أثار الفوز المفاجئ للمرشح اليميني المتطرف، كالن جورجيسكو، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الرومانية مخاوفًا في بروكسل، وسط تحذيرات من محاولات موسكو جذب رومانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، إلى معسكرها.
جاءت هذه النتيجة الصادمة في بلد طالما اعتُبر حليفًا موثوقًا للغرب، مما يزيد من المخاوف بشأن تأثير ذلك على قدرة الاتحاد الأوروبي على اتخاذ قرارات جماعية، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بروسيا.
منافسة حاسمة في الجولة الثانية
تستعد المرشحة الإصلاحية، إلينا لاسكوني، لمواجهة جورجيسكو في جولة الإعادة المقررة في 8 ديسمبر. ودعت لاسكوني الشعب الروماني إلى الوحدة لوقف عودة البلاد إلى النفوذ الروسي، محذّرةً من استغلال موسكو للإحباط العام تجاه الطبقة السياسية الحالية.
حصل جورجيسكو، الذي لا ينتمي لأي حزب سياسي، على 22.9% من الأصوات في الجولة الأولى، متقدمًا على لاسكوني التي حصلت على 19.2%. ورغم غياب الدعم الحزبي، اكتسب جورجيسكو شعبية كبيرة على منصات مثل تيك توك، ما أثار تكهنات حول تدخل روسي محتمل.
التأثير الروسي والاستراتيجية الإقليمية
وصف المحلل ميلان نيتش من المجلس الألماني للعلاقات الخارجية فوز جورجيسكو بأنه جزء من "الحرب الهجينة" التي تشنها روسيا ضد الديمقراطيات الأوروبية، مشيرًا إلى أهمية رومانيا الاستراتيجية لخطط موسكو. وأوضح أن روسيا تسعى إلى فصل رومانيا عن البحر الأسود، في إطار تكتيكاتها التقليدية.
يأتي ذلك بعد تحذيرات مشابهة بشأن محاولات روسية للتأثير في الانتخابات بمولدوفا وجورجيا، فضلاً عن تعاظم النفوذ الروسي في دول مثل المجر وسلوفاكيا.
ردود فعل أوروبية وتحذيرات من تصاعد التطرف
وصف سيجفريد موريشان، عضو البرلمان الأوروبي، فوز جورجيسكو بأنه جزء من محاولات موسكو لتقويض الديمقراطية الأوروبية، محذرًا من سيناريو مشابه لما حدث في مولدوفا.
من جهته، أكد ثاناسيس باكولاس، الأمين العام لحزب الشعب الأوروبي، على ضرورة مواجهة تصاعد الشعبوية والتطرف داخل الاتحاد الأوروبي.
المشهد السياسي في رومانيا
رغم المخاوف، يظل هناك تفاؤل حذر بشأن إمكانية هزيمة جورجيسكو في الجولة الثانية. الرئيس الروماني الأسبق ترايان باسيسكو أكد أن الشعب الروماني لا يزال داعمًا للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، لكنه حذّر من أن الغضب الشعبي تجاه الفساد وغياب العدالة قد يؤدي إلى خسارة الأحزاب الحاكمة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
مع اقتراب الجولة الثانية، يعتمد مصير الانتخابات على قدرة لاسكوني على حشد دعم الناخبين المعارضين لجورجيسكو، وسط تنافس شديد بين تيارات سياسية مختلفة حول مستقبل رومانيا ودورها داخل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
0 تعليق