في مشهد يؤكد ريادة دولة الإمارات في صياغة مستقبل التكنولوجيا الأخلاقية، أعلنت النيابة العامة الاتحادية خلال مشاركتها في فعاليات معرض “جيتكس جلوبال 2025“، التي انتهت يوم الجمعة 17 أكتوبر، إطلاق الورقة البيضاء لقمة حوكمة التقنيات الناشئة 2025 بالتعاون مع مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة (ATRC) ومركز تريندز للبحوث والاستشارات، وذلك برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.
ويُجسّد هذا الإصدار الوطني نقلة نوعية في الحوار العالمي حول حوكمة التقنيات الناشئة وأخلاقياتها، إذ يقدّم رؤية شاملة حول كيفية تحقيق توازن دقيق بين الابتكار السريع والحفاظ على القيم الإنسانية والعدالة في ظل التحول الرقمي المتسارع.
الإمارات محور عالمي للحوار حول أخلاقيات التكنولوجيا
تُعد الورقة البيضاء خلاصة فكرية لمساهمات أكثر من 60 خبيرًا من 25 دولة، وتغطي ستة قطاعات رئيسية، وهي العدالة والصحة والتعليم والاقتصاد والتشريع والصناعة، مع التركيز على التقنيات المحركة للتحول، مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والميتافيرس والروبوتات.
وتطرح الورقة إطارًا عمليًا للحوكمة وإدارة المخاطر والأخلاقيات، مدعومًا بنماذج دولية قابلة للتطبيق المؤسسي، مما يعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي للحوار حول الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا.
وأكد المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام للاتحاد، أن إطلاق الورقة البيضاء “خطوة إستراتيجية لترسيخ منظومة رقمية مستدامة تقوم على القيم والشفافية وسيادة القانون”، مشددًا على أن الإمارات تسعى إلى تقديم نموذج متوازن يجمع بين الابتكار والتشريع والإنسانية.
اليوم… المستقبل يبدأ من أبوظبي⁰إطلاق الورقة البيضاء لحوكمة التقنيات الناشئة 2025 – وثيقة ترسم ملامح الغد برؤية إماراتية.#جيتكس_2025⁰#الورقة_البيضاء
Today⁰White Paper Launch Ceremony⁰Friday, 17/10/2025⁰11:00 AM – 12:00 PM
Today… the future begins from Abu Dhabi⁰The… pic.twitter.com/q022f9b27f— النيابة العامة (@UAE_PP) October 17, 2025
عدالة رقمية ومسؤولية أخلاقية
وشهدت مشاركة النيابة العامة في “جيتكس جلوبال 2025” عرض مجموعة من المشاريع التحولية، أبرزها المساعد الافتراضي لوكيل النيابة، ومشروع رقمنة التشريعات، ومركز الترجمة الذكي “بيان”، إلى جانب إستراتيجية الذكاء الاصطناعي 2025–2030، وميثاق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
وأكد المستشار سالم الزعابي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للقمة، أن الورقة تُعد “خارطة طريق عالمية تجمع بين الابتكار والمسؤولية والحوكمة الواعية”، مضيفًا أن التقنية يجب أن تبقى في خدمة الإنسان، لا أن يصبح الإنسان في خدمتها.
وفي السياق ذاته، قالت المستشارة مريم حميد، رئيس نيابة عامة في النيابة العامة الاتحادية، إن “العدالة لا يمكن اختزالها في منطق رياضي أو احتمالي”، مشيرةً إلى أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أداة داعمة للقرار القضائي دون أن يحلّ محل الإنسان.
نحو مستقبل رقمي إنساني
وسلّطت الورقة الضوء على تحديات الأمن السيبراني التي تناولها الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني، مؤكدًا أهمية الحوكمة القوية والتشريعات المتجددة لمواجهة التهديدات العابرة للقارات.
وأشار الدكتور محمد اللوغاني من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إلى أهمية السيادة الرقمية واستدامة الاقتصاد الرقمي، في حين أكدت فاطمة المهيري من وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة أن الوزارة أطلقت مؤشر التحول التكنولوجي الصناعي لتعزيز تكامل المصانع مع التقنيات الحديثة.
واختتمت الورقة بالتأكيد على أن التحول الرقمي الحقيقي لا يُقاس فقط بالتطور التقني، بل بمدى التزامه بالإنسانية والقيم، مجددةً التزام الإمارات بقيادة الحوار العالمي نحو مستقبل رقمي آمن وأخلاقي يخدم الإنسان قبل كل شيء.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق