أكدت فريال زروقي، رئيسة مجلس الألماس العالمي، أن الألماس المزروع صناعياً في المختبرات بدأ يفقد بريقه في الأسواق العالمية نتيجة فائض الإنتاج وتحول أذواق المستهلكين نحو الأحجار الطبيعية الأصيلة. جاء ذلك خلال مؤتمر التعدين الدولي المنعقد في العاصمة الأنجولية لواندا، والذي جمع خبراء صناعة المجوهرات والتعدين لمناقشة أحدث الاتجاهات والتحديات في أسواق الألماس العالمية.

وأوضحت زروقي أن الطلب على الألماس الطبيعي شهد مؤخرًا انتعاشًا ملحوظًا، خصوصًا بين المشترين الشباب الذين يميلون إلى اقتناء الأحجار الطبيعية لما تمثله من قيمة فنية واستثمارية أعلى، بالإضافة إلى الرغبة في امتلاك قطع مميزة ونادرة، مما أدى إلى تراجع الطلب على الأحجار المزروعة.

وأضافت رئيسة مجلس الألماس العالمي أن الإنتاج الكبير للألماس المصنع صناعياً أدى إلى إغراق السوق وتراجع الأسعار، ما أثر على جاذبيته للمستهلكين والمستثمرين على حد سواء. وأشارت إلى أن الشركات المنتجة للألماس الصناعي ستحتاج إلى إعادة النظر في استراتيجياتها التسويقية وأساليب الإنتاج لتجنب التكدس وزيادة التنافسية.

وأوضحت زروقي أن الألماس الطبيعي لا يزال يحتفظ بمكانته كخيار فاخر ورمز للقيمة والاستثمار طويل الأجل، مضيفة أن التوجه نحو استعادة المكانة المرموقة للألماس الطبيعي يفتح فرصًا جديدة للشركات والمستثمرين في قطاع التعدين والمجوهرات، بما في ذلك تطوير منتجات مبتكرة تلبي تفضيلات العملاء وتعزز تجربة الشراء.

كما نوهت إلى أن السوق يشهد تحولًا في تفضيلات المستهلكين نحو المجوهرات التي تحمل قصة أو تراثًا تاريخيًا، وهو ما يعزز الطلب على الأحجار الطبيعية والألماس ذو الجودة العالية، بينما يظل الألماس المزروع محدود الاستخدام في بعض القطاعات مثل المجوهرات بأسعار معقولة أو المنتجات المستهدفة للشباب الباحث عن البدائل الاقتصادية.

وأكدت زروقي أن مجلس الألماس العالمي سيواصل مراقبة الاتجاهات العالمية في صناعة الألماس وتقديم الإرشادات والتوصيات لأعضاء المجلس والشركات المنتجة والموزعين لضمان التوازن بين الإنتاج والطلب، والحفاظ على القيمة السوقية للأحجار الطبيعية المزدهرة، مع العمل على تعزيز الشفافية ومعايير الجودة في جميع أنحاء العالم.

وأشار خبراء الصناعة المشاركون في المؤتمر إلى أهمية الابتكار والتنوع في المنتجات والممارسات التسويقية لمواكبة تحولات السوق، مؤكدين أن المنافسة بين الألماس الطبيعي والمصنع ستستمر في التأثير على الأسعار والاستراتيجيات التجارية، مع بقاء الألماس الطبيعي الخيار المفضل للمستثمرين والمستهلكين الباحثين عن الجودة والفخامة.