قال الدكتور محمد عصمت، رئيس نادي صيادلة مصر، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب، إنه منذ اللحظة الأولى للأزمة الإنسانية في غزة، كان النداء الأخلاقي والمهني واحدًا، وواجبنا لا يقف عند حدود الوطن، بل يمتد حيثما يوجد إنسان بحاجة إلى الدواء.
أضاف الدكتور محمد عصمت، أنه من هذا المنطلق، يؤكد نادي صيادلة مصر أن الصيدلي المصري ليس مجرد مقدم دواء داخل صيدليته، بل هو رسول مهنة وإنسانية يمكنه أن يكون شريكًا حقيقيًا في إعادة بناء منظومة الرعاية الصحية الفلسطينية، وداعمًا لزملائه الصيادلة في غزة الذين يعملون في ظروف بالغة الصعوبة.
أوضح الدكتور محمد عصمت، أن الصيدلي المصري يمتلك خبرة كبيرة اكتسبها من نظام صحي واسع ومنظومة دوائية متقدمة نسبيًا في المنطقة، هذه الخبرة يمكن نقلها إلى الجانب الفلسطيني من خلال برامج تبادل معرفي وتدريب مشترك بين الصيادلة المصريين والفلسطينيين عبر المنصات الإلكترونية أو الزيارات المتبادلة بإشراف نادي صيادلة مصر، وتأسيس مبادرة “الصيدلي لأخيه الصيدلي” لتوفير دعم فني واستشاري في مجالات إدارة الصيدليات، وتخزين الدواء، والتعامل مع الأزمات الدوائية، وإنشاء قاعدة بيانات مهنية مشتركة لتبادل التجارب والأبحاث الصيدلانية الحديثة في مجالات الرعاية الدوائية وسلامة الدواء، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات تمثل نواة حقيقية لتعاون طويل الأمد يرفع كفاءة الصيدلي الفلسطيني، ويؤكد الدور الريادي للصيدلي المصري عربيًا.
أكد الدكتور محمد عصمت، أن إعادة إعمار غزة لن تكون فقط بناء جدران ومستشفيات، بل بناء منظومة دواء متكاملة، وهنا يأتي الدور الحيوي لشركات الأدوية المصرية التي تمتلك القدرة الإنتاجية والخبرة التصنيعية لتوفير احتياجات السوق الفلسطيني من الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية، ويمكن لنادي صيادلة مصر أن يكون منصة تنسيق بين هذه الشركات والجهات الفلسطينية، بما يضمن توريد أدوية عالية الجودة بأسعار مدروسة، تضمن استدامة الإمداد الدوائي، وفتح قنوات تعاون صناعي مستقبلية، كإنشاء خطوط تعبئة وتغليف مشتركة داخل الأراضي الفلسطينية أو على الحدود المصرية، وتقديم استشارات فنية من خبراء مصريين في مجال التصنيع الدوائي والجودة، بما يساهم في تطوير الصناعة الفلسطينية المحلية مستقبلاً.
أضاف أنه في إطار الدور الإنساني والمهني، يمكن للصيدلي المصري أن يجد في إعمار غزة فرصة لتوسيع آفاق مهنته على مستويات متعددة، من دون أن
فرص تدريب وتبادل خبرات دولية ترفع من كفاءته المهنية في إدارة الأزمات وسلاسل الإمداد، وانخراط في مشاريع إعادة الإعمار التي تتطلب كوادر صيدلانية استشارية وإشرافية، مما يفتح آفاقًا للتطوير المهني المستدام، وتوسيع شبكة العلاقات المهنية العربية التي تعزز مكانة الصيدلي المصري كعنصر قيادي في المنظومة الصحية الإقليمية، وهكذا يكون الدور المصري في إعمار غزة مزيجًا من الواجب الإنساني والمردود التنموي الهادئ، الذي يخدم المهنة ويقوي اقتصاد الدواء في مصر بشكل غير مباشر.
أشار الدكتور محمد عصمت، الى أن نادي صيادلة مصر يمكن أن يطلق عددًا من المبادرات المنظمة لتفعيل هذه الرؤية، مثل مبادرة “دواء وكرامة” لتنسيق إرسال أدوية ومستلزمات طبية بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري، وضمان وصولها إلى الصيدليات الفلسطينية، ومبادرة “توأمة مهنية” بين الصيادلة المصريين والفلسطينيين لتبادل الخبرات عبر لقاءات افتراضية شهرية، وعقد مؤتمر سنوي مشترك بعنوان “الصيدلة من أجل الإعمار” يُعقد في القاهرة أو العريش، يجمع ممثلي الصيدلة من مصر وغزة والجهات الدولية المعنية، وطرح دليل دوائي موحد عربي يصدره نادي صيادلة مصر بالتعاون مع نقابة الصيادلة الفلسطينية لتوحيد قوائم الأدوية الأساسية المستخدمة بعد الحرب.
أضاف أن إعادة إعمار غزة لا يمكن أن تكون مهمة إنسانية قصيرة المدى، بل يجب أن تُبنى على شراكة علمية ومهنية واقتصادية مستمرة، فالدعم المصري عبر كوادره الصيدلانية وشركاته الدوائية يمكن أن يشكل نموذجًا للتكامل الصحي العربي، حيث يمتزج العطاء بالخبرة، وتلتقي القيم الوطنية بالمصلحة التنموية في منظومة واحدة متوازنة.
وفي هذا الإطار، يعلن نادي صيادلة مصر عن استعداده لتلقي طلبات الصيادلة المصريين والفلسطينيين الراغبين في الانضمام إلى اللجنة المشتركة للتنسيق في تنفيذ المبادرات الواردة في هذا البيان، من أجل وضعها موضع التنفيذ الميداني في أسرع وقت ممكن، تحت إشراف مهني وإنساني متكامل، هذه اللجنة ستكون حلقة الوصل بين الجهود المصرية والفلسطينية، وواجهة مهنية تعبّر عن وحدة الصف الصيدلي العربي، وتترجم الشعور بالمصير الواحد إلى خطوات عملية على الأرض.
أكد انه في كل أزمة تُولد فرصة للنهوض، واليوم، يقف الصيادلة المصريون أمام مسؤولية تاريخية — أن يكونوا سفراء الدواء والأمل في غزة، يمدّون يد العون للزملاء هناك، ويساهمون في بناء مستقبل صحي عربي متكامل، تحت راية إنسانية واحدة هي “الدواء رسالة حياة".
قال إن ما يقدمه نادي صيادلة مصر في هذا الاتجاه ليس فقط تضامنًا، بل استثمارًا في قيم المهنة ومكانتها، حيث يصبح الدواء المصري عنوانًا للثقة، والصيدلي المصري رمزًا للريادة والعطاء
0 تعليق