طالب الكاتب الصحفي معتز الشناوي بضرورة تهيئة البيئة التشريعية والتنظيمية في مصر، بما يسمح بخلق مناخ استثماري حقيقي جاذب لرؤوس الأموال الأجنبية، وخاصة الأوروبية منها، ومؤهل لإقامة مشروعات صناعية واستثمارية كبرى تتيح التصدير إلى الأسواق الإفريقية والعربية.

جاء ذلك خلال حديثه في برنامج “آخر النهار” على الفضائية المصرية الخامسة، من إعداد أماني عزت وتقديم منال فاروق وإخراج هبة الله سلامة، في حلقة خاصة تناولت القمة المصرية–الأوروبية التي عقدت مؤخرًا في بروكسل بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي وقادة الاتحاد الأوروبي.

وأوضح الشناوي أن القمة جاءت في توقيت دقيق للغاية يشهد العديد من التحديات الإقليمية المعقدة مثل الحرب في غزة والأزمتين الليبية والسودانية، مشيرًا إلى أن مصر أثبتت قدرتها على أن تكون ركيزة للاستقرار الإقليمي وشريكًا يعتمد عليه في محيطها العربي والمتوسطي.

وأضاف أن القمة لم تكن حدثًا بروتوكوليًا، بل جاءت تتويجًا لجهود دبلوماسية مصرية ممتدة، مؤكدًا أن الحزمة الأوروبية البالغة 7.4 مليار يورو للفترة 2024–2027 تعكس ثقة أوروبا في الاقتصاد المصري ورغبتها في تعزيز التعاون على أسس من المنفعة المتبادلة.

وأشار الشناوي إلى أن التجارة بين مصر والاتحاد الأوروبي بلغت 32.5 مليار يورو عام 2024، لتصبح أوروبا الشريك التجاري الأكبر لمصر، موضحًا أن العلاقة بين الجانبين انتقلت من مرحلة “الدعم” إلى مرحلة “الشراكة الاستراتيجية”، خاصة في مجالات الطاقة والنقل والأمن.

كما لفت إلى أن القمة ناقشت ملفات جوهرية، من بينها الربط الكهربائي وتصدير الغاز المصري إلى أوروبا، وانضمام مصر إلى برنامج الأبحاث الأوروبي Horizon Europe بميزانية تتجاوز 175 مليار يورو، بالإضافة إلى اتفاقات لدعم التعليم الفني والتحول الأخضر.

وفيما يخص الهجرة غير الشرعية، أكد الشناوي أن مصر أوقفت انطلاق أي قوارب هجرة منذ عام 2016، وتستضيف حاليًا نحو 9 ملايين لاجئ يعيشون على أراضيها، ما جعلها نموذجًا يحتذى به في إدارة هذا الملف ويحظى بتقدير واسع من الاتحاد الأوروبي.

واختتم الشناوي حديثه بالتأكيد على أن العلاقات المصرية–الأوروبية دخلت مرحلة جديدة من الشراكة المتكاملة تشمل الطاقة، التكنولوجيا، التعليم، والأمن الإقليمي، معتبرًا أن القمة تمثل بداية فصل جديد في العلاقة بين الجانبين، يقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والرؤية المستقبلية الواحدة.