معركة المنصورة .. كيف أسقطت القوات الجوية 44 طائرة في 53 دقيقة؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعتبر معركة المنصورة الجوية، التي وقعت في 14 أكتوبر 1973، واحدة من أبرز وأهم المعارك في تاريخ الطيران العسكري، إذ أنها أحد أبرز محاور حرب أكتوبر المجيدة، فهذه المعركة لم تكن مجرد صراع جوي بين قوتين عسكريتين، بل كانت رمزًا للإرادة الوطنية، الشجاعة، والإبداع الاستراتيجي الذي قدمه الطيارون المصريون في مواجهة تحديات غير متكافئة.

فبعد الضربة الجوية الأولى التي شنتها القوات المصرية في بداية الحرب، حاولت القوات الإسرائيلية استعادة هيبتها وفرض سيطرتها من خلال توجيه عدة هجمات على قواعد الطائرات المصرية، وخاصة قاعدة المنصورة الجوية والتي تُعد الأهم في دلتا النيل، ولكن ما شهدته سماء المنصورة كان له تأثير عميق على مجريات الحرب، حيث استمرت المعركة لمدة ثلاث وخمسين دقيقة شهدت بطولات لن تُنسى، وأظهرت قوة الإرادة المصرية.

82a30b9058.jpg
معركة المنصورة الجوية

معركة المنصورة الجوية

واستندت تكتيكات الطيارين المصريين إلى الاستعداد الجيد، والتنظيم الفعال، مما أدى إلى نجاحهم في صد الهجوم الإسرائيلي المكون من ثلاث موجات، رغم التفوق العددي والتقني الذي تمتلكه القوات المعادية، فلم تكن المعركة مجرد انتصار عسكري، بل كانت تجسيدًا للإرادة الشعبية والتضامن الوطني في سبيل الدفاع عن الوطن.

وفي هذا التقرير، سنستعرض تفاصيل معركة المنصورة الجوية، من خلفياتها وأسبابها، إلى تكتيكات القتال، والنتائج المترتبة عليها، كما سنكشف كيف أصبحت هذه المعركة رمزًا للفخر والعزة، ولماذا لا يزال تأثيرها ملموسًا حتى اليوم في الذاكرة الجمعية للشعب المصري، كما إن دراسة هذه المعركة تعكس دروسًا قيمة في التخطيط العسكري والإصرار على النصر، مما يجعلها تستحق التأمل والدراسة العميقة.

ما هي أطول معركة جوية في التاريخ؟ 

في الأيام الأولى من حرب أكتوبر 1973، حاولت القوات الإسرائيلية استعادة هيبتها بعد الخسائر التي تكبدتها في الضربة الجوية الأولى التي شنتها القوات المصرية. كانت قاعدة المنصورة الجوية، التي تقع في دلتا النيل، هي الهدف الرئيسي للاحتلال. حيث تم اعتبارها مركزًا حيويًا للطيران الحربي المصري.

شنت إسرائيل ثلاث هجمات متتالية على القاعدة، الأولى في 7 أكتوبر والثانية في 12 أكتوبر، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل. ومع ذلك، كانت هناك ضرورة لإجراء هجوم أخير يهدف إلى تدمير القوات الجوية المصرية.

الهجوم الإسرائيلي في معركة المنصورة الكبرى

في يوم 14 أكتوبر، بدأت إسرائيل هجومها الكبير المعروف باسم "معركة المنصورة الكبرى". كان الهجوم منظمًا في ثلاث موجات:

  1. الموجة الأولى: الهدف منها هو تشتيت انتباه الطيران المصري وتقديم غطاء للموجات اللاحقة.
  2. الموجة الثانية: تستهدف ضرب الدفاعات الجوية المصرية، وتدميرها بشكل كامل.
  3. الموجة الثالثة: وهي الأكبر، حيث شملت أكثر من 160 طائرة حربية تهدف إلى تدمير الطائرات المصرية في القاعدة.

رغم هذه القوة الجوية، كانت القوات الجوية المصرية مستعدة تمامًا.

2e560c0f93.jpg
معركة المنصورة الجوية

التصدي المصري للطائرات الإسرائيلية 

تصدت حوالي 60 طائرة مصرية للهجوم الإسرائيلي، حيث استخدم الطيارون المصريون تكتيكات غير تقليدية، بدلاً من الاشتباك مع الموجة الأولى، وانتظر الطيارون حتى تم تنشيط جميع الموجات في الفخ المصري. تم استخدام استراتيجية التناوب، حيث كانت الطائرات تتزود بالوقود في الجو وتعود بسرعة إلى المعركة، مما جعل العدو يعتقد أنهم يواجهون قوة أكبر بكثير.

واستمرت المعركة لمدة ثلاث وخمسين دقيقة، حيث كان الطيارون المصريون يقاتلون ببسالة. في نهاية المعركة، أسقطت القوات الجوية المصرية 44 طائرة معادية، بينما تكبدت خسائرها في 6 طائرات.

2d608f856b.jpg
معركة المنصورة الجوية

اقرأ أيضا

نتيجة معركة المنصورة الجوية

أسفرت معركة المنصورة الجوية عن نجاح كبير للقوات المصرية، وأثبتت فعالية استراتيجياتهم وقدرتهم على مواجهة العدو. على الرغم من الخسائر التي تكبدها سلاح الجو المصري، فإن النصر في هذه المعركة كان له تأثير كبير على مجريات الحرب:

  1. تدمير الطائرات الإسرائيلية: فقدت إسرائيل 44 طائرة في هذه المعركة، مما أثر بشكل كبير على قوتها الجوية.
  2. تعزيز الروح المعنوية: نجح المصريون في رفع الروح المعنوية بين الجنود والمدنيين على حد سواء، حيث أدت الانتصارات إلى تعزيز الإيمان بالقدرة على استعادة الأراضي المحتلة.
  3. تأثير استراتيجي: أثبتت المعركة أن الطيارين المصريين يمكنهم التفوق على العدو حتى في ظل عدم تكافؤ الإمكانيات، مما أعطى دفعة قوية لقواتهم الجوية.

فـ معركة المنصورة الجوية، قد أظهرت أهمية التخطيط الجيد والاستعداد للمعارك. الاستراتيجية التي اتبعها الطيارون المصريون في استخدام التناوب والتخطيط الدقيق كانت عوامل حاسمة في نجاحهم.

b8f6b40010.jpg
معركة المنصورة الجوية

كما أنها أثبتت أن الروح المعنوية والتدريب المكثف يمكن أن يكونا عاملين مؤثرين في نتيجة المعارك. فالتدريب الجيد والتحفيز النفسي كان لهما دور كبير في أداء الطيارين المصريين، وبينت المعركة أيضًا أهمية التكنولوجيا في الحروب الحديثة. ورغم أن القوات المصرية كانت تواجه طائرات متقدمة، إلا أن المهارات البشرية والتكتيكات المدروسة جعلت الفارق.

لذا، تعتبر معركة المنصورة الجوية مثالاً يحتذى به في الشجاعة والتكتيك العسكري. لقد أظهرت أن الأبطال يمكنهم تحقيق الانتصارات في وجه التحديات، وأن التخطيط الجيد والروح المعنوية العالية هما مفتاح النجاح. على مر السنين، تظل هذه المعركة جزءًا أساسيًا من تاريخ القوات الجوية المصرية وتاريخ الأمة بشكل عام. في الذكرى الـ51 لهذا الانتصار، يتذكر المصريون بفخر بطولات طياريهم، ويستمر إرث المنصورة في تعزيز الهوية الوطنية.

google news

إخلاء مسؤولية إن موقع - بلس 48 يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق