شهدت أكبر صفقات الكهرباء في الجزائر خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2025 طفرة واضحة، تعكس سياسة الدولة في الانفتاح على الشراكات العالمية وتوسيع نطاق الاستثمارات في قطاع الطاقة، الذي يُعدّ ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي والصناعي.
وبحسب بيانات قطاع الطاقة الجزائري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن المشروعات الكبرى التي شهدتها البلاد في عام 2025، تؤكد توجُّه الجزائر نحو تحقيق الاكتفاء الكهربائي، وتوسيع صادراتها من المعدّات والخدمات إلى القارة الأفريقية.
وتأتي هذه الخطوات ضمن رؤية شاملة لتحديث البنية التحتية الطاقية، وتطوير قطاع الكهرباء في الجزائر، عبر إدخال تقنيات جديدة في مجالات التوليد والنقل والتخزين، مع الاعتماد على مصادر طاقة أكثر استدامة وكفاءة.
كما عكست الصفقات الأخيرة الدور المركزي لشركات مثل "سونلغاز" في دعم المشروعات المحلية وتعزيز التعاون الدولي، ما يضع الجزائر في موقع متقدم ضمن خارطة الكهرباء الإقليمية.
وفي هذا السياق، أجرت منصة الطاقة مسحًا لأهم صفقات الكهرباء في الجزائر وأكبرها خلال الأشهر الـ9 الماضية، بداية من أول يناير/كانون الثاني، وصولًا إلى نهاية سبتمبر/أيلول، وجاءت على النحو الآتي:
تدشين محطة كهرباء ضخمة - يناير 2025
بدأ العام بتدشين محطة كهرباء ضخمة في ولاية وهران، تُعدّ من أكبر صفقات الكهرباء في الجزائر خلال المدة الأخيرة، إذ أشرف وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة محمد عرقاب على وضعها رسميًا في الخدمة.
وشُغِّلَت المحطة الواقعة في دائرة بوتليليس بطاقة إجمالية تبلغ 464 ميغاواط، على مساحة تتجاوز 20 هكتارًا، بهدف تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في المناطق السكنية والصناعية والزراعية غرب البلاد.
وتُعدّ هذه المحطة خطوة إستراتيجية ضمن جهود تعزيز قدرات التوليد الوطني، وتقليل الاعتماد على الشبكات القديمة، بما يدعم استقرار منظومة الكهرباء في الجزائر ويزيد من مرونتها في مواجهة تقلبات الطلب الموسمية.
اتفاق جزائري ألماني - فبراير 2025
شهد شهر فبراير/شباط 2025 اتفاقًا مبدئيًا بين الجزائر وألمانيا بشأن إدخال خلايا الوقود في توليد الكهرباء، ليكون من أكبر صفقات الكهرباء في الجزائر في مجال التحول الطاقي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
توصَّل كاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة، نور الدين ياسع، إلى الاتفاق المبدئي مع شركة "بوش" الألمانية، بعد بحث سبل تطوير تقنيات خلايا الوقود والمحللات عالية الكفاءة، وتعزيز التعاون في مجالات الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة.
ويُتوقع أن يسهم الاتفاق في نقل التكنولوجيا الألمانية إلى السوق الجزائرية، ما يمكّن البلاد من تنويع مزيج الكهرباء وخفض انبعاثات الكربون، إضافة إلى فتح فرص تصدير مستقبلية للهيدروجين ومشتقاته نحو أوروبا.
تخزين الكهرباء في الجزائر - أبريل 2025
جاءت صفقة تطوير صناعة البطاريات ضمن أكبر صفقات الكهرباء في الجزائر في أبريل/نيسان 2025، بعد توقيع اتفاقية لإنشاء منظومة وطنية لتخزين الكهرباء بالاعتماد على موارد الليثيوم المحلية.
وتنصّ الاتفاقية بين الديوان الوطني للبحث الجيولوجي والمنجمي ومجمع "سونارام" والبروفيسور كريم زغيب على تنفيذ مشروع متكامل لتثمين الموارد المنجمية وتطوير سلسلة إنتاج بطاريات الليثيوم-حديد-فوسفات.
ويهدف المشروع إلى تمكين الجزائر من إنتاج تقنيات تخزين متقدمة، تقلِّل من فاقد الطاقة وتدعم شبكات الكهرباء في أوقات الذروة، ما يعزز استقلال البلاد الطاقية، ويدعم جهودها في الانتقال نحو الطاقة النظيفة.
تطوير مشروع تعطل لسنوات - أبريل 2025
ضمن أكبر صفقات الكهرباء في الجزائر خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2025، أعلنت شركة "سونلغاز" في أبريل/نيسان 2025 استئناف أعمال محطة توليد الكهرباء في عين وسارة بولاية الجلفة، بعد توقُّف دام أكثر من عام.
وأُسنِدت الأعمال المتبقية لتحالف صيني مكوّن من 3 شركات كبرى، بعد انسحاب الشركة الإسبانية "دورو فيلغويرا" التي واجهت صعوبات مالية، بما يضمن استكمال المشروع وتشغيله تدريجيًا على مدى الأشهر اللاحقة.
ويمثّل هذا التطوير خطوة مهمة لإضافة قدرات توليد جديدة إلى الشبكة الوطنية، فضلًا عن تعزيز العلاقات الصناعية بين الجزائر وشركائها الآسيويين، وتأكيد التزام الحكومة بمواصلة تنفيذ مشروعاتها الكبرى رغم التحديات.
موضوعات متعلقة..
نرشح لكم..
المصادر:












0 تعليق