أعلنت شركة «فولفو» السويدية لصناعة السيارات رسميًا عن إيقاف إنتاج طرازها الشهير V90 ونسخته الأعلى تجهيزًا V90 كروس كانتري، وذلك في إطار خطتها الاستراتيجية لإعادة هيكلة مجموعة سياراتها والتركيز على الطرازات التي تحقق مبيعات أكبر، في مقدمتها سيارات الدفع الرباعي SUV والطرازات الكهربائية بالكامل.

ويأتي هذا القرار بعد نحو تسع سنوات من إطلاق V90 في عام 2016، حيث أنتجت الشركة ما يقرب من 250 ألف وحدة من السيارة، التي كانت تعد واحدة من أكثر سيارات فولفو تميزًا في فئة السيارات العائلية الواسعة. ورغم حصول السيارة على تحديث طفيف عام 2020، فإن تراجع الطلب العالمي على سيارات الـ«ستيشن واغن» لصالح سيارات الـSUV، دفع الشركة إلى اتخاذ القرار النهائي بوقف الإنتاج.

وأكدت فولفو في بيان رسمي أن آخر نسخة من طراز V90 قد انضمت إلى مجموعة فولفو التراثية (Volvo Heritage Collection)، حيث سيتم عرضها في متحف World of Volvo بمدينة غوتنبرغ السويدية، بجانب مجموعة من سيارات فولفو الكلاسيكية التي صنعت تاريخ العلامة التجارية مثل 145 و960 وأمازون P220.

وتُعد V90 واحدة من أكثر السيارات التي أحبها عشاق فولفو على مدار العقد الماضي، لما جمعته من تصميم أنيق، ومساحة داخلية رحبة، ومستوى فائق من الأمان والتقنيات المتقدمة. كما قدمت الشركة خيارات متعددة من المحركات، شملت محرك ديزل تيربو سعة 2.0 لتر بقوة 148 حصانًا، ومحرك بنزين تيربو وسوبرتشارج بقوة 316 حصانًا، إضافة إلى نظام هجين متطور بلغت قوته الإجمالية نحو 455 حصانًا، وهو ما جعلها من أبرز السيارات في فئتها أداءً وكفاءة.

ويُذكر أن فولفو كانت قد أوقفت بيع طرازات V90 وS90 وS60 وV60 في السوق البريطانية عام 2023، ضمن خطتها للتحول الكامل نحو السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV) والطرازات الكهربائية، لكنها عادت لاحقًا لإعادة فتح باب الطلب على V60 وV90 بعد ارتفاع مفاجئ في حجم الطلب عليهما في بعض الأسواق الأوروبية.

إلا أن الشركة السويدية تؤكد اليوم أن القرار النهائي بإيقاف الإنتاج جاء نتيجة لتوجهات السوق العالمية، حيث تمثل سيارات الـSUV أكثر من 70% من مبيعات فولفو الحالية، مقابل تراجع كبير في الطلب على سيارات الستيشن التي كانت تاريخيًا من أبرز نقاط تميز الشركة.

وتشير التوقعات إلى أن V60، الشقيقة الأصغر لـV90، ستستمر في الإنتاج لفترة محدودة فقط حتى طراز عام 2026، قبل أن يتم إيقافها هي الأخرى، لتختتم فولفو بذلك فصلًا طويلًا من تاريخها الممتد لأكثر من نصف قرن في إنتاج سيارات الستيشن العائلية، التي اشتهرت بها منذ ستينيات القرن الماضي.

ويأتي هذا التحول في إطار رؤية فولفو المستقبلية للتحول الكامل إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2030، إذ تسعى الشركة إلى التركيز على طرازاتها الكهربائية الحديثة مثل EX30 وEX90، التي تمثل الجيل الجديد من سياراتها المجهزة بأحدث تقنيات القيادة الذاتية والسلامة الذكية.

وبينما يُعد القرار نهاية مؤثرة لأحد أكثر طرازات فولفو شهرة، يرى محللون في قطاع السيارات أن الشركة تتجه بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر استدامة وربحية، يتماشى مع التوجهات العالمية نحو النقل الكهربائي والطاقة النظيفة، مع الحفاظ على هوية فولفو كرمز للجودة والأمان والابتكار.