في خطوة دبلوماسية لافتة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بالقضية الفلسطينية، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. 

جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين، المنعقد في نيويورك برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، والذي يُعد محطة مفصلية في الدفع نحو حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

السعودية: حل الدولتين أساس الاستقرار

قال وزير الخارجية السعودي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "المملكة تؤمن إيمانًا راسخًا بأن حل الدولتين هو مفتاح الاستقرار في المنطقة، وأن تحقيق السلام يبدأ بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة".
وأعرب عن دعم المملكة القوي لمبادرات المجتمع الدولي الرامية لإنهاء الصراع، مؤكداً أن مؤتمر نيويورك يمثل خطوة مهمة نحو تطبيق هذا الحل الذي طال انتظاره.

دعم سعودي فرنسي للسلام العادل

وثمّن بن فرحان إعلان الرئيس الفرنسي عن نية باريس الاعتراف بدولة فلسطين، واصفاً ذلك بأنه تطور إيجابي في سياق دعم الحقوق الفلسطينية. 
كما كشف عن تحويل 300 مليون دولار من البنك الدولي لصالح فلسطين، في إطار شراكة سعودية فرنسية تهدف إلى دعم البنية التحتية والمؤسسات الفلسطينية.

غزة.. الكارثة الإنسانية المستمرة

ولم تغب الأوضاع الكارثية في قطاع غزة عن مداخلة الوزير، حيث دعا إلى وقف فوري للكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع جراء الحرب والحصار المستمر منذ شهور، مشيراً إلى أن حماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية مسؤولية جماعية تتطلب تحركًا دوليًا عاجلاً.

مبادرة السلام العربية.. خارطة طريق للحل

وجدد وزير الخارجية السعودي التأكيد على أن مبادرة السلام العربية، التي أطلقتها المملكة في عام 2002، تظل الإطار الأشمل والأكثر عدالة لأي تسوية دائمة، مشيراً إلى أن المبادرة ما زالت تحظى بدعم واسع من الدول العربية والإسلامية.

وقال: "نؤكد أهمية التحالف الدولي الداعم لحل الدولتين، ونحث المجتمع الدولي على الالتزام بالقرارات الأممية ذات الصلة".

القضية الفلسطينية أولوية سعودية ثابتة

تأتي هذه التصريحات في إطار السياسة الثابتة للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية، والتي تعدها قضيتها الأولى، وتواصل دعمها سياسيًا وماليًا على المستويين الإقليمي والدولي. 
وقد أكدت المملكة في جميع المحافل الدولية على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.