دعاء الفجر بالبركة في الأبناء.. نفحات الصباح وبذور الصلاح - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع خيوط الفجر الأولى، حين تسكن الأصوات وتُفتح أبواب السماء، يرفع الآباء والأمهات أكفّ الدعاء طلبًا للبركة في أبنائهم، سائلين الله أن يجعلهم من الصالحين الموفقين في الدنيا والآخرة. 

ولأن لحظة الفجر من أقدس اللحظات التي تتنزل فيها الرحمات، فإن الدعاء فيها يُعدّ من أنجع الوسائل لغرس الخير في الأبناء وحمايتهم من الشرور.

بركة الدعاء مع إشراقة النور

يشير علماء الدين إلى أن وقت الفجر من الأوقات التي تتنزل فيها الملائكة وتُستجاب فيها الدعوات، إذ قال النبي ﷺ: “ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟”. 

ويؤكد العلماء أن دعاء الوالدين في هذا الوقت يحمل أثرًا بالغًا في حياة الأبناء، لما يجتمع فيه من صدق الإخلاص وصفاء القلب وسكون اللحظة.


أدعية جامعة للبركة في الأبناء

ومن الأدعية المأثورة عن الصالحين في هذا المقام، منها:


“اللهم بارك لي في أبنائي، واصلح شأنهم، واجعلهم قرة عين لي ولأمهم، واحفظهم من كل سوء، واهدهم صراطك المستقيم.”


ويستحب كذلك أن يدعو الأب أو الأم قائلًا:
“اللهم ارزقهم حبك وحب من يحبك، ووفّقهم لما تحب وترضى، واصرف عنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن.”


ففي هذه الأدعية تجتمع معاني البركة والهداية والستر، وهي مقاصد كل أب وأم يسعيان لتربية ذرية طيبة.


الدعاء وسيلة تربوية وروحية

لا يقف أثر الدعاء عند حدود الرجاء الروحي، بل يمتد ليصبح طاقة تربوية تُلهم الوالدين الصبر والرحمة في تعاملهم مع الأبناء. فحين يبدأ اليوم بدعاءٍ صادق عند الفجر، يتحول البيت إلى واحة من السكينة، ويتربى الأبناء في جو من الإيمان والودّ. 

ويرى التربويون أن تكرار الدعاء أمام الأبناء يعمّق في نفوسهم الإحساس بالتوكل على الله، ويغرس فيهم روح الطاعة والرضا.


فجر الدعاء وميلاد الأمل

يبقى دعاء الفجر للأبناء نافذة مفتوحة على الأمل، يجدد بها الوالدان العهد مع الله كل صباح أن يبارك في ذريتهم ويجعلهم زينة الحياة الدنيا وذخيرة الآخرة. 

وفي زمن تتزاحم فيه المشاغل وتتعاظم التحديات، يظل هذا الدعاء من أجمل ما يربط القلوب بنور السماء، ومن أصدق ما يكتب للأبناء سطور البركة في بداية كل يوم.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق