من رسالة تحذير إلى ظاهرة ... - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة تُعد من أنجح حملات التوعية المصرفية في المنطقة، أطلق البنك الأهلي المصري إعلانًا جديدًا يحمل رسالة توعوية تحذر الشباب والعملاء من أساليب الاحتيال المالي التي تستهدفهم عبر الرسائل والمكالمات المزيفة.

الإعلان الذي تصدّره الفنان عصام عمر، تجاوز حاجز 100 مليون مشاهدة على صفحة البنك الرسمية ومنصاته الرقمية خلال أيام قليلة، محققًا تفاعلًا غير مسبوق لحملة مصرفية عربية.

حملة "توعوية بذكاء جماهيري"

نجاح الإعلان لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة تزاوج بين الرسالة الهادفة والأسلوب الشعبي الجاذب، فبدلًا من الخطاب التقليدي التحذيري الجاف، اختار البنك الأهلي لغة قريبة من الشارع المصري، تمزج بين الكوميديا والدراما الاجتماعية لتصل إلى أوسع شريحة من الجمهور.

الفنان عصام عمر، المعروف بدوره في مسلسل "ريفو"، مثّل الشباب المصري الواقعي ببساطة وتلقائية، مما منح الإعلان مصداقية مضاعفة واستخدم الإعلان مشاهد حياتية مألوفة — مكالمة هاتفية من "مندوب خدمة العملاء".

من إعلان تسويقي إلى ظاهرة رقمية

تحوّل الإعلان خلال أيام إلى ظاهرة رقمية، إذ تصدر التريند على فيسبوك وإنستجرام وX، مع مئات آلاف المشاركات والتعليقات التي أثنت على ذكاء الفكرة وبساطة التنفيذ.

وما لفت الأنظار هو أن الحملة تجاوزت جمهور البنك المعتاد، لتصل إلى غير المتعاملين مع البنوك، في خطوة تعكس اتساع تأثير الرسالة وتغلغلها في الوعي العام.

نجاح الحملة يمكن قياسه عبر 3 مؤشرات أساسية:

الانتشار الفيروسي: تجاوز 100 مليون مشاهدة في أقل من شهر، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الحملات المصرفية المصرية.

نسبة التفاعل الإيجابي: تجاوزت التعليقات الإيجابية 90% من إجمالي التفاعل، ما يعني أن الجمهور استوعب الرسالة بدلًا من اعتبارها "إعلانًا تجاريًا".

تحوّل الرسالة إلى سلوك: آلاف المستخدمين أعادوا نشر الفيديو مع تعليقات مثل "اتعلمنا من عصام عمر.. محدش هينضحك علينا بعد كده!"، وهو دليل على تحقق الهدف التوعوي الحقيقي.

تسويق قائم على "الوعي السلوكي"

اعتمد البنك الأهلي في هذه الحملة على ما يعرف في علم التسويق السلوكي بـ "التأثير غير المباشر" — أي تمرير المعلومة عبر قصة إنسانية أو موقف درامي بدلاً من التلقين المباشر.

فبدل أن يقول البنك للمشاهد "احذر الاحتيال"، جعله يعيش لحظة الخداع ثم الوعي بها، فيتكوّن لديه انطباع عاطفي أقوى، كما أن اختيار عصام عمر لم يكن اعتباطيًا، إذ يمثل نموذجًا للشباب الذكي، مما جعل الجمهور يتماهى معه نفسيا.

البنك الأهلي.. ريادة في "المسؤولية المصرفية"

تؤكد هذه الحملة أن البنك الأهلي المصري لا يكتفي بدوره التقليدي كمؤسسة مالية، بل يمارس دورًا مجتمعيًا رائدًا في تعزيز الثقافة المصرفية وحماية العملاء.

ففي ظل تزايد جرائم الاحتيال الإلكتروني، خصوصًا عبر تطبيقات تحويل الأموال والروابط المزيفة، أصبحت التوعية الأمنية واجبًا وطنيًا.

وبينما اختارت بعض المؤسسات معالجة القضية بلغة تقنية معقدة، نجح البنك الأهلي في تبسيط المفاهيم بلغة الناس، فحوّل التحذير إلى قصة مشوقة.

دروس تسويقية من الحملة

من منظور استراتيجي، يمثل هذا الإعلان نموذجًا يُدرّس في التسويق المصرفي، ويمكن استخلاص منه عدة دروس مهمة:

الإنسان أولًا: الرسائل التي تخاطب المشاعر تتغلّب على البيانات والإحصاءات.

البساطة قوة: كلما كانت الفكرة أقرب إلى الواقع، كلما انتشرت أسرع.

الاستثمار في المصداقية: اختيار وجوه محبوبة وغير نمطية مثل عصام عمر يعزز الثقة.

توحيد الرسائل: البنك دعم الإعلان بحملات على منصات أخرى وملصقات داخل الفروع، ما عزز الاتساق والوضوح.

تأثير يمتد إلى الصناعة المصرفية العربية

بعد هذا النجاح الكاسح، بدأت مؤسسات مصرفية عربية أخرى تدرس تجربة البنك الأهلي المصري كمثال على التحول من الإعلان إلى الوعي المجتمعي، إذ أثبتت التجربة أن الرسائل البنكية ليست مضطرة أن تكون جامدة أو تقنية، بل يمكنها أن تثقف وتُمتع في الوقت نفسه، خاصة إذا استخدمت أدوات الفن والإبداع الشعبي.

إعلان فني.. برسالة وطنية

إعلان البنك الأهلي المصري ببطولة عصام عمر لم يكن مجرد حملة دعائية، بل مبادرة توعوية وطنية تتجاوز حدود البنك لتصل إلى كل مواطن يستخدم هاتفًا أو تطبيقًا ماليًا.

ففي زمن تتطور فيه أساليب الاحتيال بوتيرة مذهلة، جاء الإعلان ليقول بلغة بسيطة: "الوعي هو الحماية الأولى.. وخليك صاحي دايمًا."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق