهة التحديات البيئية وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

الرئيس التنفيذي: الاقتصاد الدائري أحد التوجهات العالمية الاستراتيجية

وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور عبدالله السباعي، الرئيس التنفيذي للأكاديمية الوطنية للبيئة، أن هذه الدورة تمثل بداية لمسار طموح للأكاديمية في تمكين الكفاءات البيئية الوطنية، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الدائري يعد من أبرز التوجهات الإستراتيجية على المستوى العالمي، وأن المملكة تتبناه بوعي عميق ومسؤولية راسخة.

وأوضح الدكتور السباعي أن التعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، مكّن الأكاديمية من تقديم برنامج نوعي يتماشى مع أولويات التحول البيئي في المملكة، ويعكس التزام السعودية بالاستدامة والابتكار.

جلسات تدريبية تناقش المفاهيم والتجارب الدولية

شهدت الجلسة الأولى من الدورة عرضًا تفصيليًا لمفهوم الاقتصاد الدائري، ومقارنته بالنماذج الخطية التقليدية، كما تناولت الاتجاهات العالمية في هذا المجال، وسلطت الضوء على أهمية تبني هذا النموذج في المملكة لتعزيز كفاءة استخدام الموارد وتقليل الهدر.

كما ناقش المشاركون فرص وتحديات إعادة التدوير، إلى جانب استعراض دراسات حالة دولية تُبرز التجارب الرائدة في الاقتصاد الدائري، وكيف يمكن تحويلها إلى فرص استثمارية داخل المملكة.

مناقشات قادمة حول الاستدامة والتقنيات الرقمية

من المقرر أن تستكمل الدورة خلال هذا الأسبوع مناقشة قضايا محورية تشمل الاستهلاك والإنتاج المستدام، والسياسات والأدوات الداعمة للاقتصاد الدائري، بالإضافة إلى استعراض دور التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي وسلاسل التتبع، في دعم التحول نحو ممارسات مبتكرة تحقق الاستدامة.

تسعى الأكاديمية الوطنية للبيئة من خلال خطة إستراتيجية واضحة إلى ترسيخ مكانتها كمرجع وطني رائد في بناء القدرات البيئية، عبر تقديم برامج تدريبية متقدمة، وتطوير منصات رقمية للتعلم الإلكتروني، وإصدار شهادات مهنية متخصصة، إلى جانب تعزيز الشراكات الإستراتيجية مع مؤسسات وطنية ودولية.

ويُنتظر أن تُسهم هذه الجهود في إرساء اقتصاد دائري متكامل ومستدام، يعزز مكانة المملكة إقليميًا وعالميًا في مجال الاستدامة البيئية.