من يحكم غزة بعد الحرب؟.. بين التكنوقراط والسلطة والإصلاحات المنتظرة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتزايد التساؤلات حول هوية الجهة التي ستدير غزة بعد الحرب، وسط جدل بين الأطراف الفلسطينية والإقليمية والدولية حول من يمتلك الشرعية والقدرة على الحكم. تتعدد الخيارات بين حكومة تكنوقراطية، أو عودة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحات، أو تشكيل هيئة محلية بإشراف دولي، فيما تبقى حماس خارج المعادلة المطروحة مؤقتًا.

 

الحكومة التكنوقراطية.. فكرة تفتقر إلى الشرعية الشعبية


تُطرح فكرة تشكيل لجنة أو حكومة تكنوقراطية تضم شخصيات مستقلة من غزة، حظيت بقبول من عدة دول عربية.

غير أن الإشكال الجوهري يكمن في مسألة الشرعية، إذ يرى كثيرون أن أي سلطة تُفرض من الخارج دون انتخاب شعبي ستواجه رفضًا داخليًا، كما حدث في تجارب سابقة بالمنطقة. 

ويؤكد الخبراء أن نجاح هذا الطرح يتوقف على وجود دعم شعبي حقيقي لا مجرد غطاء دولي.

السلطة الفلسطينية بين الرفض الإسرائيلي وضعف الشعبية


السلطة الفلسطينية تُعد المرشح الطبيعي لتولي إدارة غزة، لكنها تعاني أزمة شرعية داخلية بسبب غياب الانتخابات وتراجع الثقة الشعبية. 

ورغم التعاون القائم بين مؤسساتها وإسرائيل في مجالات المياه والصحة والمعابر، يرفض الجانب الإسرائيلي عودة رمزية للرئيس محمود عباس إلى غزة، معتبرًا ذلك تجاوزًا سياسيًا غير مقبول.

 ومع ذلك، تبقى السلطة جزءًا لا يمكن تجاوزه في أي حل مستقبلي.

إصلاحات جذرية شرط للعودة إلى غزة


يرى محللون أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تستعيد دورها في غزة فقط بعد تنفيذ إصلاحات حقيقية تشمل تجديد القيادات وتطوير مؤسسات الحكم ومكافحة الفساد. هذه الإصلاحات تمثل فرصة لتوحيد الضفة وغزة تحت إدارة فلسطينية أكثر كفاءة، خصوصًا مع دعم عربي ودولي لفكرة إعادة الإعمار وتثبيت وقف إطلاق النار.

 

الانتخابات.. الطريق إلى الشرعية الجديدة


غياب الانتخابات منذ نحو عقدين أضعف مصداقية القيادة الفلسطينية. لذلك، يطالب خبراء بضرورة العودة إلى صناديق الاقتراع لتجديد الشرعية وبناء قيادة جديدة تحظى بثقة الشارع. ويؤكدون أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية لن تكتمل إلا عبر مشاركة شعبية حقيقية تعكس إرادة الفلسطينيين، بعيدًا عن الصراعات الفصائلية بين فتح وحماس.

 

مستقبل غزة بين الإصلاح والدعم الدولي


يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيجًا من الإصلاحات والتعاون الدولي لإعادة بناء غزة سياسياً واقتصادياً. 

فبين حكومة تكنوقراطية مؤقتة وسلطة فلسطينية مُجددة، تتحدد ملامح مستقبل القطاع، في انتظار قيادة تملك الشرعية والإرادة لإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق