شهدت سوق الأسهم الروسية تقلبات حادة خلال جلسة تداول اليوم، حيث أغلقت مؤشرات بورصة موسكو على تراجع ملحوظ، في ظل استمرار حالة الترقب والحذر في أوساط المستثمرين، مدفوعة بعوامل اقتصادية داخلية وتوترات جيوسياسية خارجية.

انخفاض جماعي للمؤشرات الرئيسية

أنهى مؤشر بورصة موسكو (MOEX) تعاملاته على تراجع بلغ 2.26%، أي ما يعادل 35.31 نقطة، ليستقر عند مستوى 2772.38 نقطة، مواصلاً سلسلة التذبذبات التي رافقته في الآونة الأخيرة. كما لحقت الخسائر بمؤشر (RTS)، الذي يُعد من المؤشرات المرجعية للأسهم المقومة بالدولار، حيث هبط بنسبة 2.11%، أي ما يعادل 23.71 نقطة، ليغلق عند مستوى 1097.84 نقطة.

يرجع هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل المؤثرة، أبرزها مخاوف المستثمرين من تداعيات العقوبات الغربية المستمرة على الاقتصاد الروسي، فضلاً عن تقلب أسعار النفط – المورد الرئيسي للإيرادات الروسية – وتذبذب سعر صرف الروبل، ما يزيد من حالة التوتر في الأسواق المالية.

ويُضاف إلى ذلك استمرار التوترات الجيوسياسية في عدد من الملفات الإقليمية والدولية، والتي تلقي بظلالها على شهية المخاطرة لدى المستثمرين، ما يدفعهم نحو بيع الأصول الروسية أو تجميد قرارات الشراء مؤقتًا، لحين اتضاح الرؤية الاقتصادية في المدى القريب.

توقعات باستمرار التقلبات في المدى القريب

يرجح محللون أن يستمر هذا الأداء المتذبذب في البورصة الروسية خلال الأسابيع المقبلة، في ظل غياب محفزات قوية للانتعاش، واستمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بالعلاقات الاقتصادية الدولية، خاصة مع محاولات بعض الدول تقليص اعتمادها على الطاقة الروسية.

وفي المقابل، لا تزال بعض الشركات الروسية الكبرى قادرة على امتصاص الصدمات بسبب احتياطياتها القوية ومرونتها التشغيلية، ما قد يسهم في الحد من عمق الخسائر، لكن عودة الاستقرار إلى السوق المالي الروسي ستتطلب تحسناً في المؤشرات الاقتصادية الكلية، وتراجع الضغوط الجيوسياسية.