أعلنت الحكومة المصرية عن إطلاق مبادرة “ازرع” لزراعة 250 ألف فدان جديدة من محصول القمح. وتستهدف المبادرة دعم صغار المزارعين في 16 محافظة على مستوى الجمهورية، من البحيرة شمالًا إلى أسوان جنوبًا. 

وقد بدأ بالفعل توزيع تقاوي القمح عالية الجودة على المزارعين في هذه المناطق، في إطار جهود الدولة المستمرة لتعزيز الأمن الغذائي.

دور الدولة والمجتمع المدني في دعم زراعة القمح

تجمع المبادرة بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ووزارة التضامن الاجتماعي، والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والهيئة القبطية الإنجيلية، في شراكة تهدف إلى زيادة المساحات المزروعة بالقمح وتعزيز قدرة مصر على الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الاستراتيجي.

وأكدت الجهات المعنية أن المبادرة تسعى لتحقيق أهدافها من خلال توفير الدعم الفني المستمر للمزارعين، الذي يتضمن إرشادات علمية وعملية لتطبيق أفضل الممارسات الزراعية، بالإضافة إلى تقديم التقاوي المعتمدة.

توفير تقاوي القمح عالية الجودة لضمان إنتاجية أعلى

تم توفير تقاوي القمح المطابقة للمواصفات والمعتمدة من وزارة الزراعة لضمان زيادة الإنتاجية. 

ويشمل الدعم الفني في المبادرة الزيارات الميدانية للمدارس الحقلية، والإشراف العلمي من مركز البحوث الزراعية وكليات الزراعة المصرية، مما يساعد على تحسين ممارسات الزراعة.

التزام الحكومة بتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية

أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، أن المبادرة تمثل نموذجًا حيًا للشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني. وأوضح أن الوزارة ستواصل تقديم الدعم الفني والخبرات العلمية من خلال مركز البحوث الزراعية لضمان تطبيق أفضل التقنيات الزراعية. 

وأضاف أن المبادرة تأتي في إطار تعزيز الاكتفاء الذاتي من القمح والمساهمة في تأمين الغذاء للمواطنين.

وزارة التضامن الاجتماعي: تمكين المزارعين جزء من التنمية المستدامة

من جانبها، قالت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن المبادرة تأتي في إطار الجهود الحكومية لدعم صغار المزارعين باعتبارهم الركيزة الأساسية للأمن الغذائي الوطني. وأوضحت أن الوزارة تقدم التمويل اللازم لدعم المبادرة، مع التأكيد على أهمية تمكين المزارعين اقتصاديًا لضمان التنمية المستدامة.

التعاون المجتمعي في مبادرة “ازرع”

وأشار المهندس خالد عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، إلى أن التعاون بين الدولة والمجتمع المدني يمثل دعامة أساسية للقطاع الزراعي في مصر. 

وقال إن المبادرة تعكس رؤية التحالف في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية، حيث يساهم التحالف في تمويل وتنسيق المبادرة بالتعاون مع الشركاء.

الهيئة القبطية الإنجيلية: دورها في تحقيق الأمن الغذائي

وأخيرًا، أكد الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، أن الهيئة تسعى إلى دعم الأمن الغذائي الوطني عبر مبادرة “ازرع”، من خلال توفير المحاصيل الاستراتيجية، وفي مقدمتها محصول القمح، الذي يُعد من أهم المحاصيل في مصر.

مستقبل المبادرة وتوسيع نطاقها

تتطلع المبادرة في المستقبل إلى التوسع في زراعة المزيد من الأراضي بالقمح، وتحقيق مزيد من الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الاستراتيجية. كما أنها تهدف إلى تعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في القطاع الزراعي.