تتوقّع أكبر شركات النحاس في العالم زيادة قوية بالإنتاج بفضل إستراتيجية توفير القيمة من الأصول المنتشرة بـ3 قارات مختلفة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وأشاد محللون ومستثمرون بإستراتيجية الشركة، وهي "فريبورت ماكموران" (Freeport-McMoRan)، للاعتماد على الأصول لزيادة الإنتاج واستغلال المخلفات عبر تقنية الترشيح.

ومن شأن هذا النهج أن يؤهّلها لتلبية الارتفاع المتوقع في الطلب على النحاس بما لا يقل عن 60% بحلول عام 2050، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

يأتي ذلك وسط توقعات بارتفاع أسعار النحاس بأكثر من 40% خلال العامين المقبلين، وتحذيرات من شح الإمدادات بحلول نهاية العقد الجاري.

وتتزايد أهمية النحاس في ضوء مساعي تحول الطاقة؛ إذ إن المعدن الأحمر موصل مثالي للكهرباء؛ ما يجعله أساسيًا في صناعات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية التي يُعوَّل عليها لخفض انبعاثات الكربون لحماية الأرض من تغير المناخ.

شركة فريبورت ماكموران

تُعد شركة فريبورت ماكموران أكبر شركات النحاس في العالم؛ إذ تضيف 9% من الإنتاج العالمي، وفق وكالة رويترز.

وعلى العكس من شركات التعدين العالمية الأخرى، ركّزت عملياتها على النحاس، ومؤخرًا اتجهت لتوسعة المناجم المملوكة لها، ودخلت في مفاوضات مع حكومتي إندونيسيا وتشيلي في هذا الشأن.

وكشفت الرئيسة التنفيذية للشركة كاثلين كويرك عن أحد ملامح الخطة الإنتاجية تحت قيادتها، وهي التركيز الشديد على توفير القيمة من الأصول الموجودة بالفعل.

وفي المناجم التابعة لها بالولايات المتحدة، تراهن الشركة على تقنية ترشيح النحاس من المخلفات ذات تركيزات المعدن القليلة والتي كانت تُرى سابقًا بوصفها غير ذات قيمة.

ويمكن ترشيح مخلفات النحاس عبر تحويل مركب النحاس في الصورة الصلبة إلى أيون النحاس في الصورة السائلة، ثم استخراج النحاس المعدني من محلول الترشيح.

وترى الشركة العالمية أن ترشيح النحاس "فرصة عظيمة"، وتقل تكلفته بمقدار الثُلث عن الطرق التقليدية للإنتاج بعد المعالجة والاستخراج من الصخور الصلبة؛ كونه لا يتطلب مصاهر للمعالجة.

وبحسب تقديرات الشركة، ستحتاج فريبورت إلى منجم جديد بتكلفة 10 مليارات دولار لإنتاج نفس إنتاج ترشيح النحاس.

كما من المتوقع أن تنتج طريقة الترشيح نحو نصف كل النحاس الذي أنتجته شركة أنغلو أميركان (Anglo American) في العام الماضي (2023).

وإجمالًا، تتوقع شركة فريبورت إنتاج 362 ألفًا و874 طنًا متريًا من النحاس سنويًا بحلول عام 2027 بوساطة تقنية ترشيح النحاس.

وعلاوة على ذلك، تنفذ الشركة 4 مشروعات توسعة مناجم تابعة لها، بما يضمن إضافة 453 ألفًا و592 طنًا متريًا سنويًا من النحاس.

وتفصيليًا، من المتوقع إضافة أكثر من 226 ألفًا و796 طنًا متريًا من مناجم الشركة في الولايات المتحدة، بحلول العام المقبل (2025).

أكبر شركات النحاس في العالم

رفضت الرئيسة التنفيذية لشركة فريبورت ماكموران كاثلين كويرك، خطط الاستحواذ التي جذبت شركات أخرى بالقطاع مثل "بي إتش بي" الأسترالية (BHP) و"ريو تينتو" (Rio Tinto) و"جلينكور" (Glencore).

وقالت إنها لا ترى فريبورت مضطرة للاندفاع ودفع مبالغ زائدة مقابل شراء مناجم وشركات أخرى، من أجل زيادة الإنتاج.

وفي تصريحات سابقة رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، قالت كاثلين كويرك إن ارتفاع تكاليف رأس المال يعوق تطوير مناجم جديدة.

وبالفعل، تواجه شركات عالمية تحديات بسبب معارضة السكان المحليين وأنصار حماية البيئة من بين أسباب أخرى.

ولذلك، هرعت شركات التعدين لإبرام صفقات الدمج والاستحواذ لزيادة إنتاج النحاس والتي تضاعفت قيمتها إلى 14.24 مليار دولار في 2022.

وشهد العام الجاري (2024) فشل استحواذ شركة بي إتش بي على شركة أنغلو أميركان (Anglo American) في عرض بقيمة 50.4 مليار دولار أميركي، والذي لو كان قد تمّ لتأسست أكبر شركات إنتاج النحاس في العالم.

علاقات إيجابية

ارتفع سهم شركة فريبورت بنسبة 30% خلال العام الماضي (2023)؛ إذ دعّم المستثمرون خطط توسعة المشروعات القائمة بدلًا من الاستحواذ على مناجم جديدة.

وأوصى 17 من بين 24 محللًا يتتبعون سهم أكبر شركات النحاس في العالم بشراء السهم وعدم البيع، وفق شركة "إل إس إي جي" (LSEG).

وفي هذا السياق، تسعى الشركة لتوسعة ثاني أكبر مناجم النحاس في العالم وهو غراسبرغ في إندونيسيا عبر تمديد رخصة التنقيب لما بعد عام 2041 من خلال مفاوضات جارية مع الرئيس الإندونيسي الجديد برابوو سوبيانتو.

بدروها، ثمّنت الرئيسة التنفيذية كاثلين كويرك، دور إندونيسيا في حافظة أعمال فريبورت، قائلة إن الشركة تعمل على تحسين حياة المواطنين وجلب المنافع للحكومة فضلًا عن تزويد حملة الأسهم بعوائد الاستثمار.

وأضافت: "أرغب في استمرار تلك العلاقة الإيجابية".

وفي تشيلي، تسعى الشركة أيضًا إلى توسعة منجم "إل أبرا" (El Abra)، وستتقدم بطلب في هذا الشأن خلال العام المقبل (2025).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..