ذكرت مصادر استخباراتية أن إسرائيل قررت تأجيل ضربتها الانتقامية ضد إيران بعد تسريب خططها العسكرية، الأمر الذي دفع تل أبيب إلى تعديل استراتيجياتها الهجومية وتطوير خطة بديلة. وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، فإن التسريبات أثارت قلقًا كبيرًا في إسرائيل خوفًا من أن تمنح إيران ميزة التنبؤ بخطوات الهجوم القادمة.

تسريب خطط الهجوم الإسرائيلي وضرورة التغيير الاستراتيجي

أفادت صحيفة "التايمز" بأن إسرائيل اضطرت إلى إعادة النظر في خطتها الهجومية ضد إيران بعد تسريب معلومات سرية عبر منصات استخباراتية أمريكية. وتشير التسريبات إلى أن إسرائيل كانت تستعد للرد على وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية – يُقدر عددها بنحو 200 صاروخ – والتي أطلقتها طهران ردًا على استهداف إسرائيل لوكلاء إيران في المنطقة خلال الأسابيع الماضية.

ونقلت "التايمز" عن مصدر استخباراتي أن الخطة البديلة تتطلب إجراء مناورات عسكرية مكثفة قبل إصدار أي أوامر هجومية، مشيرًا إلى أن الضربة تأجلت بسبب الحاجة إلى تعديل بعض الاستراتيجيات العسكرية التي قد تكون تعرضت للكشف في التسريبات.

تحقيق أمريكي في تسريب معلومات استخباراتية حساسة

ذكرت شبكة CNN أن الولايات المتحدة فتحت تحقيقًا في تسريب معلومات استخباراتية شديدة السرية تتعلق بخطط إسرائيل للرد على الهجمات الإيرانية. وأفاد مسؤول أمريكي بأن التسريب يشكل مصدر قلق كبير لواشنطن، لا سيما وأنه يتضمن معلومات معدة للاطلاع فقط من قبل أعضاء تحالف "العيون الخمس" الاستخباراتي، الذي يشمل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، كندا، أستراليا، ونيوزيلندا.
 

وأكد أحد مصادر CNN صحة الوثائق المسربة، مشيرًا إلى أن الوثائق تحمل علامة "سري للغاية" وتحتوي على تفاصيل تتعلق بنقل الذخائر الإسرائيلية والتدريبات الجوية التي شملت اختبارات لصواريخ جو-أرض، يُعتقد أنها جزء من الاستعدادات للهجوم على إيران.

مراقبة استخباراتية دقيقة للتحضيرات الإسرائيلية

بحسب الوثائق المسربة، فإن الوكالات الاستخباراتية الأمريكية، بما في ذلك "الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية" (NGA)، كانت تراقب عن كثب استعدادات إسرائيل للهجوم. وتشير الوثائق إلى أن عمليات المراقبة تضمنت رصد تحركات سلاح الجو الإسرائيلي باستخدام الأقمار الصناعية، ما يكشف عن درجة عالية من التنسيق الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ورغم أن البنتاغون ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية رفضا التعليق على محتوى هذه الوثائق، إلا أنهما لم ينكرا صحتها، مما يعزز الشكوك حول مدى دقة التسريبات وتأثيرها على الخطة العسكرية الإسرائيلية.

إسرائيل تتحرك لتطوير خطة بديلة للهجوم على إيران

تشير التقارير إلى أن إسرائيل قلقة من أن التسريبات الأخيرة قد تمنح إيران ميزة استراتيجية، مما اضطر القيادة العسكرية إلى تطوير خطة بديلة تتطلب وقتًا إضافيًا لتنفيذ مناورات عسكرية واختبارات جديدة قبل اتخاذ أي إجراء هجومي. وقالت مصادر أمنية إن القيادة الإسرائيلية تأخذ هذه التسريبات على محمل الجد، إذ قد تؤدي إلى تغيير نمط الهجمات الإسرائيلية لتجنب التوقعات الإيرانية.