يقترب اكتشاف غاز ضخم من أن يُبصر النور قريبًا مع قرب انطلاق أعمال الحفر خلال منتصف شهر يناير/كانون الثاني من العام المقبل (2025).
وفي آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تعوّل شركة إكسون موبيل الأميركية على بئر "إلكترا" (Elektra) داخل المربع رقم 5 في شرق البحر الأبيض المتوسط بعد توقف أعمال التطوير والإنتاج.
وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات الغاز الطبيعي داخل البئر تتراوح بين 5 و8 تريليونات قدم مكعبة بما يعادل 142 و227 مليار متر مكعب.
(القدم المكعبة تعادل 0.028 مترًا مكعبًا).
ويبشر ذلك بأن تكون البئر موضع اكتشاف غاز "يغير قواعد اللعبة" في المنطقة التي تضم أيضًا حقل ظهر المصري وليفياثان الإسرائيلي (Leviathan)؛ إذ وضعها مسؤول كبير بالشركة الأميركية في مكانة واحدة مع إمكانات غايانا قبل 30 عامًا.
وإذا أثبتت أعمال الحفر التقييمية وجود اكتشاف غاز كبير ولو بأحجام أقل من التقديرات السابقة، قد تعود الحياد لخطة إقامة محطة تسييل للغاز (تحويل الغاز الطبيعي إلى صورته السائلة) في فاسيليكوس بقبرص.
اكتشاف غاز في قبرص
يترقّب قطاع الغاز في قبرص انتعاشة قوية مع تصريحات متفائلة حملها مسؤول كبير في شركة إكسون موبيل عن اقتراب حفر بئري "بياغسوس" (Pegasus) في المربع 10 وإلكترا.
وحصلت إكسون موبيل على حقوق التنقيب بالمربعين البحريين رقم 10 و5 في قبرص خلال عامي 2027 و2021 على الترتيب.
ومن المقرر بدء أعمال الحفر في بئر إلكترا الاستكشافية في منتصف يناير/كانون الثاني المقبل (2025) بعد الانتهاء من حفر بئر نفرتاري-1 في مصر (Nefertari-1).
وستستعمل إكسون وقطر للطاقة منصة الحفر "فالاريس دي إس-9" (Valaris DS-9) في حفر الآبار الـ3 بحلول منتصف العام المقبل.
ويقول نائب رئيس أعمال التنقيب العالمية في إكسون موبيل جون أرديل إن، الشركة جمعت على مدار العامين الماضيين بيانات زلزالية تفصيلية وثلاثية الأبعاد.
وحدّدت الشركة العديد من المناطق التي تحتضن موارد غاز محتملة كبرى، وستكون المرحلة المقبلة إحضار منصة حفر وتقييم حجم تلك الموارد.
وأضاف أن البئر إلكترا منطقة هيدروكربونات محتملة "كبيرة للغاية"، وقد تُطور لتصبح مشروعًا قائمًا بذاته قبل إجراء أعمال الحفر التقييمية للاكتشاف والتوصل لاستنتاجات نهائية بشأن حجم الموارد داخلها.
يُشار هنا إلى أن أعمالًا تقييمية سابقة أجرتها إكسون موبيل خلال عام 2022 توصلت إلى أن حجم موارد الغاز داخل بئر إلكترا انخفض إلى 3.2 تريليون قدم مكعبة، وبناءً على ذلك، ستكون أعمال الحفر الوشيكة حاسمة في تأكيد مكانة كل من قبرص وإكسون موبيل.
تفاصيل اكتشاف غاز قبرص
أعلنت إكسون موبيل لأول مرة اكتشاف غاز داخل البئر إلكترا جنوب غربي قبرص في شرق المتوسط في 28 فبراير/شباط (2019).
وعلى عمق 13 ألفًا و780 قدمًا وعمق مياه 6 آلاف و769 قدمًا، اكتشف هناك خزان غاز بسُمك 436 قدمًا أو بما يعادل 133 مترًا.
وإكسون موبيل هي المشغلة لرخصة التنقيب بالمربع رقم 10 بنسبة 60% من الأسهم، إلى جانب شركة قطر للطاقة بنسبة الـ40% المتبقية.
ويمتد المربع على مساحة 635 ألفًا و554 فدانًا أو ألفين و572 كيلومترًا مربعًا، بحسب موسوعة حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وفي ذلك الوقت، وصف رئيس شركة إكسون موبيل للتنقيب ستيف غرينلي، الاكتشاف بـ"النتائج المشجعة في منطقة تنقيب حدودية"، مشيرًا إلى إجراء تقييم لإمكانات الغاز ليكون مصدر طاقة للأسواق الإقليمية والعالمية.
ويقول رئيس أعمال التنقيب والإنتاج سابقًا في إكسون موبيل ليام مالون، إن شرق المتوسط وغايانا هما أكثر مناطق النفط والغاز أهمية على مستوى العالم خلال العقود الـ3 الماضية.
ومن هذا المنطلق، يتزايد اهتمام الشركة الأميركية بأنشطة التنقيب بالمنطقة رغم عدم إنتاج الغاز منها في الوقت الحالي؛ إذ فازت بحقوق التنقيب في البحر المتوسط قبالة سواحل مصر بالتعاون مع شركة قطر للطاقة.
حقول الغاز في قبرص وإسرائيل
ستكون "إلكترا" أول بئر تُحفر في حوض هيرودوت (Herodotus) الذي يمتد حتى حدود المياه الإقليمية لمصر، وعلى عمق يصل إلى ألفين و500 متر تحت سطح البحر.
وقال مسؤول مشارك بأعمال الحفر هناك: "يبدو أن كل العناصر متوافرة لاكتشاف غاز تتراوح احتياطياته بين 25 و30 تريليون قدم مكعبة.. إننا متفائلون ولكن بحذر".
وثمة سمات مشتركة بين حوضي هيرودوت حيث يوجد حقل أفروديت القبرصي باحتياطيات 3.5 تريليون قدم مكعبة (Aphrodite)، وليفانت الإسرائيلي (Levant) حيث حقلي ليفياثان وتمار الإسرائيليين باحتياطيات 23 و14 تريليون قدم مكعبة على الترتيب.
ويوجد حقل ليفياثان على عمق ألف و500 متر تحت سطح البحر، كما يقع تمار وأفروديت على عمق ألف و700 متر.
ويبعد ليفاثيان وتمار 130 و80 كيلومترًا قبالة سواحل إسرائيل على الترتيب، كما يبعد حقل أفردويت مسافة 160 كيلومترًا عن سواحل قبرص.
وتدير شركة شيفرون الأميركية الحقول الـ3 بعد استحواذها على شركة نوبل (Noble) في عام 2020؛ حيث نجحت في تصدير الإنتاج الإسرائيلي للأسواق العالمية، لكن في قبرص، توقفت أعمال التطوير، ولا توجد صناعة غاز خاصة بالجزيرة المتوسطية.
يُذكر أن خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، قد ذكر في إحدى حلقات "أنسيات الطاقة" التي قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي أن موارد الغاز غير المكتشفة في حوض هيرودوت تكافئ الكميات نفسها في حوض ليفانت عند نحو 122 تريليون قدم مكعبة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- تقرير مجلة "ميس" (MEES) عن بئر إلكترا القبرصية
2- بيان شركة إكسون موبيل عن اكتشاف الغاز في 2019
0 تعليق