قبل اجتماع إسطنبول "النووي"..ماذا تريد طهران من موسكو وبكين؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قبل اجتماع إسطنبول "النووي"..ماذا تريد طهران من موسكو وبكين؟ - بلس 48, اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025 05:26 صباحاً

توقيت اللقاء ومضامينه أثارا تساؤلات عدة: هل هو استعداد دبلوماسي استباقي، أم محاولة لحشد دعم سياسي قبل مواجهة محتملة مع الغرب، وما دلالات عقد هذا اللقاء قبل أيام فقط من اجتماع إسطنبول الذي قد يرسم ملامح المرحلة القادمة للملف النووي الإيراني؟

الاجتماع الثلاثي في طهران: رسائل متعددة الوجهات

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أعلن عن هذا الاجتماع المرتقب، مؤكدا أن طهران ستبحث مع موسكو وبكين "سبل مواجهة التهديدات الغربية" و"الآليات الممكنة لتفادي العقوبات"، في وقت يتصاعد فيه التلويح الأوروبي باستخدام آلية "سناب باك" ضمن الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

هذا الاجتماع هو الثالث من نوعه بين العواصم الثلاث، الأول عُقد في موسكو، والثاني في بكين، والثالث يأتي الآن في طهران.

ويرى محللون أن انتظام هذا التنسيق يحمل دلالات استراتيجية تؤكد تمسك إيران بتحالفها مع القوى غير الغربية المتبقية في الاتفاق، أي روسيا والصين، ضمن إطار ما تبقى من صيغة "4+1" بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

إيران تستعد لمعركة "السناب باك"

وصف المحلل الخاص لـ"سكاي نيوز عربية" محمد صالح صدقيان، في مداخلة مع برنامج "غرفة الأخبار"، اللقاء الثلاثي بأنه تحرك محسوب ضمن لعبة الشطرنج النووية.

وأوضح أن "إيران تنسق مع روسيا والصين، وهما طرفان لا يزالان متمسكين بالاتفاق النووي، من أجل بناء موقف مشترك قبيل الذهاب إلى طاولة الأوروبيين الذين يهددون بتفعيل آلية السناب باك".

هذه الآلية، التي تسمح بإعادة فرض العقوبات الأممية تلقائيا على طهران في حال إخلالها بالاتفاق، تشكّل هاجسا حقيقيا للقيادة الإيرانية.

ووفق صدقيان، فإن "الدول الأوروبية الثلاث، بناء على بنود الاتفاق، تستطيع تفعيل هذه الآلية من جانب واحد"، ما يفسّر سبب سعي طهران لتأمين موقف روسي- صيني مساند، بهدف احتواء أي قرار محتمل في مجلس الأمن.

معركة التأويل القانوني والسياسي

طهران، من جانبها، تصرّ على أن تفعيل آلية العقوبات من قبل الأوروبيين "غير قانوني وغير أخلاقي"، كما ورد في رسالة شديدة اللهجة وجهها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي.

وفي هذه الرسالة، عبّرت طهران عن رفضها لأي تحرك أوروبي أحادي الجانب، ووصفت الخطوة بأنها تقوّض روح الاتفاق الأصلي.

ويشير صدقيان إلى أن "أهم نقاط الجدل الراهن تتعلق بملف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وخاصة بشأن مصير 408 كيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب، وهي نقطة تثير قلق المجتمع الدولي وتعتبرها أوروبا تجاوزا حرجا للحدود التي نصّ عليها الاتفاق.

أميركا خارج اللعبة.. أم تراقب من بعيد؟

رغم أن واشنطن لا تشارك في اجتماع إسطنبول، إلا أن ظلالها حاضرة بقوة.

ويطرح صدقيان تساؤلا محوريا: هل ستقبل إدارة ترامب بنتائج التفاوض الإيراني-الأوروبي، وخصوصا أن الرئيس الأميركي يسعى، إلى توقيع اتفاق مباشر مع إيران يحمل اسمه ويمثل انتصارا سياسيا واضحا في الداخل الأميركي؟

في هذا السياق، تزداد أهمية كل جولة حوارية مع الأوروبيين، لا بوصفها تفاوضا مستقلا، بل كمحطة اختبار لما إذا كانت واشنطن مستعدة للتفاعل مع أي مخرجات تفاوضية لا تتم تحت مظلتها المباشرة.

الترويكا الأوروبية أمام اختبار النوايا

يبقى الرهان الإيراني معقودا على قدرة الترويكا الأوروبية على اتخاذ موقف مستقل، ولو جزئي، عن الإملاءات الأميركية.

ويلفت صدقيان في هذا السياق إلى السؤال: "هل تستطيع الترويكا الأوروبية تفعيل آلية إنستكس المالية، وهل لديها الجرأة لتجاوز الخشية من العقوبات الأميركية؟"

الآلية المالية الخاصة "إنستكس"، التي أنشأتها أوروبا لتسهيل التبادلات التجارية مع إيران بعيدا عن الدولار والنظام المالي الأميركي، ظلت حتى الآن دون جدوى عملية.

وطهران تعتبر أن تحريك هذه الآلية يمثل اختبارا لمدى جدية الأوروبيين في الدفاع عن الاتفاق النووي، بدلا من الخضوع للضغوط الأميركية.

الأسابيع القادمة حاسمة

يؤكد صدقيان، أن الشهر المقبل سيكون حافلا بالتطورات، خصوصا على ثلاثة محاور أساسية:

1. العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، خاصة في ما يتعلق بالتفتيش والشفافية حول المواد النووية.

2. التهديد الأوروبي بتفعيل آلية "السناب باك" وما قد ينتج عنها من مواجهة دبلوماسية في مجلس الأمن.

3. إمكانية استئناف الحوار الأميركي-الإيراني غير المباشر، إذا ما توافرت ظروف ملائمة، وخصوصا من الجانب الأميركي.

حسابات شراكة لا تحالف

ما يتشكل الآن هو مشهد معقد تختلط فيه الحسابات النووية بالمصالح الجيوسياسية.

فالتقارب الإيراني مع روسيا والصين لا يعني تحالفا عقائديا بقدر ما هو تنسيق براغماتي في مواجهة الغرب.

ولقاء إسطنبول لن يكون مجرد جلسة تفاوضية عابرة، بل محطة مفصلية لتحديد ما إذا كان هناك مستقبل للاتفاق النووي، أم أن الساحة الدولية ستدخل مجددا في دوامة الضغوط والعقوبات والتصعيد المتبادل.

ويبقى السؤال معلقا: هل يستطيع محور "طهران-موسكو-بكين" أن يشكل صمام أمان يمنع الانهيار الكامل للاتفاق النووي، أم أن الترويكا الأوروبية، بانتظار إشارة من واشنطن، ستختار مسار التصعيد؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق