أعلن المعهد الوطني للإحصاء في الرأس الأخضر، أن اقتصاد البلاد سجل نمواً بنسبة 4.9% خلال النصف الأول من عام 2025، مدفوعاً بارتفاع الإيرادات الضريبية وتحسن أداء القطاعات الاقتصادية الرئيسية. وذكر المعهد، وفق ما نقل موقع "إفريقيا 24" الإخباري، أن الإيرادات الضريبية وصلت إلى 31.4 مليار إيسكودو، مسجلة زيادة ملحوظة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما أسهم بشكل مباشر في تعزيز قدرة الدولة على تمويل مشروعات التنمية ودعم الاستثمارات العامة والخاصة.

وأشار المعهد إلى أن النمو الاقتصادي شمل عدة قطاعات، أبرزها الصناعة والخدمات، إضافة إلى قطاع الزراعة الذي حافظ على إنتاجيته العالية رغم التحديات المناخية التي شهدتها بعض المناطق خلال الأشهر الماضية. وقد ساهمت السياسات الحكومية الرامية إلى تحسين الإدارة الضريبية وتعزيز الامتثال الضريبي في زيادة الحصيلة العامة للإيرادات، ما أتاح المزيد من الموارد لتطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة للمواطنين.

وتأتي هذه النتائج الإيجابية في ظل جهود الحكومة لتعزيز الشفافية المالية ومكافحة التهرب الضريبي، بما يضمن استدامة الموارد المالية للدولة ويعزز القدرة على تحقيق النمو المستدام. كما أشار المعهد إلى أن التحسن في أداء الإيرادات الضريبية انعكس إيجاباً على الاستقرار المالي للدولة، حيث تمكنت الميزانية العامة من تغطية المصروفات الأساسية دون الحاجة إلى زيادة كبيرة في الاقتراض.

وأكد خبراء اقتصاديون أن ارتفاع الإيرادات الضريبية لا ينعكس فقط على الميزانية العامة، بل يسهم أيضاً في خلق بيئة استثمارية أكثر جذباً للشركات المحلية والأجنبية. وأوضحوا أن ارتفاع الإيرادات يوفر سيولة إضافية للقطاع العام لدعم المشروعات التنموية، مثل تحسين شبكات الطرق والكهرباء والمياه، إضافة إلى تمويل برامج الصحة والتعليم، وهو ما يعزز من قدرة الاقتصاد على النمو بشكل مستدام.

وفي سياق متصل، أشارت التقارير إلى أن الحكومة تواصل تنفيذ سياسات اقتصادية تهدف إلى تعزيز الإنتاجية وزيادة الناتج المحلي الإجمالي من خلال تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتقديم حوافز ضريبية للمستثمرين. كما يتم العمل على تطوير نظم المعلومات الضريبية لتسهيل إجراءات الدفع وتحسين كفاءة جمع الإيرادات، ما يسهم في زيادة الالتزام الضريبي وتوسيع قاعدة المكلفين.

ويؤكد مراقبون أن نجاح الرأس الأخضر في تحقيق معدل نمو مرتفع نسبياً خلال النصف الأول من 2025 يعكس قدرة الدولة على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية، خصوصاً في ظل الضغوط التضخمية وتقلبات أسعار السلع الأساسية. كما أن الأداء القوي للإيرادات الضريبية يعزز ثقة المستثمرين في استقرار الاقتصاد ويشجع على ضخ المزيد من الاستثمارات في مختلف القطاعات الحيوية.

وعليه، يرى الاقتصاديون أن استمرار هذا الأداء المرتفع في الإيرادات الضريبية مع تنفيذ السياسات الاقتصادية الداعمة للنمو قد يتيح للرأس الأخضر الوصول إلى معدلات نمو سنوية أعلى وتحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي أكبر خلال السنوات المقبلة.