أعلنت الخرطوم اتفاقًا نفطيًا بين السودان وروسيا يشمل التعاون في مجالات الإنتاج والحماية وتطوير البنية التحتية للطاقة، في خطوة قد تشكّل بداية مرحلة جديدة لإحياء قطاع النفط والكهرباء في البلاد.
وبحسب بيانات صحفية حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الاتفاق الذي وُقّع خلال فعاليات أسبوع الطاقة الروسي 2025 يشمل زيادة إنتاج النفط من الحقول القديمة، والدخول في استثمارات جديدة، مع تعزيز التوليد المائي وتوفير الحماية للأصول النفطية.
ويأتي أحدث اتفاق نفطي بين السودان وروسيا في وقت يعاني فيه السودان من دمار واسع بمنشآت الطاقة جراء الحرب الحالية مع قوات الدعم السريع، إذ تسعى الحكومة لاستعادة الإنتاج تدريجيًا من الحقول المتضررة، وتأمينها من أيّ أعمال تخريب أو اعتداءات متوقعة.
ويعاني السودان على مدى السنوات الأخيرة من تدمير كبير للبُنية التحتية، طال أساسات قطاع الطاقة، وهو ما يجعل للاتفاق الجديد مع روسيا أهمية كبيرة في تأمين الأصول النفطية وحمايتها، بما يدعم القطاع بقوة خلال السنوات القادمة.
ويُتوقع أن يفتح هذا الاتفاق الباب أمام عودة الشركات الروسية إلى الحقول السودانية، وتوسيع التعاون في مجالات النفط والكهرباء والطاقة المتجددة، ضمن رؤية شاملة لإعادة إعمار قطاع الطاقة الوطني.
من جانبها، أكدت وزارة الطاقة السودانية في طلب للتعليق أرسلته منصة الطاقة بخصوص تفسير الجزء المتعلق بـ"حماية روسيا للأصول السودانية"، وهل يشمل ذلك الاستعانة بقوات روسية، أن المقصود هنا بالحماية "الاستعانة بأحدث التكنولوجيا في هذا المجال".
تفاهمات تشمل النفط والكهرباء والحماية
أكد وزير الطاقة السوداني المهندس مستشار المعتصم إبراهيم أحمد، عقب عودته من موسكو، أن أحدث اتفاق نفطي بين السودان وروسيا تضمَّن بنودًا واضحة لتوفير الحماية للأصول في قطاعي النفط والكهرباء، إضافة إلى التعاون في مجالات التدريب والاستثمار المشترك.
وأوضح الوزير أن زيارته إلى روسيا كانت ناجحة بكل المقاييس، حيث التقى نائب رئيس الوزراء الروسي ووزير الطاقة وعددًا من رؤساء الشركات العاملة في مجالي النفط والكهرباء، وتمّ التوصل إلى تفاهمات موسّعة لرفع إنتاج النفط السوداني.
وأضاف أن أول اتفاق نفطي بين السودان وروسيا يتضمن دخول شركات روسية في مشروعات استكشاف جديدة داخل السودان، وزيادة الإنتاج من الحقول القائمة، إضافة إلى مشروعات لإعادة تأهيل البنية التحتية التي تضررت بسبب الحرب الأخيرة.

وبحسب الوزير، فإن الوفد الروسي سيزور السودان قريبًا للوقوف ميدانيًا على المشروعات المتفَق عليها، متوقعًا أن تمثّل هذه الزيارة "بشرى خير" للشعب السوداني، لا سيما في ظل حاجة البلاد إلى طاقة مستقرة تدعم جهود الإعمار والتنمية.
كما أشار إلى أن عقد اتفاق نفطي بين السودان وروسيا يعكس ثقة موسكو في الشراكة مع الخرطوم، خاصة مع استعداد الشركات الروسية للعمل في مجالات التكرير والتوليد المائي والطاقة النظيفة، وتقديم الدعم الفني والتقني المستمر.
بدوره، أعلن الجانب الروسي استعداده لتقديم برامج تدريب وتأهيل للكوادر السودانية، وتبادل الخبرات في مجالات التشغيل والصيانة، لضمان استدامة المشروعات المتفَق عليها ضمن خطة التعاون المشترك، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
مذكرة تفاهم تقنية ورؤية لإحياء القطاع
على هامش أسبوع الطاقة الروسي، وقّعت وزارة الطاقة السودانية مذكرة تفاهم جديدة مع معهد المبادرات في تقنية النفط والغاز الروسيين، ضمن إطار اتفاق نفطي بين السودان وروسيا لتطوير معايير الجودة والمواصفات في الصناعة النفطية.
وشارك في مراسم التوقيع وزير الطاقة وسفير السودان لدى موسكو، إلى جانب ممثلين من الوزارة والمعهد الروسي، إذ تهدف المذكرة إلى تعزيز تبادل الخبرات وتشكيل لجان فنية لتطبيق المعايير الدولية في صناعة النفط والغاز.
وتُعدّ هذه المذكرة جزءًا من الخطة الأوسع التي تشملها بنود أحدث اتفاق نفطي بين السودان وروسيا، والتي تستهدف توحيد أنظمة القياس وتطوير المواصفات والمقاييس المعتمدة في المنشآت النفطية السودانية لضمان كفاءة الإنتاج واستقراره.

وفي كلمته خلال المنتدى، عرض الوزير السوداني رؤية شاملة لإحياء قطاع الطاقة الوطني، الذي تضرَّر بشدة جراء الحرب، مشيرًا إلى أن التعاون مع روسيا يمثّل ركيزة أساسية لإعادة بناء الشبكات ومحطات التوليد.
وأكد المعتصم أن السودان يعمل على تأهيل الحقول القديمة وزيادة إنتاج النفط والغاز، مع التركيز على تطوير الكوادر الوطنية، والاستفادة من الخبرة الروسية في الطاقة الكهرومائية والطاقات النظيفة والمتجددة.
وتختتم فعاليات أسبوع الطاقة الروسي بتأكيد الجانبين على أن الاتفاق النفطي بين السودان وروسيا لا يقتصر على التعاون الاقتصادي فحسب، بل يشمل أيضًا ضمان الحماية المشتركة للبُنية التحتية، بما يعزز أمن الطاقة واستقرار الإنتاج في السودان.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق