في قفزة تاريخية لم تشهدها الأسواق منذ عقود واصل أرتفاع الفضة رحلة صعودها الصاروخية مسجلة مستويات قياسية جديدة حيث ارتفعت أوقية الفضة عالميًا إلى نحو 52.8 دولارًا مقارنة بسعر 30.40 دولارًا في بداية العام هذا الارتفاع الجنوني انعكس بقوة على السوق المحلي المصري ليخلق لأول مرة في تاريخ المعدن الأبيض ظاهرة “الأوفر برايس” الناتجة عن زيادة الطلب بشكل غير مسبوق في مقابل شح المعروض.
أرتفاع الفضة الأسعار تشتعل محليًا
شهدت السوق المصرية قفزات سعرية كبيرة حيث سجل جرام الفضة من عيار 800 حوالي 74 جنيهًا بينما وصل سعر جرام عيار 925 إلى 86 جنيهًا وبلغ سعر العيار الأنقى 999 نحو 93 جنيهًا.
هذه الأسعار الرسمية لم تعد تعكس الواقع بشكل كامل في ظل لجوء بعض الموزعين والتجار إلى إضافة سعر إضافي فوق السعر المعلن لضمان تحقيق هامش ربح والتحوط ضد الارتفاعات المستمرة.
ما هو “الأوفر برايس” ولماذا ظهر في سوق الفضة؟
أوضح الخبير في المعادن الثمينة كريم حمدان أن “الأوفر برايس” هو مبلغ إضافي يفرضه التجار فوق السعر الرسمي بسبب نقص المعروض وزيادة الطلب.
وأكد أن هذه الظاهرة لم تقتصر على السوق المصري بل امتدت لمعظم أسواق العالم نتيجة وجود عجز عالمي حقيقي في تلبية حجم الطلب المتنامي على الخام والذي لم يعد يقتصر على صناعة الحُلي والمشغولات فقط.
الطلب الصناعي يلتهم المعروض العالمي
يكمن السبب الجذري للأزمة في التحول الكبير الذي شهده الطلب على الفضة خلال السنوات الماضية فقد ارتفع الطلب الصناعي على المعدن الأبيض إلى مستويات قياسية مدفوعًا بزيادة الاعتماد عليه في صناعات حيوية ومستقبلية.
مثل ألواح الطاقة الشمسية والصناعات المتقدمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي هذا الطلب الصناعي خلق فجوة هائلة بين حجم المعروض وحجم المطلوب عالميًا.
عجز عالمي للعام الخامس على التوالي
بحسب بيانات معهد الفضة العالمي فقد تجاوز الطلب على الفضة حجم العرض للعام الرابع على التوالي مسجلًا عجزًا ضخمًا ومن المتوقع أن يستمر هذا العجز خلال عام 2025 للعام الخامس على التوالي مما ينذر باستمرار الضغط على الأسعار.
وتكمن إحدى الإشكاليات الكبرى في أن الفضة المستخدمة في الصناعة لا يتم إعادة تدويرها بنفس كفاءة المشغولات مما يزيد من حدة نقص الخام المتاح.
0 تعليق