شهدت محافظة أسيوط واحدة من أكبر الكوارث التي هزت قلوب الجميع كانت الساعات الأخيرة من يوم أمس الأحد 8 ديسمبر 2024، قد شهدت حادثًا مأساويًا في مركز ديروط، حيث سقط ميكروباص كان يحمل 14 راكبًا في مياه ترعة الإبراهيمية، في مشهد تقشعر له الأبدان.
حتى الآن، لم يتم العثور على جميع الضحايا، وتستمر عمليات البحث عن المفقودين، في الوقت الذي تكشف فيه كل لحظة عن قصص بطولية لا تُنسى.
البداية المأساوية
في لحظة غير متوقعة، فقد سائق الميكروباص السيطرة على السيارة، وسقطت مباشرة في مياه ترعة الإبراهيمية. مشهد صادم أثار الفزع في قلوب الركاب، الذين كانوا يأملون في الوصول إلى وجهاتهم بسلام، إلا أن القدر كان لهم بالمرصاد.
في اللحظة التي انقلبت فيها السيارة، بدأ الركاب في الصراخ، وبعضهم حاول النجاة، لكن المياه الجارفة كانت أسرع.
البحث المستمر عن الضحايا
استنفرت فرق الإنقاذ النهري في أسيوط مباشرة بعد تلقي البلاغ منذ وقوع الحادث، والجهود لا تتوقف للبحث عن الضحايا والمفقودين.
تم انتشال جثة واحدة فقط لشاب يدعى محمود حفني، البالغ من العمر 37 عامًا، بينما لا يزال البحث جاريًا في محاولة يائسة للوصول إلى بقية الركاب الذين يختلف عددهم بين 14 و16 شخصًا.
شريهان عثمان: أم تضحي بحياتها لإنقاذ صغيرتيها
من بين الركاب الذين كانوا على متن الميكروباص، كانت هناك سيدة تُدعى شريهان عثمان، تبلغ من العمر 35 عامًا، وهي أم لطفلتين صغيرتين في الخامسة والسادسة من عمرهما.
شريهان كانت في وضع لا يحسد عليه، بين أن تكون هي من ينجو أو أن ينقذ أطفالهما في لحظة حاسمة، قررت شريهان أن تُلقي طفلتيها خارج الميكروباص قبل أن يسقط في المياه، مُعطية لهما فرصة النجاة لم يكن بإمكانها الهروب من السيارة في الوقت الذي انقلبت فيه، وسقطت مع الميكروباص في الترعة.
لكن في آخر لحظات حياتها، كان قلبها مطمئنًا أن صغيرتيها في أمان بينما كانت هي تغرق في المياه الجارفة، كانت تأمل أن تظلا حَيَتَيْن، وهو ما تحقق.
نجا الأطفال، بينما بقيت شريهان مفقودة. فحتى الآن، تستمر فرق الإنقاذ في البحث عنها، وفي كل لحظة، تتجدد الآمال في العثور عليها.
الصغيرتان في انتظار أمهما
نجت الطفلتان من الحادث بفضل التضحية الكبرى التي قدمتها والدتهما لكنهما الآن تعيشان لحظات من الحزن العميق والارتباك تبحثان في كل الوجوه عن أمهما، اللتين لن ترافقهما بعد اليوم.
الجهود المستمرة للإنقاذ والتحقيقات
استمرت جهود فرق الإنقاذ النهري طوال الليل، وفي ساعات الفجر الأولى، ما زالت الفرق تستخدم معدات ثقيلة للبحث عن الضحايا.
إلى جانب فرق الإنقاذ، تواصل الشرطة التحقيقات وجمع الأدلة من شهود العيان، وتفحص كاميرات المراقبة في المنطقة لتحديد العدد الصحيح للمفقودين، ومن هم ضحايا الحادث.