مع الشروق ..هل انتهت حرب «العين بالعين» بين إيران والاحتلال؟ - بلس 48

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق ..هل انتهت حرب «العين بالعين» بين إيران والاحتلال؟ - بلس 48, اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024 12:27 صباحاً

مع الشروق ..هل انتهت حرب «العين بالعين» بين إيران والاحتلال؟

نشر في الشروق يوم 28 - 10 - 2024

2331498
كما كان متوقّعا، شنّ الكيان الصهيوني فجر السبت الماضي هجوما جويا على ايران ردّا على هجوم طهران في الأول من أكتوبر الجاري، والسؤال الآن هل انتهت جولة الردّ على الردّ هنا أم أنّها ستتواصل؟
الملاحظ في الهجوم الصهيوني الأخير على إيران، أنه تأخّر كثيرا و لم يأت وفق التهديدات الصهيونية من كبار مسؤوليه، الذين توعّدوا مرارا وتكرارا بردّ قوي يستهدف منشآت حيوية لطهران مثل المنشآت العسكرية والنووية وغيره.
الأمر الثاني، أن نتنياهو وللمرة الأولى منذ «طوفان الاقصى» في السابع من أكتوبر 2023، يبدو قد خضع للأوامر الأمريكية بعدم شنّ هجوم عنيف على طهران يستدعي ردّ الأخيرة ويذهب بالمنطقة الى المواجهة الشاملة.
لذلك ردّ الاحتلال على طهران، ولكنّه ردّ بارد أو رد لرد الاعتبار، وسوّقت له اعلاميا أكثر من فاعليته على الميدان، وهي لعبة ردع تريد منها أمريكا ومن ورائها الكيان الصهيوني أن لهم اليد العليا في الشرق الأوسط.
طهران لا تبدو متسرّعة أو غاضبة بعد الهجوم الصهيوني، رغم أنّها توعّدت بالردّ على الهجوم الصهيوني، وقد يكون ردّها غير مباشر عبر حلفائها في المنطقة سواء في لبنان أو اليمن وحتى العراق.
الردّ الإيراني المباشر يبدو مستبعدا، لعديد الاعتبارات، أوّلها رغبتها هي نفسها في عدم التصعيد والذهاب الى حرب شاملة، وثانيا عدم رغبة أمريكا أيضا في ذلك، وثالثا خوف الكيان الصهيوني من ضربة ايرانية جديدة تفضح دفاعاته الجوية حتى وإن لم تتسبّب في خسائر بشرية أو مادية.
الحرب الشاملة أصبحت مستبعدة الآن، وسياسة «العين بالعين» يبدو هي الأخرى انتهت مع هذه الجولة وإن لم تنته بصفة غير مباشرة عبر الوكلاء، وما حصل هو قمة التصعيد، فهل يليه صفقة أوسطية كبرى؟ أم يبقى الوضع على حاله؟
تبدو إيران بصفة كبيرة ومن بعدها أمريكا متقبّلين لوضعية الصفقة الشاملة وإخماد النيران على جميع الجبهات، ولكن العائق الأكبر هنا هو نتنياهو شخصيا وليس حتى الكيان الصهيوني برمّته.
الحروب المفتوحة الآن انبنت منذ البداية على رغبات ومصالح نتنياهو الشخصية ، ولا يريد انهاءها إلا وفقا لذلك ، خاصة مع تعويله على عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الى البيت الأبيض في انتخابات 5 نوفمبر المقبل.
لكن عدم عودة ترامب الى سدّة الحكم، قد تسقط كل شيء في الماء، وتجبره على الانصياع الى مخرج ما، باعتبار أن النّصر الشامل بات صعب المنال بعد عام من حرب الابادة، والأمر نفسه على الجبهة اللبنانية.
لذلك ستكون الإرادةالامريكية محدّدا كبيرا وليس حاسما في مجريات اخماد النيران في الشرق الاوسط، خاصة مع تعالي المطالبين بصفقة في الكيان المحتل وفي أمريكا والعالم أجمع، إضافة الى التكلفة الباهظة على الاحتلال في حرب الجبهات المتواصلة.
النّصر هو في صراخ العدو أوّلا، وهذا ما لم ولن يراه أو يسمعه نتنياهو من خصمه «حماس» في غزة أو من خصمه حزب الله في لبنان، أو حتى في اليمن والعراق.
وما سيحدّد مصير الحرب الآن هو أمران، إما الضغوط الامريكية(ادارة ديمقراطية جديدة) والضغوط الداخلية في الكيان المحتل، أو حرب الاستنزاف التي بدأت تنهش جسد الاقتصاد الصهيوني بقوة ولن تكون قادرة على الصمود طويلا خاصة مع الفشل الذريع في تحقيق الأهداف سريعا سواء في غزة (الاسرى) أو في لبنان (عودة المستوطنين إلى الشمال).
بدرالدّين السّيّاري

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق