شهدت واردات مصر من سيارات الركوب ارتفاعًا كبيرًا خلال شهر يوليو 2025، وفقًا لأحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

 فقد سجلت قيمة الواردات نحو 308 ملايين و565 ألف دولار، مقارنة بـ198 مليونًا و796 ألف دولار في يوليو من العام الماضي 2024، أي بزيادة تجاوزت 109 ملايين و769 ألف دولار خلال شهر واحد فقط.
هذا الارتفاع اللافت يعكس زيادة الطلب المحلي على السيارات المستوردة في ظل استقرار سعر الصرف نسبيًا وتوسع الوكلاء في إعادة فتح خطوط الاستيراد بعد فترات من التراجع والقيود السابقة، مما أدى إلى انتعاش واضح في سوق السيارات بمصر.

السيارات تتصدر قائمة السلع الاستهلاكية المعمرة المستوردة

تأتي سيارات الركوب ضمن قائمة أبرز السلع الاستهلاكية المعمرة التي تستوردها مصر، والتي بلغت قيمتها الإجمالية خلال شهر يوليو الماضي 404 ملايين و795 ألف دولار، مقابل 318 مليونًا و252 ألف دولار في الشهر نفسه من عام 2024، بزيادة قدرها 86 مليونًا و543 ألف دولار.
وتشير هذه الأرقام إلى أن قطاع السلع المعمرة شهد نشاطًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، متأثرًا بتغيرات في السياسات التجارية والجمركية، إضافة إلى زيادة الطلب من المستهلكين الذين يسعون لشراء السيارات قبل أي زيادات جديدة في الأسعار أو الرسوم المستقبلية.

تراجع إجمالي الواردات رغم نمو قطاع السيارات

ورغم هذا الارتفاع الكبير في واردات السيارات، إلا أن إجمالي الواردات المصرية شهد تراجعًا طفيفًا بنسبة 2.4% خلال يوليو 2025، حيث سجلت نحو 9 مليارات دولار مقابل 9.2 مليارات دولار في نفس الشهر من العام الماضي.
ويرجع هذا الانخفاض الإجمالي إلى تراجع واردات عدد من السلع الأساسية والمواد الخام، في إطار جهود الدولة لترشيد الاستيراد وتعزيز الإنتاج المحلي في بعض القطاعات الصناعية.

انخفاض في واردات الحديد واللدائن والقمح

وأوضحت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن أبرز السلع التي شهدت تراجعًا في الواردات خلال يوليو الماضي كانت المواد الأولية من حديد أو صلب بانخفاض نسبته 36.8%، تلتها اللدائن بأشكالها الأولية بنسبة 9%، ثم المواد الكيماوية العضوية وغير العضوية بنسبة 26%، وأخيرًا القمح الذي تراجعت وارداته بنسبة 31.1%.
ويؤكد هذا الاتجاه أن مصر تسعى لإعادة هيكلة وارداتها لتقليل الضغط على العملة الأجنبية، مع التركيز على استيراد السلع الضرورية فقط، في حين يظل قطاع السيارات حالة استثنائية تشهد انتعاشًا غير مسبوق في الوقت الحالي.