إصدار جديد من دار الكتب والوثائق القومية يعيد إحياء إرث الطب الحديث - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُواصل دار الكتب والوثائق القومية جهودها في صون التراث العلمي المصري بإصدار طبعة جديدة من الكتاب النادر «كنوز الصحة ويواقيت المنحة»، أحد أبرز المؤلفات الطبية في القرن التاسع عشر، الذي جمع بين الطب الوقائي والعلاجي في أسلوب ميسر لعامة الناس، ضمن مشروع محمد علي باشا لبناء دولة حديثة تعتمد على العلم.

رؤية طبية سبقت عصرها

جاء هذا الإصدار في إطار اهتمام الدار بإحياء التراث العلمي والطبي المصري، وإبراز إسهامات مصر في تأسيس منظومة طبية متكاملة. ويُعد الكتاب محاولة مبكرة لترسيخ الوعي الصحي في مجتمع كان يعاني انتشار الأوبئة مثل الكوليرا والطاعون، والاعتماد على المشعوذين بدلًا من الأطباء.

مؤلف الكتاب ورحلة الترجمة

ألّف الكتاب الطبيب الفرنسي كلوت بك، الذي يعد من رواد النهضة الطبية في مصر ومؤسس مدرسة الطب في عهد محمد علي. وقد أملى نصه بالفرنسية ليخاطب عامة الناس بمفاهيم الطب الحديث، ثم تولى محمد التونسي ابن سليمان ترجمته إلى العربية بلغة واضحة خالية من التعقيد، لتقريب الفكرة العلمية من المجتمع المصري.

محتوى الكتاب وأبعاده الصحية

يتناول الكتاب موضوعات الصحة العامة والوقاية من الأمراض، ويفرد فصولًا عن النظافة والتغذية والبيئة الصحية، كما يقدم طرق علاج الأوبئة المنتشرة آنذاك مثل الطاعون والحمى واليرقان وأمراض الأطفال والنساء. ويعرض إرشادات حول النوم والرياضة وشرب المياه وتنظيم الطعام، إلى جانب نصائح للأمهات في مراحل الحمل والولادة ورعاية الطفل.

الطب والأمن القومي

يربط الكتاب بين الصحة العامة ونهضة الدولة، مؤكدًا أن بناء مجتمع سليم الأبدان هو أساس قوة الأمة وأمنها. وقد واكب صدور الكتاب جهود الدولة في تأسيس المدارس الطبية والمستشفيات والمارستانات ضمن خطة شاملة لتحديث النظام الصحي المصري.

إقبال واسع وإعادة إحياء

نال الكتاب رواجًا كبيرًا عند صدوره لأول مرة عام 1844 بمطبعة بولاق، ثم أعيد طبعه عام 1854 بالمطبعة الميمنية. وأكد الدكتور أحمد الشربيني السيد، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة ومحرر الطبعة الجديدة، أن إعادة نشره تمثل توثيقًا لتاريخ الطب في مصر الحديثة، ومرجعًا مهمًا للباحثين في مجالات الطب والأوبئة والتغذية.
ويعكس الكتاب تحول الوعي الصحي للمصريين من الخرافة إلى العلم، في خطوة سبقت زمنها ورسّخت جذور الطب الحديث في مصر.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق