الدولار أم الذهب أجمع خبراء اقتصاديون ومصرفيون على أن حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهدين السياسي والاقتصادي عالمياً قد عززت بشكل غير مسبوق من مكانة الذهب وأكدوا أن المعدن النفيس أصبح يمثل الملاذ الآمن الوحيد للمستثمرين والحكومات على حد سواء وسط عالم مضطرب يشهد تراجعاً في قيمة الدولار الأمريكي وتفاقماً لأزمة الدين في الولايات المتحدة وقد سجل الذهب العالمي بالفعل أعلى مستوى في تاريخه عند 4044 دولاراً للأوقية قبل أن يقلص مكاسبه قليلاً بينما اقترب سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر من حاجز 5400 جنيه.

الذهب يتربع على القمة بلا سقف

يرى لطفي منيب نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات أن الذهب قد قال كلمته بالفعل وتربع على قمة هرم الأصول الاستثمارية، وأوضح أن المعدن الأصفر تجاوز جميع مستويات المقاومة التاريخية وأصبح يتداول الآن في نطاق مفتوح بلا سقف واضح للأسعار.

وأشار منيب إلى مفارقة مثيرة وهي أن الولايات المتحدة التي تمتلك أكبر احتياطي من الذهب في العالم قد تستفيد من ضعف عملتها أكثر مما تتضرر، حيث لا يزال احتياطيها مقيماً في الميزانية على أساس 42 دولاراً للأوقية منذ عام 1973 وأي إعادة تقييم رسمية له ستؤدي إلى تقليص ضخم في الدين العام الأمريكي.

الدولار يفقد جاذبيته الاستثمارية

من جانبها أكدت الخبيرة المصرفية سهر الدماطي أن الدولار الأمريكي لم يعد يحتفظ باستقراره السابق وفقد جزءاً كبيراً من جاذبيته كأداة استثمارية آمنة.

وأوضحت أن الاقتصاد الأمريكي يعاني من أزمة هيكلية عميقة حيث يتجاوز الدين العام 37 تريليون دولار مقابل ناتج قومي يبلغ نحو 35 تريليون دولار.

ونصحت الدماطي المستثمرين بأن الذهب يظل الخيار الأفضل خلال الفترة المقبلة يليه الفرنك السويسري كأكثر العملات استقراراً مع ضرورة تنويع المحفظة المالية لتشمل أصولاً أخرى مثل أدوات العائد الثابت والعقارات المؤجرة.

الدولار أم الذهب تلاقي الأزمات يصب في صالح الذهب

بدوره قال محمود نجلة المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت إن الفترة الحالية تشهد تداخلاً نادراً بين الأزمات السياسية والاقتصادية على المستوى العالمي وهو ما يجعل الذهب المستفيد الأكبر.

وأوضح أن تدخل الإدارة الأمريكية في السياسة النقدية وضغطها على الفيدرالي يمثل خطراً أكبر من الإغلاق الحكومي لأنه يضعف ثقة الأسواق في العملة الأمريكية ويدفع المستثمرين نحو أصول أكثر أماناً.

وأكد نجلة أن تحسن المؤشرات الاقتصادية في مصر يعزز من أفضلية الاستثمار في الذهب على حساب الدولار في السوق المحلية مما يجعله الخيار الأذكى للمستثمر المصري.