تنبؤات العالم الهولندي فرانك هوغربيتس أصبحت حديث الكثير من الناس مرة أخرى، خاصة بعد أن شعر سكان في القاهرة ومحافظات مصرية أخرى بهزة أرضية في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء.
استمرت الهزة لثواني فقط، لكنها تسببت في قلق واضح، وبعض السكان قرروا مغادرة منازلهم على الفور، كاميرات المراقبة في بعض الشوارع أظهرت لحظات من الذعر والارتباك، بينما بدأت التساؤلات تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي: هل ما حدث له علاقة بتوقعات فرانك هوغربيتس؟.
بيان رسمي يوضح مكان الزلزال وقوته
وبحسب بيان رسمي من الشبكة القومية لرصد الزلازل، فإن الزلزال كان مركزه في البحر، على بعد أكثر من 600 كيلومتر شمال مدينة رشيد، وبلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، دون تسجيل خسائر كبيرة، ولكن مجرد الإحساس به جعل البعض يعود إلى ما نُشر قبل أيام قليلة من تحذيرات حول نشاط زلزالي متوقع.
تنبؤات العالم الهولندي فرانك هوغربيتس تثير الجدل
وكان قد نشر العالم الهولندي فرانك هوغربيتس مؤخرًا مقطع فيديو قال فيه إن الفترة ما بين 13 و22 مايو قد تشهد زلازل قوية في مناطق بالبحر المتوسط، وذكر تحديدًا تركيا، اليونان، وإيطاليا كمناطق محتملة، مستندًا في توقعاته إلى ما وصفه بـ”اقترانات كوكبية نادرة”.
ويقول هوغربيتس إن هذا الاصطفاف الفلكي يمكن أن يسبب تغييرات في الجاذبية والمجالات الكهرومغناطيسية، وبالتالي يؤثر على حركة الصفائح الأرضية ويسبب الزلازل.
ورغم أن الطريقة التي يستخدمها في التنبؤ ليست معترفًا بها في الأوساط العلمية بشكل رسمي، إلا أن شهرته زادت بشكل كبير منذ أن تنبأ بحدوث زلزال تركيا المدمر في فبراير 2023، قبل وقوعه بأيام.
هذا ما جعل متابعين كثر يصدقون تنبؤاته أو على الأقل يأخذونها بجدية.
نرشح لك: زلزال القاهرة يحدث موجة قوية من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي
رأي العلماء
في المقابل، قال عدد من علماء الجيولوجيا إن الزلزال الذي شعر به سكان مصر مؤخرًا يعد أمرًا طبيعيًا، لأن منطقة البحر المتوسط تعد من المناطق المعروفة بالنشاط الزلزالي المعتاد، بسبب التقاء الصفائح التكتونية.
وأوضحوا أن الهزات الأرضية الخفيفة أو المتوسطة تحدث من وقت لآخر، ولا يمكن التنبؤ بها بدقة، مؤكدين أن ما جرى لا يعني بالضرورة أن هناك كارثة كبيرة قادمة.
كما أشار بعضهم إلى أن توقعات هوغربيتس رغم انتشارها، لا تعتمد على بيانات علمية دقيقة، ولا تحدد موقع الزلزال أو توقيته بدقة، وهذا ما يجعلها بعيدة عن المنهج العلمي.
وأوضحوا أن اعتماد هوغربيتس على حركة الكواكب والنجوم يُعد أقرب إلى علم الفلك منه إلى علم الجيولوجيا، وهو ما يضعف مصداقية توقعاته من وجهة نظرهم.
نرشح لك: رئيس الشبكة القومية للزلازل: زلزال اليوم أقوى من 92 وتوابعه غير مؤثرة
تفاعل المواطنين
مع ذلك، فإن تفاعل النواطنين مع تحذيرات العالم الهولندي يعكس حالة من التوتر والخوف، خاصة بعد الكوارث الطبيعية الأخيرة التي وقعت في مناطق مختلفة من العالم، مثل الزلازل في المغرب، وسوريا، وتركيا.
وقد أصبح كثير من الناس يميلون إلى متابعة أخبار الزلازل وتوقعاتها، حتى لو لم تكن مبنية على أسس علمية واضحة، فقط بدافع الحذر أو القلق.
ومن اللافت أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم الوسائل التي تنتشر من خلالها توقعات مثل هذه، فمع كل زلزال أو كارثة طبيعية، يُعاد نشر مقاطع فيديو قديمة أو تغريدات سابقة لهوغربيتس، وتبدأ التحليلات بين الناس، البعض يصدق تمامًا، والبعض الآخر يشكك، وآخرون يطالبون بتفسير علمي بسيط لما يحدث.
في النهاية، تبقى تنبؤات العالم الهولندي فرانك هوغربيتس مثيرة للجدل، بين مؤيدين يرون أن لديه رؤية مختلفة وربما عبقرية غير مفهومة بعد، وبين علماء وخبراء يؤكدون أن هذه التوقعات لا يمكن الاعتماد عليها علميًا.
نصيحة العلماء
وفي الوقت الذي يتابع فيه البعض ما ينشره هوغربيتس بدقة، ينصح خبراء الزلازل بعدم التفاعل الزائد مع مثل هذه التوقعات، والتركيز بدلًا من ذلك على التوعية بالإجراءات الوقائية، والاستعداد الجيد في حال حدوث زلزال قوي، خاصة في المناطق التي تُعرف بنشاط زلزالي مستمر.
اقرأ أيضًا: عالم الزلازل الهولندي يحذر من أقوى هزة أرضية خلال ساعات.. ما علاقة اقتران الكواكب؟
تعليقات