تشهد شركة «إيرباص» الأوروبية لصناعة الطائرات نمواً متزايداً في أدائها التشغيلي والإنتاجي خلال عام 2025، مدفوعة بتحسن مستويات الثقة بين مورديها واستقرار سلاسل الإمداد العالمية، وهو ما يدعم هدفها الطموح بتسليم نحو 820 طائرة تجارية خلال العام الحالي، بزيادة تبلغ 7% عن العام السابق، وفقاً لتقرير نشرته منصة بيزنس ستاندرد الاقتصادية.
وذكرت الشركة أن الأشهر الماضية شهدت تطوراً ملحوظاً في كفاءة العمليات الإنتاجية بمصانعها المنتشرة في فرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة، حيث أسهمت التحسينات التقنية في خطوط التجميع وعمليات مراقبة الجودة في تسريع وتيرة الإنتاج وتقليل فترات التسليم. كما أكدت أن جميع موردي المكونات الحيوية للطائرات باتوا في وضع قوي يمكنهم من تلبية متطلبات التصنيع وفق الجدول الزمني المحدد.
وأشار مسؤولو "إيرباص" إلى أن التحسن في أداء الشركة جاء نتيجة جهود متواصلة لإعادة هيكلة سلاسل الإمداد بعد التحديات التي واجهها القطاع خلال جائحة كورونا، وما تبعها من اضطرابات في الشحن والنقل وتوريد المواد الخام. ومع استقرار الأسواق العالمية وتراجع أسعار الطاقة والنقل، تمكنت الشركة من استعادة قدرتها على تنفيذ خطط التوسع الاستراتيجي دون تأخير يُذكر.
وفي الوقت ذاته، شهدت الطائرات الحديثة من طراز A321neo وA350 إقبالاً كبيراً من شركات الطيران العالمية، خاصة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، نتيجة لكفاءتها العالية في استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية، ما يجعلها خياراً مفضلاً لدى الشركات الساعية إلى تحقيق أهداف الحياد المناخي. وأوضحت الشركة أن أكثر من 60% من طلبات الشراء الجديدة خلال النصف الأول من عام 2025 كانت لهذه الطرازات.
وأضاف التقرير أن «إيرباص» تواصل العمل على تعزيز التعاون مع مورديها لضمان جودة المكونات واستقرار عمليات الصيانة والدعم الفني، مشددة على أن التحول الرقمي في نظم الإنتاج ساهم في تحسين الرقابة على الجودة وخفض نسب الهدر، إلى جانب الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوقع احتياجات الصيانة والإنتاج بدقة أكبر.
كما لفتت الشركة إلى أن الأداء المالي خلال النصف الأول من العام الجاري عكس تعافيها من آثار التباطؤ السابق في الصناعة، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما تحسنت هوامش الربح التشغيلي بفضل انخفاض تكاليف الإنتاج وتحسن كفاءة التشغيل.
وأكدت إدارة «إيرباص» أن الشركة ماضية في تنفيذ خطتها الاستراتيجية حتى عام 2030، والتي تستهدف تعزيز مكانتها كأكبر مصنع للطائرات التجارية في العالم، مع التركيز على تطوير طائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وأقل في الانبعاثات الكربونية. كما تعمل على تسريع أبحاثها الخاصة بإنتاج الطائرات الهيدروجينية بحلول عام 2035، بما يتماشى مع الجهود الأوروبية للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.
ويرى محللون أن قدرة «إيرباص» على تحقيق هدف تسليم 820 طائرة هذا العام تمثل مؤشراً قوياً على تعافي قطاع الطيران التجاري العالمي، خاصة في ظل الطلب المتزايد من شركات الطيران على تحديث أساطيلها لمواكبة الزيادة في حركة السفر الدولي. ويُتوقع أن يؤدي استمرار هذا الزخم إلى تعزيز ربحية الشركة ودعم الاقتصاد الأوروبي ككل، عبر زيادة صادرات الصناعات عالية التقنية وخلق فرص عمل جديدة في قطاع الطيران.
0 تعليق