ترأس عادل زنيبر باش، مدير مديرية الموارد البشرية بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، صباح يوم الأربعاء بمقر المديرية بالرباط، اجتماعا جمعه بممثلي النقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل؛ وهو اللقاء الذي عرف حضور وفد نقابي يمثل عددا من المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة.
وأفادت مصادر نقابية مسؤولة هسبريس بأن الطرفيْن ناقشا، خلال هذا اللقاء الذي جاء في إطار تعزيز الحكامة وتحسين التكوين الأكاديمي، التحديات التي تواجه القطاع وتطرقا إلى محاور رئيسية عديدة تهدف إلى تحديث النظام الأكاديمي والإداري لهذه المعاهد.
وأوردت المعطيات ذاتها أن الاجتماع أثار مسألة غياب تعيين مديرين بعدد من المعاهد المذكورة وما ينتج عن ذلك من فراغ إداري يعيق اتخاذ قرارات استراتيجية سليمة.
كما شدد وفد النقابة الوطنية للصحة العمومية على ضرورة تحيين الإطار القانوني والتنظيمي المنظم لهذه المعاهد؛ بما يضمن تحسين هياكل الحكامة الداخلية، وتعويض أعضاء المجالس الإدارية للمعاهد قصد تفعيل قرارات أكاديمية ناجعة.
وعلى مستوى المناهج والبرامج التكوينية، شدد وفد النقابة الوطنية للصحة العمومية (ف د ش) على ضرورة تحديثها بما يتماشى مع التحولات التي يشهدها النظام الصحي، مع ضرورة توحيد دليل التداريب الميدانية لضمان تنسيق أفضل بين التخصصات المختلفة.
وفيما يخص وضعية الأساتذة وموظفي المعاهد، تم التأكيد على أهمية وضرورة الحفاظ على وضعيتهم الإدارية وصون مكتسباتهم المهنية والوظيفية الحالية في إطار تحولات المنظومة الصحية الجديدة، بالإضافة إلى إقرار تعويضات عادلة وتوفير ظروف عمل ملائمة لضمان بيئة تعليمية جيدة، مع تفعيل الإطار الصحي العالي لتحسين مستوى التدريب.
كما أكد فيدراليو الصحة على أهمية التحول الرقمي داخل المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، عبر إنشاء منصة رقمية موحدة لإدارة النقاط والغياب والمداولات والشهادات؛ مما يسهم في تحسين سير العمل الإداري والأكاديمي. بالإضافة إلى ذلك، تم اقتراح إنشاء برنامج سنوي للتكوين المستمر لضمان تطوير مهارات العاملين في القطاع الصحي وتلبية احتياجاتهم الأكاديمية.
من جهة أخرى، بحث الاجتماع أيضا سبل دعم البحث العلمي في المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، من خلال تحديث القوانين المتعلقة بهياكل البحث وتوفير الإمكانيات اللازمة لإجراء مشاريع بحثية متقدمة. كما تم التركيز على ضرورة تعزيز الشراكات مع المؤسسات الوطنية والدولية لتفعيل التعاون الأكاديمي والبحثي؛ مما يساهم في رفع مستوى التعليم والتكوين في المعاهد.
وذكر المصدر ذاته أن الاجتماع لم يغفل كذلك معالجة تحسين وضعية الطلبة، من خلال تحسين ظروف التدريب للطلبة في المعاهد، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة توفير منح كافية لتغطية تكاليف التدريب والتنقل، علاوة على مشكلة تأخر الإعلان عن امتحانات الولوج إلى المعاهد سالفة الذكر، مما يسبب ارتباكا بين الطلبة ويؤثر سلبا على التخطيط الأكاديمي.
وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والنقابة الوطنية للصحة العمومية على ضرورة التعاون المستمر لتحديث وتحسين الوضع الأكاديمي والإداري في المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بهدف تعزيز القدرات البحثية للأطر الأكاديمية وتوفير بيئة تكوين تلبي احتياجات القطاع الصحي؛ مما يسهم في رفع مستوى التكوين والتدريب في هذا المجال الحيوي.
وفي هذا السياق، أكّد مصدر نقابي مسؤول أن النقابة الوطنية للصحة العمومية ستقوم بنشر بلاغ تفصيلي موجّه إلى مهنيي الصحة والأساتذة والموظفين والطلبة بالمعاهد، يتضمن خلاصة محاور ومخرجات هذا الاجتماع المهم.
تعليقات