سجن في مصر 14 عام.. وفاة الجاسوس الإسرائيلي روبرت داسا عن عمر 90 سنة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

توفي الجاسوس الإسرائيلي الشهير روبرت داسا، الذي تورط في عمليات تجسس مثيرة خلال فترة الخمسينيات في مصر، عن عمر يناهز 90 عامًا. وُلد داسا في الإسكندرية عام 1933، وكان لأصوله اليهودية ودراسته في مؤسسات يهودية أثر كبير في تشكيل مسيرته كأحد العملاء السريين الذين جندتهم إسرائيل للعمل ضد مصر. وتعتبر قصته جزءًا من التاريخ الغامض لعلاقة الاستخبارات الإسرائيلية بالشبكات اليهودية في الدول العربية.

طفولة داسا في الإسكندرية: نشأة هادئة ونشاط صهيوني سري

وُلد روبرت داسا في 8 مايو 1933، في محافظة الإسكندرية شمال مصر لعائلة يهودية متوسطة الحال. تلقى تعليمه الأولي في المدرسة الابتدائية للجالية اليهودية، حيث انخرط منذ شبابه في الأنشطة المجتمعية. لكن علاقته بالحركات الصهيونية بدأت تتشكل مبكرًا، حيث التحق بحركة "الشباب الصهيوني" التي كانت تجمع اليهود المصريين وتربطهم بالحركة الصهيونية العالمية.

منذ تلك اللحظة، بدأت توجهات داسا السياسية بالوضوح، ما جعله تحت أنظار المجندين الإسرائيليين الذين سعوا لاستغلاله كعنصر فعّال داخل الجالية اليهودية في مصر.
 

الجاسوس الإسرائيلي الشهير روبرت داسا

التجنيد في الاستخبارات الإسرائيلية: داسا ومهامه السرية الأولى

في عام 1951، أرسلت الاستخبارات الإسرائيلية ضابطًا يُدعى أبراهام دار إلى مصر لتجنيد الشباب اليهودي الذي يمتلك ولاءً للحركة الصهيونية. داسا كان من بين الشباب الواعدين الذين تم اختيارهم للعمل السري. تمت عملية التجنيد بسرية كبيرة، وتم تدريب داسا على العديد من المهام الاستخباراتية.

بحلول نهاية عام 1952، تم إرسال داسا إلى إسرائيل عبر فرنسا للتدريب المكثف على التجسس والعمليات السرية. كانت إسرائيل تستعد لمواجهة أي تهديد محتمل من الدول العربية بعد الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، ولذلك اعتمدت على شبكات التجسس التي تعمل خلف خطوط العدو.

عمليات التخريب في مصر: داسا في الخطوط الأمامية

بعد عودته إلى مصر في عام 1954، شارك داسا في عمليات سرية تهدف إلى زعزعة استقرار الدولة المصرية من خلال تنفيذ هجمات على المنشآت البريطانية والأمريكية. كان الهدف هو إثارة التوترات بين مصر والغرب، ما يساهم في تأخير الانسحاب البريطاني من مصر.

نجحت بعض العمليات التخريبية، ومنها إشعال حرائق في عدد من المنشآت. ومع ذلك، لم تسفر هذه العمليات عن سقوط ضحايا، إلا أن الأجهزة الأمنية المصرية كانت تراقب عن كثب تحركات الجواسيس.
 

القبض على داسا ومحاكمته: نهاية مشوار التجسس في مصر

في إحدى العمليات، وبعد مشاركته في عملية حرق لمنشأة بريطانية، تم القبض على داسا في منزله في الإسكندرية. وخضع للتحقيق والمحاكمة بتهم تتعلق بالتجسس والتخريب لصالح إسرائيل. في يناير 1955، أصدرت المحكمة حكمًا بسجنه لمدة 15 عامًا مع الأشغال الشاقة.

قضى داسا ما يقرب من 14 عامًا في السجون المصرية، حيث تم إطلاق سراحه في فبراير 1968 كجزء من صفقة تبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل عقب حرب 1967. هذه الصفقة أنهت فصلًا مثيرًا من حياته التي كانت مليئة بالأسرار والمهمات السرية.

الحياة بعد السجن: العمل في الإعلام الإسرائيلي

بعد الإفراج عنه، عاد داسا إلى إسرائيل حيث استأنف حياته بعيدًا عن عالم التجسس. تزوج من زوجته دينا ورُزق بثلاثة أبناء وسبعة أحفاد. وقد عمل داسا لسنوات في القسم العربي بهيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية، حيث كان يقدم برامج موجهة للعالم العربي.

على الرغم من كونه بعيدًا عن ميدان التجسس، إلا أن داسا ظل جزءًا من تاريخ الصراع السري بين إسرائيل ومصر. وفاته في عمر التسعين تغلق فصلًا من فصول الحرب الباردة بين الاستخبارات المصرية والإسرائيلية، لكنها تظل شهادة على حجم التوترات التي كانت قائمة في الخمسينيات والستينيات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق