من احتجاجات الشباب إلى تشكيل مجلس عسكري انتقالي.. كل ما تريد معرفته عن الانقلاب في مدغشقر - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
محمد شوشة

شهدت مدغشقر، اليوم الثلاثاء، تطورًا دراميًا في المشهد السياسي، بعدما أعلن الجيش رسميًا الإطاحة بالرئيس أندريه راجولينا، عقب أسابيع من احتجاجات واسعة قادها الشباب في العاصمة أنتاناناريفو ومدن أخرى، احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

وقال العقيد مايكل راندريانيرينا القائد العسكري لمدغشقر، في كلمة متلفزة: «لقد استولينا على السلطة من الحكومة المدنية حفاظًا على أمن البلاد واستقرارها»، معلنًا حل مؤسسات الدولة كافة باستثناء مجلس النواب، وتعليق عمل المحكمة الدستورية العليا ومجلس الشيوخ والمفوضية الوطنية للانتخابات، إلى جانب تشكيل لجنة عسكرية انتقالية تتولى إدارة شؤون البلاد لمدة تصل إلى عامين، تمهيدًا لإجراء انتخابات رئاسية جديدة.

 الانقلاب في مدغشقر

أوضح راندريانيرينا أن الجيش تحرك استجابة لنداءات الشعب بعد أن فقدت الحكومة السيطرة على الشارع، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية لن تسمح بانزلاق البلاد إلى الفوضى أو الحرب الأهلية.

وجاءت هذه التطورات بعد تصاعد موجة الغضب الشعبي خلال الأسابيع الأخيرة، حيث خرجت آلاف المظاهرات التي نظّمها شباب ما يُعرف بـ«جيل زد» في العاصمة ومدن الجنوب، تنديدًا بتدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، وارتفاع الأسعار، وانتشار الفساد في مؤسسات الدولة.

وقد انضمت لاحقًا وحدات من الجيش والشرطة إلى صفوف المحتجين، خاصة وحدة «كابسات» النخبوية التي كانت قد لعبت دورًا محوريًا في صعود راجولينا إلى الحكم بانقلاب عام 2009.

وبينما كانت القوات العسكرية تنتشر في الشوارع لتأمين المنشآت الحيوية، أفادت تقارير إعلامية بأن الرئيس راجولينا، البالغ من العمر 51 عامًا، غادر البلاد فجر اليوم على متن طائرة عسكرية يعتقد أنها فرنسية، في خطوة أثارت تساؤلات حول الجهة التي ساعدته على الهروب، ورفض قصر الإليزيه في باريس تأكيد أو نفي هذه المعلومات.

وواجه راجولينا، الذي كان يُلقب بـ«رئيس الشباب» وصعد إلى الحكم قبل أكثر من عقد في انقلاب عسكري بدعم من فصائل في الجيش، في السنوات الأخيرة، موجة من الانتقادات بسبب فشل حكومته في تحسين معيشة المواطنين أو مكافحة الفساد المستشري. 

وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 75% من سكان مدغشقر يعيشون تحت خط الفقر، في واحدة من أكثر الدول هشاشة اقتصاديًا في إفريقيا.

وبينما عمت الاحتفالات شوارع العاصمة بمشاركة جنود ومواطنين، دعا قادة المجلس العسكري المواطنين إلى التهدئة، متعهدين بتشكيل حكومة انتقالية تضم شخصيات مدنية وكفاءات وطنية، وبالبدء في مشاورات سياسية شاملة خلال الأشهر المقبلة.

وقال العقيد راندريانيرينا: «نحن لا نسعى إلى الحكم الدائم، بل إلى إنقاذ الوطن من الانقسام والانهيار، وسنلتزم بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة عندما تستقر الأوضاع وتتهيأ الظروف».

رئيس مدغشقر أندريه راجولينا
مدغشقر
مدغشقر
مدغشقر
مدغشقر

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق