الطلب على النحاس قد يرتفع إلى 43 مليون طن سنويًا.. 4 عوامل مؤثرة (تقرير) - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • مراكز البيانات قد تؤدي لزيادة الطلب على النحاس بنحو 1.1 مليون طن سنويًا
  • الطلب على النحاس في قطاعات الطاقة النظيفة قد يصل إلى 4.3 مليون طن سنويًا
  • الهند وجنوب شرق آسيا يقودان الطلب الصناعي على المعدن الأصفر عالميًا
  • الطلب في الصناعات العسكرية الأوروبية سيرتفع بعد زيادة الإنفاق الدفاعي
  • معروض النحاس العالمي قد لا يكفي الطلب إذا لم تتحرك الحكومات والمستثمرون

يتجه الطلب على النحاس للنمو بمعدلات متسارعة خلال السنوات الـ10 المقبلة، مدفوعًا بسياسات تحول الطاقة، والتوسع في قطاع مراكز البيانات عالميًا، إضافة إلى العوامل التقليدية المحركة للسوق.

في هذا السياق، توقّع تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- ارتفاع الطلب العالمي على النحاس بنسبة 24%، أو ما يعادل 8.2 مليون طن سنويًا، ليصل إلى 43 مليون طن سنويًا بحلول عام 2035.

ورغم ذلك، فقد حدّد التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي 4 عوامل رئيسة قد تؤدي إلى نمو الطلب على النحاس، وزيادة معدلات تقلُّب الأسعار أكثر من المتوقع خلال هذه المدة.

وتضم هذه العوامل الطلب المحتمل من التوسع في مراكز البيانات، وتقنيات تحول الطاقة عالميًا، إضافة إلى طلب قطاع التصنيع المتسارع في آسيا، وقطاع الصناعات العسكرية في أوروبا.

ومن المتوقع أن تسهم هذه العوامل مجتمعة بزيادة الطلب على النحاس عالميًا بنحو 3 ملايين طن سنويًا، أو ما يشكّل 40% من إجمالي النمو المتوقع بحلول عام 2035.

مراكز البيانات تدفع الطلب على النحاس

يمثّل التوسع في مراكز البيانات أحد أبرز العوامل المؤثّرة في توقعات الطلب على النحاس؛ نظرًا لاستهلاكها الكثيف للكهرباء، ما يستلزم التوسع في البنية التحتية للشبكات، ومن ثم زيادة الطلب غير المباشر المعدن الموصل للكهرباء.

وتتوقع وود ماكنزي نمو الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بنحو 2200 تيراواط/ساعة بحلول عام 2035، استنادًا إلى بيانات المشروعات المعلنة حول العالم.

ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على النحاس في مشروعات توسعة البنية التحتية للشبكات بنحو 1.1 مليون طن سنويًا بحلول عام 2035.

تصنيع أسلاك النحاس في الصين
تصنيع أسلاك النحاس في الصين - الصورة من WSJ

ونظرًا لأن النحاس لا يمثّل سوى 0.5% أو أقل، من إجمالي تكاليف المشروعات؛ فإن مطوري مراكز البيانات ما يزالون غير مبالين إلى حدّ كبير بحركة أسعاره، بحسب محلل وود ماكنزي بيتر شميز.

ورغم ذلك، فإن أيّ زيادة مفاجئة في إنشاءات مراكز البيانات قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النحاس العالمية بنسبة 15% أو أكثر، ما قد يؤدي بدوره إلى نضوب المخزونات بسرعة، وزيادة التقلبات السعرية.

تقنيات تحول الطاقة والطلب على النحاس

إلى جانب الطلب المتوقع في قطاع مراكز البيانات، يشكّل التوسع في مسارات تحول الطاقة عاملًا إضافيًا، ليس لزيادة الطلب على النحاس فقط، بل لإعادة تشكيل أنماط استهلاكه عالميًا.

ويدخل النحاس بصورة مباشرة وغير مباشرة في تصنيع مكونات السيارات الكهربائية والبطاريات وطاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من تقنيات الطاقة المتجددة المعوَّل عليها في مسارات تحول الطاقة عالميًا.

وتتوقع وود ماكنزي نمو الطلب على النحاس في قطاعات تحول الطاقة عالميًا من 1.7 مليون طن سنويًا في عام 2024 إلى 4.3 مليونًا بحلول عام 2035، بمعدل نمو سنوي يصل إلى 10%.

وتحتوي كل سيارة كهربائية على كمية من النحاس تفوق ما تحتويه السيارات التقليدية 4 مرّات؛ ما قد يرجّح تضاعُف الطلب على هذا المعدن المرتبط بالسيارات الكهربائية بحلول 2035.

الطلب على النحاس في الصناعة والتسليح

يمثّل قطاع التصنيع التقليدي أحد المحركات الرئيسة للطلب على النحاس عالميًا، ومن المتوقع أن تقود الهند ودول جنوب شرق آسيا الطلب العالمي خلال السنوات الـ10 المقبلة.

وقد يسهم التوسع السريع لقطاع التصنيع بهذه المناطق في نمو الطلب العالمي على النحاس بنحو 3.3 مليون طن سنويًا بحلول منتصف العقد المقبل، بمعدلات نمو سنوية تتراوح من 7.8% إلى 8.2% خلال المدة.

وإذا نجحت هذه الاقتصادات في تحقيق نصف مسار النمو التاريخي للاقتصاد الصيني على الأقل، فقد تحتاج قطاعات البناء والكهرباء بها فقط إلى 5.4 مليون طن إضافية من النحاس سنويًا بحلول هذا التاريخ.

على الجانب الآخر، من المتوقع ارتفاع الطلب على النحاس في قطاع الصناعات العسكرية، خاصة مع قرار أوروبا رفع الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي.

ورغم أن تقديرات الطلب المتصل بالصناعات الدفاعية تتراوح من 25 إلى 40 ألف طن سنويًا فقط بحلول عام 2035، فإن البنية التحتية الداعمة، بما في ذلك شبكات الكهرباء المعززة والاتصالات تعتمد بصورة كبيرة على النحاس، ما سيشكّل طلبًا إضافيًا.

تحذيرات نقص معروض النحاس العالمي

يتطلب تلبية نمو الطلب على النحاس عالميًا زيادة الطاقة الإنتاجية للمعدن من المناجم بأكثر من 8 ملايين طن سنويًا، إضافة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للمعدن من إعادة تدوير الخردة بنحو 3.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2035.

وما زالت المناجم المصدر الرئيس لإنتاج النحاس عالميًا، لكن انقطاعاتها السنوية -لظروف الصيانة أو لأيّ أسباب طارئة- قد تؤدي إلى نقص المعروض بما يتراوح من 250 إلى 300 ألف طن سنويًا؛ ما يستلزم التحوط في تقديرات المعروض، بحسب وود ماكنزي.

مناجم النخاس في أميركا
مناجم النحاس في أميركا - الصورة من Minerals Make Life

وتشير هذه التقديرات إلى أن مشهد إنتاج النحاس العالمي سيظل مقيدًا، كما أن العوامل الـ4 الدافعة للطلب قد تؤدي إلى مدد طويلة من ارتفاع الأسعار والتقلبات.

لهذه الأسباب مجتمعة، يخشى محلل وود ماكنزي تشارلز كوبر من تحوُّل معدن الكهرباء التقليدي (النحاس) إلى معدن نادر، إذا لم تُسارع الحكومات والمستثمرون لتطوير سلاسل التوريد المتصلة بما يتوافق مع الطلب المستقبلي المتنامي على المعدن، خاصة في قطاعات الرقمنة والكهربة والتصنيع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

توقعات الطلب على النحاس بالقطاعات، من وود ماكنزي

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق