
أحمد الشرع وبوتين
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، اليوم الأربعاء، التزام بلاده بجميع الاتفاقيات السابقة الموقعة مع موسكو، مشيرًا إلى أن سوريا وروسيا تربطهما علاقات تاريخية تمتد لعقود طويلة، فيما شدد بوتين على أن العلاقات بين البلدين "قائمة على الصداقة والمصالح المشتركة"، وليست مرتبطة بالوضع السياسي الداخلي في سوريا.
وقال بوتين، خلال الجلسة المفتوحة أمام وسائل الإعلام، إن العلاقات الروسية السورية "لم تكن يومًا مشروطة بالمصالح السياسية الضيقة"، مضيفًا: "لقد حافظنا على علاقاتنا الدبلوماسية لأكثر من 80 عامًا، منذ عام 1944، في أصعب الأوقات بالنسبة لروسيا والاتحاد السوفيتي، ونسعى اليوم إلى تطويرها بما يخدم مصالح الشعبين."
وأشار الرئيس الروسي إلى أن اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين ستستأنف أعمالها قريبًا، مؤكدًا استعداد موسكو لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، كما أثنى على نجاح الانتخابات البرلمانية السورية مؤخرًا، معتبرًا أنها "فرصة لتوحيد المجتمع السوري وإتاحة الحوار بين مختلف القوى السياسية".
من جانبه، أوضح الرئيس السوري أحمد الشرع أن دمشق تحترم الاتفاقيات السابقة مع روسيا، قائلاً: "نعيش في سوريا جديدة ونعمل على إعادة بناء علاقاتنا السياسية والاستراتيجية مع الدول الإقليمية والدولية، وعلى رأسها روسيا الاتحادية، لما يجمعنا من روابط تاريخية ومصالح مشتركة."
وأضاف أن روسيا تمثل شريكًا أساسيًا في دعم البنية التحتية السورية، مشيرًا إلى أن جزءًا من الغذاء والكهرباء في سوريا يعتمد على التعاون الروسي.
وهذه الزيارة هي الأولى للرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وهي تحمل طابعًا سياسيًا واستراتيجيًا يعكس رغبة دمشق في تعزيز التعاون مع موسكو خلال المرحلة الجديدة.
مصير القواعد الروسية في سوريا
وأشار الكرملين إلى أن اللقاء بين الزعيمين تطرق إلى مستقبل القاعدتين العسكريتين الروسيتين في حميميم وطرطوس، حيث يجري النقاش بشأن إعادة تنظيم الوجود العسكري الروسي في سوريا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو ودمشق تناقشان "إعادة هيكلة المنشآت العسكرية الروسية ضمن إطار التعاون الثنائي"، مشددة على أن هذه المباحثات "تُجرى خلف أبواب مغلقة" وبإشراف وزارتي الدفاع في البلدين.
وأكدت زاخاروفا أن جدول الأعمال بين الجانبين يشمل طيفًا واسعًا من قضايا التعاون الاقتصادي والعسكري، إلى جانب بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
خلفية تاريخية للعلاقات
تعود العلاقات العسكرية بين البلدين إلى عام 1971 حين أبرم الرئيس الراحل حافظ الأسد اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي لإنشاء منشآت بحرية في طرطوس، التي أصبحت لاحقًا نقطة دعم لوجستي للأسطول الروسي.
وفي عام 2015، تم توقيع اتفاقية جديدة سمحت بوجود مجموعة طائرات روسية في قاعدة حميميم الجوية، التي أصبحت مركز العمليات العسكرية الروسية في سوريا. وتم تجديد الاتفاق عام 2017 لمدة 49 عامًا قابلة للتمديد حتى عام 2066.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق