بعد تصريح “القطار فات”.. ترامب يضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات لحماس

مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة لمنطقة الشرق الأوسط، تتصاعد وتيرة الضغوط التي تمارسها إدارته على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة دائمة مع حركة حماس في قطاع غزة. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي الإدارة الأمريكية لتهدئة الأوضاع المتوترة في المنطقة، وإيجاد مناخ ملائم لزيارة الرئيس الأمريكي، التي يُنظر إليها على أنها فرصة لإحياء عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

تصريح “القطار فات”

وكان مسؤول الأمريكي، صرح لقناة عبرية، أن “إسرائيل فاتها القطار، وواشنطن لن تنتظر على الرصيف، ونأمل أن تلحق إسرائيل بالقطار التاريخي الذي غادر المحطة بالفعل”.


وتتضمن الضغوط الأمريكية على إسرائيل، بحسب صحف عبرية، حثها على تقديم تنازلات ملموسة لحماس، مقابل وقف إطلاق الصواريخ وتخفيف حدة التوتر، وتشمل هذه التنازلات تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وتوسيع مساحة الصيد المسموح بها للصيادين الفلسطينيين.

وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمارس ضغوطاً شديدة على تل أبيب للتوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك قبيل زيارته المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط، وتأتي هذه الخطوة في إطار المساعي الأمريكية لتهدئة الأوضاع المتوترة في القطاع، وتجنب أي تصعيد قد يعرقل زيارة الرئيس الأمريكي أو يؤثر سلباً على أجندته الإقليمية.

ضغوط أمريكية لتجنب التصعيد

وتتضمن الضغوط الأمريكية على إسرائيل، بحسب مصادر الصحيفة العبرية، حثها على تقديم تنازلات ملموسة لحركة حماس، مقابل وقف إطلاق الصواريخ وتخفيف حدة التوتر، كما تشمل هذه التنازلات تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وتوسيع مساحة الصيد المسموح بها للصيادين الفلسطينيين.

كما أضاف المصدر أن الإدارة الأميركية ترى أهمية بالغة لهذا الأمر، وقد أبلغت تل أبيب أنه إذا لم تسر قدمًا مع الولايات المتحدة نحو اتفاق، فستُترك وشأنها، إلى ذلك، أبلغ المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عائلات الأسرى الإسرائيليين، الاثنين الماضي، في واشنطن أن “الضغط العسكري يُعرّض الرهائن للخطر”، بحسب “هآرتس”.


جاء ذلك بعد تصريحات قوية اللهجة تعكس تزايد الإحباط في واشنطن تجاه السياسات الإسرائيلية، نقلت وسائل إعلام عبرية ن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية قوله إن “القطار فات” فيما يتعلق بفرص معينة، وإن إسرائيل ستدفع “ثمناً باهظاً” نتيجة لتصرفاتها الأخيرة، ورغم أن المسؤول لم يكشف عن تفاصيل محددة بشأن التصرفات الإسرائيلية التي أثارت هذا الغضب، فإن هذه التصريحات تشير إلى وجود خلافات عميقة ومتصاعدة بين الحليفين التقليديين.

وقال المسؤول الأمريكي على ضرورة أن تنخرط إسرائيل بجدية في مسار السلام الإقليمي، محذراً من أن الولايات المتحدة “لن تنتظر على الرصيف” وأن “القطار التاريخي غادر المحطة بالفعل” في إشارة واضحة إلى التقدم المحرز في ملفات إقليمية أخرى ربما تشمل التطبيع مع دول عربية، ويأتي هذا التصريح القوي في ظل فتور ملحوظ في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتصاعد المخاوف بشأن مستقبل الصراع.

خطة “عربات جدعون”

في نفس الوقت تلوح إسرائيل بتوسيع عمليتها في غزة، التي تحمل اسم “عربات جدعون” لتشمل احتلال كامل القطاع إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حماس حتى نهاية زيارة ترامب المرتقبة، وشرعت الحكومة الإسرائيلية بالإعداد للعملية من خلال استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط، إذ تلقى خلال الأيام القليلة الماضية عشرات الآلاف من جنود الاحتياط إخطارات من قادتهم، وطُلب منهم الاستعداد.

استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة

و في اليوم الـ53 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت 27 شهيدا و85 مصابا خلال 24 ساعة. وأفادت الوزارة بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 52 ألفا و787 شهيدا و119 ألفا و349 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023. ويترافق ذلك مع استفحال المجاعة وتزايد وطأة التجويع في القطاع المحاصر، إذ أفادت الأمم المتحدة بإغلاق مزيد من المطابخ الخيرية بسبب نفاد الغذاء. شهدت إسرائيل حالة من الهلع والترقب بعد إعلان جيش الاحتلال عن اعتراض صاروخ تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه البلاد، الأمر الذي أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في مناطق متفرقة ودفع ملايين الإسرائيليين للتوجه إلى الملاجئ بحثاً عن الأمان، وقد تسبب هذا التهديد المفاجئ في شلل مؤقت لحركة الطيران في مطار بن جوريون الدولي، حيث تم تعليق الرحلات الجوية احترازياً لحين التأكد من سلامة الأجواء وانتهاء حالة التأهب القصوى التي أعقبت إطلاق الصاروخ، مما يعكس مدى التوتر والقلق الذي ساد الأوساط الإسرائيلية جراء هذا التطور الإقليمي اللافت.


. .p0f5

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *