في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة في مصر، يبحث المستثمرون عن أدوات مالية آمنة ومربحة لحماية مدخراتهم من التضخم وتقلبات السوق، ومع معدلات فائدة مرتفعة بلغت 27.25% للإيداع في أبريل 2025، قبل أن تتراجع ترديجيًا في أكثر من خفض من قبل البنك المركزي المصري، تبرز أذون الخزانة وشهادات الإدخار كخيارين رئيسيين.
ولكن تتفوق أذون الخزانة في 2025 بفضل عوائدها المجزية، مرونتها العالية، وأمانها الحكومي.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض لماذا تُعد أذون الخزانة الخيار الأمثل مقارنة بشهادات الإدخار، لتقديم دليل استثماري للمواطنين.
ما هي أذون الخزانة وكيف تعمل؟
وأذون الخزانة هي أدوات دين حكومية قصيرة الأجل تصدرها وزارة المالية المصرية عبر البنك المركزي لتمويل عجز الموازنة، وفي أكتوبر 2025، طرحت الوزارة أذونًا بقيمة 78 مليار جنيه لآجال 91 يومًا (3 أشهر) و273 يومًا (9 أشهر)، بعوائد متوسطة 26.51% و25.9% على التوالي.
ويصرف العائد مقدمًا خلال 24 ساعة، مما يوفر سيولة فورية، والحد الأدنى للشراء 25 ألف جنيه، ويمكن الحصول عليها عبر بنوك مثل الأهلي ومصر.
ووفقًا لتقرير وزارة المالية بتاريخ 5 أكتوبر 2025، ارتفعت مبيعات الأذون بنسبة 48% عن المطلوب، رغم انخفاض طفيف في العوائد بنسبة 1.8% إلى 26.9% لآجل 91 يومًا.
وتضمن الحكومة المصرية هذه الأذون بالكامل، مما يجعلها خالية من مخاطر التخلف عن السداد.
شهادات الإدخار وطريقة عملها
وشهادات الإدخار هي منتجات بنكية تقدمها مؤسسات مثل البنك الأهلي وبنك مصر، توفر عوائد ثابتة أو متغيرة لمدة 1 إلى 3 سنوات، وفي أكتوبر 2025، تراوحت عوائدها بين 21.75% و27.5% سنويًا، مع صرف شهري أو سنوي.
وعلى سبيل المثال، تقدم "الشهادة البلاتينية" من البنك الأهلي عائدًا ثابتًا 23.5% لمدة سنة، بينما تصل شهادات بنك مصر الثلاثية المتناقصة تصل إلى 25% وتتناقص تدريجيًا.
والحد الأدنى 1,000 جنيه، مما يجعلها ملائمة للأفراد ذوي رؤوس الأموال الصغيرة، ولكن خفض البنك المركزي للفائدة بنسبة 200 نقطة أساس في سبتمبر 2025 أدى إلى انخفاض عوائد بعض الشهادات إلى 19% متغيرًا.
وتتمتع الشهادات بإعفاء ضريبي كامل، لكن السحب المبكر قبل 6 أشهر يترتب عليه غرامات.

لماذا تتفوق أذون الخزانة على شهادات الإدخار في 2025؟
وتتميز أذون الخزانة بعدة مزايا تجعلها الخيار الأفضل في 2025، بناءً على البيانات الحديثة:
- عوائد مرتفعة ومقدمة: تقدم أذون الخزانة عائدًا يصل إلى 26.51% يصرف مقدمًا، مقارنة بـ21.75% إلى 27.5% للشهادات، والتي غالبًا تصرف شهريًا أو سنويًا.
- مرونة عالية وسيولة: آجال الأذون (3-12 شهرًا) أقصر بكثير من الشهادات (1-3 سنوات)، مع إمكانية التسييل في السوق الثانوي دون غرامات، أما الشهادات تفرض التزامًا طويلًا وغرامات على السحب المبكر.
- أمان حكومي مباشر: كلا الخيارين آمن، لكن ضمان الحكومة المباشر للأذون يقلل من أي مخاطر مرتبطة بالبنوك، وفي أكتوبر 2025، جذبت الأذون 134 مليار جنيه بعروض 1,532 مستثمرًا، مما يعكس ثقة السوق.
- استجابة لتقلبات السوق: صعود عوائد الأذون إلى 30% مؤقتًا في مارس 2025 يظهر استجابتها السريعة لتغيرات السوق، بينما الشهادات الثابتة قد تتأثر بخفض الفائدة.
وفقًا للخبراء فإن أذون الخزانة مثالية لمن يسعون للعائد السريع والمرونة، بينما الشهادات تناسب من يفضلون الاستقرار طويل الأجل.
كيفية اختيار الاستثمار الأنسب في 2025؟
ولتحديد الأداة المثالية، يجب مراعاة أهدافك المالية. إذا كنت تبحث عن سيولة سريعة وعائد فوري، فأذون الخزانة هي الأفضل، خاصة مع آجالها القصيرة، أما إذا كنت تفضل ادخارًا طويل الأجل بمدخل منخفض، فقد تكون الشهادات أنسب.
وعلى سبيل المثال، استثمار 100 ألف جنيه في أذون لمدة 91 يومًا بعائد 26.51% يدر حوالي 6,627 جنيهًا مقدمًا، بينما نفس المبلغ في شهادة بعائد 23.5% يدر 1,958 جنيهًا شهريًا، واختر بناءً على حاجتك للسيولة ومدى تحملك للالتزام.ن
وتعد أذون الخزانة الخيار الأفضل للمستثمرين الباحثين عن عوائد مرتفعة، مرونة، وأمان حكومي، خاصة مع استقرار التضخم وارتفاع الإقبال بنسبة 48% على الأذون، بينما تظل الشهادات خيارًا جيدًا للمدخرين طويلي الأجل.
0 تعليق