نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بدأت الصحوة.. جزائريون يمجدون المغرب ويثنون على إنجازاته بعد إصابتهم بالصدمة الكبرى - بلس 48, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 12:40 صباحاً
انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر خلال الساعات الأخيرة بردود فعل صادمة ومليئة بالدهشة، عقب تداول صور ومقاطع فيديو حديثة توثق تقدم الأشغال في عدد من الملاعب المغربية التي تنجز من الصفر في ظرف قياسي لا يتعدى 8 أشهر، استعدادا لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025.
ولم تكن المفاجأة في حجم الإنجاز فحسب، بل في حجم التزييف الذي تعرض له الرأي العام الجزائري لسنوات، من خلال تصريحات بعض المحللين والإعلاميين في قنوات جزائرية رسمية وخاصة، والذين دأبوا على انتقاد البنية التحتية المغربية والتشكيك في جاهزية الملاعب، بل ووصل الأمر ببعضهم إلى وصفها بـ"الأسطورية فقط على الورق".
وتلقى الجزائريون حين نشر الصور الحقيقية لملاعب كبرى مثل ملعب بنسليمان الذي يشيد على أرض خلاء وتحول إلى معلمة رياضية بمعايير عالمية في ظرف لا يتجاوز 8 أشهر، الصدمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث عبر البعض منهم عن إعجابه الصادق، معترفا بتفوق المغرب بلا مجاملة، لتنطلق تعليقات كثيفة تعكس لحظة وعي جماعية ونقد ذاتي قل نظيره في السنوات الأخيرة.
وكتب أحد المعلقين الجزائريين، قائلا: "بدون حقد ونفاق، هل في بلادنا الجزائر نستطيع بناء ملاعب في 8 أشهر إلى عام؟"، كما اختزل تعليق آخر شعور الحسرة والإحباط لدى الكثير من الشباب الجزائري، الذين صاروا يقارنون واقعهم بإعجاب حقيقي بما يشاهدونه على الجانب الآخر من الحدود، حيث علق عبد الرحمن عبد الرحمن هو الآخر بصراحة لافتة: "خويا، المراركة صعاب علينا بدون نفاق"، بينما كتب آخر يدعى عبد الحق كروم: "خوتي لمغاربة أحسن منا صراحة، هي هادي بلا نفاق بلا أزواق".
ولم يكن التفاعل الجزائري مع الحدث ساخرا كما جرت العادة، بل غلب عليه طابع الاعتراف بالواقع والاعتذار الضمني عن الأحكام المسبقة، حيث ذكر بعضهم بتصريحات سابقة تقلل من شأن ملعب مولاي عبد الله بالرباط، قبل أن تنقلب النظرة بعد إعادة تأهيله ليصبح جوهرة معمارية بشهادة مراقبين دوليين.
ولعل أقوى تعليق يلخص الشعور بالمرارة، جاء على لسان أحدهم قائلا: "راك عارف باللي كون بغات الدولة تخدم ما كاين حتى حاجة تتعطل، بصح رانا نشوفو بلادنا ونعرفوها، خاصنا 10 سنين باش يكملو ستاد"، في تلميح صريح إلى الفوارق الشاسعة في الحوكمة والسرعة في الإنجاز بين المغرب والجزائر.
ويسلك المغرب، الذي التزم أمام "الكاف" بتنفيذ مشاريع ضخمة تليق بتنظيم الحدث القاري، اليوم في الطريق الصحيح لتحقيق وعوده، ليس فقط على الورق، بل في الميدان وبالأدلة المصورة، وبينما كانت بعض الأبواق الإعلامية تحاول الترويج لفشل مغربي مزعوم، جاءت الوقائع لتقلب الطاولة وتكشف زيف الخطاب الرسمي والإعلامي الجزائري.
ويبدو أن الدرس كان مؤلما، لكنه ضروري حقا، فحين يكتشف مواطنو دولة ما أن الإعلام الذي يفترض أن ينقل لهم الحقيقة، لم يكن سوى آلة دعائية لبث الوهم، تنهار الثقة وتبدأ مرحلة جديدة من الأسئلة الصعبة، حول من يكذب ولماذا، ومن يشتغل فعلا ومن يكتفي بالكلام.
0 تعليق