بدأت مدينة شرم الشيخ المصرية تشهد حركة دبلوماسية مكثفة مع وصول وفود من مختلف الأطراف المعنية بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، تمهيدًا لانطلاق جولة جديدة من المفاوضات الرامية إلى تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، حيث تُجرى ما تُعرف بـ"المحادثات الفنية" التي تمهّد للمرحلة التالية من خطة السلام المثيرة للجدل، وسط اهتمام دولي واسع بما قد تفضي إليه الاجتماعات الجارية في جنوب سيناء.
ويقود الوفد الأميركي المبعوث الخاص للرئيس، ستيف ويتكوف، الذي يتولى الإشراف المباشر على مسار التفاوض، فيما قرر ترامب إرسال صهره جاريد كوشنر إلى شرم الشيخ للمشاركة في الجلسات الرئيسية، نظرًا لدوره البارز في صياغة الخطة الأميركية الأولى للشرق الأوسط خلال إدارة ترامب السابقة، وعلاقاته الوثيقة بعدد من قادة المنطقة التي تعزز من فرص تحقيق تقدم في المباحثات.
أما الوفد الإسرائيلي، فيرأسه وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، البالغ من العمر 54 عامًا، والذي سبق أن شغل منصب سفير إسرائيل لدى واشنطن لمدة ثماني سنوات، قبل أن ينضم إلى الحكومة الحالية، ويقود منذ فبراير الماضي مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس، ويُعد من المقربين للرئيس الأميركي بحكم نشأته في ولاية فلوريدا، وهي نفس الولاية التي يتخذها ترامب مقرًا لإقامته.
ومن جانب حركة "حماس"، يترأس الوفد المفاوض القيادي خليل الحيّة، أحد أبرز الشخصيات السياسية في الحركة، والذي صعد إلى عضوية القيادة الخماسية عقب مقتل يحيى السنوار في هجوم إسرائيلي على غزة خلال أكتوبر الماضي، وقد تصدّر الحيّة المشهد مؤخرًا بعد نجاته من ضربة جوية استهدفت اجتماعًا لقيادات الحركة في الدوحة وأودت بحياة نجله وعدد من مساعديه دون إصابة كبار القادة.
وتشارك قطر في الاجتماعات بوفد يقوده وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي يلعب دور الوسيط منذ بداية الحرب، نظرًا لاستضافة الدوحة لعدد من قيادات حماس على أراضيها، وقد تلقى الوزير اتصالًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأسبوع الماضي، قدم خلاله اعتذارًا رسميًا عن الهجوم الذي طال منشآت قطرية في غزة وأثار إدانات دولية واسعة، لتبقى مشاركة الدوحة عنصرًا حاسمًا في أي تفاهمات مرتقبة خلال محادثات شرم الشيخ.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق