حذرت شركة فولكسفاجن الألمانية من احتمال توقف الإنتاج في الأسابيع المقبلة نتيجة نقص مفاجئ في شرائح إلكترونية مصنعة في الصين، في مشكلة تؤثر على معظم شركات السيارات حول العالم، بحسب تحذير رابطة مصنعي السيارات الأوروبية والدولية.

وأوضحت الشركة أن الأزمة الحالية ناجمة عن اضطرابات في سلاسل التوريد الصينية، والتي أدت إلى تأخر شحنات الشرائح الإلكترونية الأساسية المستخدمة في نظم التحكم بالمحركات والأنظمة الذكية داخل السيارات الحديثة. وأكدت أن هذه الشرائح تعتبر من المكونات الحيوية التي لا يمكن استبدالها بسهولة، ما يجعل أي تأخير في الإمدادات يؤثر مباشرة على خطوط الإنتاج.

وأكدت الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات أن الأزمة لم تقتصر على فولكسفاجن، بل تشمل شركات كبرى مثل بي إم دبليو، مرسيدس، تويوتا، وفورد، مضيفة أن عددًا كبيرًا من مصانع التجميع في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية قد يواجه توقفات جزئية أو تأجيلات في مواعيد التسليم خلال الأشهر المقبلة.

وأشار خبراء الصناعة إلى أن نقص الشرائح الإلكترونية ليس ظاهرة جديدة، وإنما تصاعدت حدتها مؤخرًا نتيجة مجموعة من العوامل، منها التوترات التجارية بين الصين والدول الغربية، الطلب العالمي المرتفع على الإلكترونيات، والقيود المفروضة على بعض الشركات الصينية بموجب عقوبات أمريكية وتجارية.

وأوضح المحلل الاقتصادي الأوروبي، ديفيد هاريسون، أن استمرار هذه الأزمة قد يرفع تكاليف السيارات بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10%، كما قد يؤدي إلى تأخير تسليم آلاف السيارات للمستهلكين، ويؤثر سلبًا على أرباح الشركات المصنعة وأسواق الأسهم المرتبطة بها. وأضاف أن الشركات الأوروبية تحاول حاليًا تنويع مصادر توريد الشرائح وتقليل الاعتماد على مصنع واحد في الصين، بما في ذلك البحث عن بدائل من تايوان وكوريا الجنوبية واليابان.

وفي سياق متصل، حذرت شركات تصنيع السيارات من أن الأزمة قد تؤدي إلى تغييرات استراتيجية كبيرة في الصناعة، بما في ذلك زيادة الاستثمار في الإنتاج المحلي للشرائح الإلكترونية وتوسيع خطوط الإنتاج داخل أوروبا وأمريكا الشمالية لتقليل الاعتماد على الواردات الصينية. كما تتوقع الرابطة أن يشهد العام المقبل تحولات في سلسلة الإمدادات العالمية مع إعادة النظر في سلاسل الإنتاج والتوريد.

وتعكس هذه الأزمة حجم الاعتماد العالمي على مكونات إلكترونية متخصصة، حيث أصبحت الشرائح الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من السيارات الحديثة، بدءًا من أنظمة الملاحة والتحكم الذاتي وصولًا إلى إدارة المحركات وأنظمة الأمان. وأكدت شركات صناعة السيارات أنها تبذل جهودًا كبيرة لضمان استمرار الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد، إلا أن الحلول الفورية تبقى محدودة بسبب طبيعة الصناعة وتعقيد التكنولوجيا المستخدمة.