ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مدعومة بمؤشرات أولية على انفراجة في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما عزز معنويات المستثمرين وخفف المخاوف بشأن تراجع الطلب العالمي على الوقود.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن الرئيس دونالد ترامب لا يزال ملتزماً بعقد لقاء مع نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية أواخر أكتوبر الجاري، في إطار مساعي الجانبين لخفض حدة التوترات المرتبطة بالرسوم الجمركية وقيود التصدير، مشيراً إلى أن اتصالات مكثفة جرت بين الطرفين خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع توقع عقد المزيد من الاجتماعات قريباً.
وارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 18 سنتاً أو 0.28% لتسجل 63.50 دولاراً للبرميل بحلول منتصف الليل بتوقيت غرينتش، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 16 سنتاً أو 0.27% ليبلغ 59.65 دولاراً للبرميل. وكانت الأسعار قد أنهت جلسة الاثنين على ارتفاع بنسبة 0.9% لبرنت و1% لغرب تكساس.
ويرى محللون أن آفاق تحسن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عادةً ما تدعم أسعار النفط، إذ يراهن المستثمرون على نمو عالمي أقوى وزيادة في الطلب على الوقود. غير أن التطورات الأخيرة، من بينها توسيع الصين قيود تصدير المعادن النادرة وتهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% وقيود على تصدير البرمجيات بدءاً من الأول من نوفمبر، ما زالت تضغط على الأسواق وتثير حالة من الحذر.
وكان الرئيس الأمريكي قد أبدى شكوكاً في وقت سابق بشأن عقد اللقاء مع شي خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المقررة في كوريا الجنوبية بين 30 أكتوبر و1 نوفمبر، قائلاً عبر منصة "تروث سوشال": «الآن لا يبدو أن هناك سبباً للقيام بذلك».
ورغم هذه التباينات، يرى محللون أن نبرة التهدئة الأخيرة بين واشنطن وبكين ساهمت في وقف موجة البيع بالأسواق، في حين تظل العوامل الجيوسياسية محل متابعة دقيقة.
وقال المحلل في بنك "إيه إن زد" دانييل هاينز إن «صناعة النفط لا تزال تتعامل مع قضايا جيوسياسية معقدة»، مشيراً إلى أن الصين أعلنت فرض رسوم على السفن المملوكة للولايات المتحدة الوافدة إلى سواحلها، بما في ذلك ناقلات النفط، وهو ما أدى إلى إلغاء عدد من الرحلات في اللحظات الأخيرة وارتفاع تكاليف الشحن.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس ترامب يوم الاثنين نهاية الحرب في غزة التي استمرت عامين وأثرت في استقرار منطقة الشرق الأوسط الأوسع.
من جهتها، أوضحت منظمة أوبك وحلفاؤها (أوبك+) في تقريرها الشهري الصادر الاثنين أن عجز إمدادات سوق النفط سيتقلص في عام 2026 مع تقدم التحالف في تنفيذ خطط زيادة الإنتاج.
0 تعليق