شهدت البورصة المصرية تباينًا في أدائها لدى إغلاق تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث غلب الاتجاه العرضي على المؤشرات الرئيسية، في ظل ضغوط بيعية من المؤسسات وصناديق الاستثمار العربية والأجنبية، إلى جانب المستثمرين الأفراد من المصريين والأجانب، قابلها نشاط شرائي من جانب المؤسسات المحلية التي دعمت تماسك السوق نسبيًا في نهاية الجلسة.
وأغلق مؤشر السوق الرئيسي "إيجي إكس 30" على تراجع طفيف بنسبة بلغت نحو 0.12%، ليغلق عند مستوى 27,340 نقطة، متأثرًا بمبيعات ملحوظة على أسهم البنوك والشركات القيادية، في حين ارتفع مؤشر "إيجي إكس 70 متساوي الأوزان" بنسبة 0.25%، مدعومًا بمكاسب حققتها بعض أسهم المضاربات والشركات الصغيرة والمتوسطة. كما استقر مؤشر "إيجي إكس 100 متساوي الأوزان" دون تغيير يُذكر عند مستوى 9,830 نقطة تقريبًا.
تعاملات المستثمرين
وأشارت بيانات البورصة إلى أن قيمة التداول الإجمالية بلغت نحو 2.4 مليار جنيه، وسط تعاملات شملت أكثر من 400 شركة، حيث مالت تعاملات المؤسسات الأجنبية والعربية إلى البيع، مقابل اتجاه شرائي للمؤسسات المحلية التي سعت إلى اقتناص مراكز جديدة في عدد من الأسهم التشغيلية.
وقال محللون ماليون إن السوق ما زال يتحرك في نطاق عرضي ضيق منذ مطلع الأسبوع، في ظل غياب محفزات قوية تدفع المؤشرات نحو الصعود، لاسيما مع استمرار الترقب لقرارات البنك المركزي المصري بشأن أسعار الفائدة، فضلًا عن متابعة المستثمرين لتطورات الأسواق العالمية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية الأخيرة وتراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين الأجانب.
قطاعات السوق
قاد قطاع البنوك التراجعات خلال جلسة اليوم، متأثرًا بعمليات جني أرباح على الأسهم القيادية بعد موجة صعود قوية الأسبوع الماضي. كما شهد قطاع العقارات تراجعًا محدودًا نتيجة غياب السيولة الكافية، بينما ارتفعت أسهم الأسمدة والبتروكيماويات بدعم من تحسن أسعار المنتجات عالميًا.
أما أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة فقد واصلت أداؤها الإيجابي بدعم من مشتريات انتقائية من قبل المستثمرين الأفراد المحليين، الذين استغلوا انخفاض الأسعار للدخول في مراكز جديدة.
توقعات الجلسات المقبلة
ويرى الخبراء أن البورصة المصرية قد تشهد تحسنًا تدريجيًا خلال النصف الثاني من الشهر الجاري، مع اقتراب إعلان نتائج أعمال الشركات عن الربع الثالث من 2025، والتي يُتوقع أن تعكس نموًا في أرباح عدد من الشركات العاملة في قطاعات الصناعة والطاقة والعقارات.
وأشاروا إلى أن السوق لا يزال يتمتع بجاذبية نسبية على المدى المتوسط، خاصة في ظل انخفاض تقييمات الأسهم مقارنة بمستوياتها التاريخية، مؤكدين أن أي استقرار في سعر الصرف أو تحسن في مستويات السيولة الأجنبية قد يدعم موجة صعود جديدة.
كما دعا الخبراء المستثمرين إلى التركيز على الأسهم ذات الأساسيات القوية والابتعاد عن المضاربات العشوائية، في انتظار ظهور اتجاه واضح لحركة المؤشر الرئيسي خلال الجلسات المقبلة.
0 تعليق