أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل مفاجئ، إلغاء القمة التي كانت مرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست، مبرراً ذلك بأن انطباعه هو "أننا لن نصل إلى الهدف المرجو".
هذا الإلغاء، الذي جاء في خضم تصعيد أمريكي جديد للعقوبات، يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية الروسية وما إذا كانت واشنطن قد قررت تصعيد الضغط السياسي والعسكري في ملف أوكرانيا.
إلغاء القمة وتأكيد التوتر
أكد ترامب، في تصريحاته الأخيرة، أن قرار الإلغاء لا يعني القطيعة، بل يشي بتأجيل القمة إلى المستقبل. ورغم ذلك، فإن هذه الخطوة تعكس وجود خلافات عميقة أو على الأقل عدم استعداد الطرفين للوصول إلى تفاهمات ملموسة في الوقت الحالي.
يأتي هذا الإلغاء بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة عن تشديد العقوبات على روسيا، وهي خطوة علق عليها ترامب بالقول إنه "شعر أن الوقت قد حان وقد انتظرنا طويلاً" لفرضها، مما يؤكد تزايد الضغوط الاقتصادية الأمريكية على موسكو.
دعوة ترامب لوقف القتال وتحدي الناتو
فيما يتعلق بملف أوكرانيا، طرح الرئيس ترامب رؤية للحل تدعو أطراف الصراع إلى تثبيت مواقعها الحالية على خطوط التماس والعمل على "وقف فوري للأعمال القتالية".
وقد عبر ترامب عن عدم رضاه عن التطورات المحيطة بأوكرانيا وروسيا، مؤكداً أن حلفاء الناتو يشاركونه هذا الموقف.
من جهته، سعى الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، لمناقشة رؤية الدول الأوروبية لإنهاء الصراع مع ترامب، مُشيراً إلى توافق ضمني مع الدعوة الأمريكية بوقف القتال عند "الخط الذي تم تشكيله".
ومع ذلك، أظهر روته نيته الدفع باتجاه تنسيق المواقف الأوروبية حول كيفية إنهاء الصراع، خاصة بعد أن أكد الناتو ضخ ملياري دولار كأسلحة لأوكرانيا، في إشارة إلى استمرار الدعم العسكري.
توماهوك والتدريب المعقد
وفي سياق الدعم العسكري، حسم ترامب الجدل حول إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" عالية الدقة.
فقد أعلن ترامب أنه لا يعتزم تقديم هذه الصواريخ لكييف في الوقت الراهن. وعزا ذلك إلى سبب تقني، مشيراً إلى أن التدريب على استخدام "توماهوك" معقد جداً ويتطلب فترة طويلة تتراوح بين ستة أشهر وعام كامل، مؤكداً: "نحن قادرون على استخدامها ولا نعتزم تدريب الآخرين".
أين تتجه العلاقات؟
يبدو أن العلاقات الأمريكية الروسية تدخل مرحلة من "التجميد الحذر"، حيث أُلغيت القمة كرمز لغياب الاختراق، واستمرت العقوبات كأداة ضغط رئيسية. في الوقت ذاته، تحاول إدارة ترامب الموازنة بين فرض الضغط السياسي والعسكري والدعوة لوقف فوري لإطلاق النار يثبت المكاسب على الأرض، وهو ما يشير إلى تغيير محتمل في استراتيجية واشنطن تجاه النزاع الأوكراني، يهدف إلى إيجاد حل سريع ومُنهك للأطراف كافة، لكن دون إحداث خلل في الترسانة الأمريكية.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق